المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | التخلص من التراخوما ينقذ من العمى

التخلص من التراخوما ينقذ من العمى

طباعة PDF

أمام بلدان إقليم شرق المتوسط هدف هام عليها تحقيقه هو التخلص من مرض التراخوما المسبب للعمى، وذلك بحلول عام 2020. وبإمكان تحقيق هذا الهدف إنقاذ عشرة ملايين شخص يعانون من التراخوما النشطة وحوالي ثمانين مليون شخص يعيشون في المناطق التي يتوطن فيها هذا المرض ويحتاجون للمعالجة منه ومن مضاعفاته. كما أن بإمكانه توفير نحو ثلاثة بلايـين دولار سنوياً تهدر من جرَّاء انخفاض إنتاجية المصابين به.

ويتطلب النجاح في تحقيق هدف التخلص من التراخوما بذل العديد من الجهود والتعامل مع الكثير من القضايا ليس فقط الصحية وإنما الاقتصادية والاجتماعية أيضاً باعتباره يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفقر ويستشري – عادة – في المناطق ذات الدخل المنخفض والتي تسوء فيها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

ومنذ أطلقت منظمة الصحة العالمية وحلفاؤها مبادرة الرؤية 2020 الحق في الإبصار عام 1996، وهي توالي الفعاليات الرامية إلى القضاء على أسباب العمى الذي يمكن توقيه. وفي إطار هذه الفعاليات يعقد المكتب الإقليمي لشرق المتوسط حلقة العمل الإقليمية للتخطيط للقضاء على التراخوما المسببة للعمى، وذلك بالقاهرة في المدة من 28 – 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، والتي تجمع عدداً من الشخصيات المرموقة المعنيَّة بمكافحة العمى، مثل صاحب السموّ الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، رئيس مؤسسة إمباكت العالمية، مكتب الشرق المتوسط، والدكتورة تـبـيـته بطرس شوكاي، وزيرة الصحة بالسودان، والدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة والسكان بمصر.

تهدف حلقة العمل إلى تحقيق ما يلي:

(1) استعراض الوضع الحالي للتراخوما المسببة للعمى في بلدان إقليم شرق المتوسط، والأنشطة الرامية للتخلص من هذا المرض والتي تم تنفيذها في إطار المبادرات الدولية GET 2020 والرؤية 2020.

(2) استعراض التقدم الذي أحرزته بعض بلدان الإقليم والعقبات التي واجهت بلدان أخرى في مجال التخلص من التراخوما وذلك بناء على التقارير والبيانات الخاصة بهذه البلدان.

(3) تنسيق وتعزيز جهود تطبيق استراتيجية SAFE لتطوير الخطط الوطنية للتخلص من التراخوما.

(4) إرساء دعائم التعاون التقني بين بلدان الإقليم في مجال التخلص من التراخوما في ضوء التجارب الإقليمية.

(5) تشكيل شراكة إقليمية لضمان التعاون مع كافة الأطراف المعنية بما في ذلك المنظمات الدولية والمنظمات الأهلية وسائر المهتمين بالتخلص من التراخوما.

والتراخوما هي أحد أقدم الأمراض ومسببات العمى التي يمكن توقيها، وهي تظل مشكلة صحية عمومية في كثير من بلدان العالم وإقليم شرق المتوسط. ويبلغ عدد المصابين بهذا المرض عالمياً حوالي 84 مليون شخص أغلبهم من الأطفال.

وفي إقليم شرق المتوسط يتوطن المرض في 12 بلداً هي أفغانستان وباكستان والجماهيرية العربية الليبية وجمهورية إيران الإسلامية والجمهورية اليمنية وجيبوتي والسودان والصومال وعُمان ومصر والمغرب والمملكة العربية السعودية.

وقد أدى تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية إلى تقلص انتشار التراخوما في العديد من بلدان الإقليم. وساهم تبني بعض هذه البلدان استراتيجية SAFE – التي تركز على التدخل الجراحي، والمضادات الحيوية ونظافة الوجه والتغير البيئي كوسائل لمكافحة المرض – في خفض معدلات انتشار التراخوما.

غير أن بلداناً عديدة مازالت بحاجة إلى وضع هذا المرض كأولوية في عملها الصحي كي تتمكن من مواكبة غيرها من البلدان التي حققت نتائج طيبة على هذا الصعيد مثل المغرب التي سارت خطوات متسارعة على طريق التخلص من التراخوما وأوشكت على إنجاز هذا الهدف بنهاية 2005. كذلك نجحت جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية في تقليص معدل انتشار التراخوما النشطة وتركز جهودها حالياً على التخلص من التراخوما المسببة للعمى.

(( قد لا تكون التراخوما أولوية في العمل الصحي لبعض البلدان ولكن تقليص حدة الفقر وربط التراخوما بالأهداف الإنمائية للألفية يمكّننا من تطوير عملية التخلص من هذا المرض بسهولة )) هذا ما يؤكده الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط.

يشارك في حلقة العمل العديد من الهيئات الدولية مثل التحالف الدولي للوقاية من العمى، ومكتب شرق المتوسط لمؤسسة إمباكت العالمية، واليونيسف، وأجفند، ومركز كارتر، ومبادرة التراخوما الدولية، وكرستوفـل (( بليند إن ميشن ))، ومؤسسة النور ومؤسسة الشفا، إلى جانب خبراء منظمة الصحة العالمية.