المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | إعادة افتتاح مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس

إعادة افتتاح مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس

طباعة PDF

مع مطلع العام الجديد وفي خطوة هامة لتعزيز العمل الصحي في إحدى بلدان الإقليم، تحتفل الأوساط الصحية في تونس بإعادة افتتاح مكتب منظمة الصحة العالمية، واعتماد ممثل مقيم للمنظمة بهذا البلد في احتفال يقام مساء الأربعاء 5 كانون الثاني/يناير 2005 بالمقر الجديد لمكتب المنظمة بتونس العاصمة، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد رضا كشريد، وزير الصحة التونسي، وحضور الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

يتم الافتتاح الرسمي لمقر المنظمة في تمام الساعة الثالثة مساء، ثم يعقبه في السابعة حفل استقبال دبلوماسي في فندق (( أبو نواس )) يحضره لفيف من كبار الشخصيات من بينهم ساسة وسفراء ودبلوماسيون ومسؤولون بوزارة الصحة التونسية. ويتم خلال حفل الاستقبال عرض فلم وثائقي قصير بعنوان ((في سبيل الصحة )) يستعرض أنشطة منظمة الصحة العالمية في تونس وسائر بلدان الإقليم. وكذلك تنويهات تلفزيونية عن مكافحة الإيدز (السيدا) والتبغ ومعرض للملصقات الصحية.

كانت الجمهورية التونسية قد انضمت لمنظمة الصحة العالمية عام 1960. وتربطها بالمنظمة منذ ذلك الحين علاقات عريقة ومتينة. وعلى الرغم من توقُّف العمل بمكتب المنظمة في تونس منذ مدة طويلة، فإن هذه العلاقة لم تتعرَّض للوهن أو الفتور، بل قويت وتوطَّدت على العديد من الأصعدة.

ولم يقتصر التعاون بين تونس والمنظمة على الشأن الصحي المحلي، بل تجاوز ذلك إلى المساهمة في معالجة الشؤون الإقليمية والعالمية .إذ تستضيف تونس المركز المتوسطي للحدِّ من مخاطر الكوارث الصحية، منذ عام 1997، والذي أصبح مصدراً تقنياً عالمياً تنتفع من أنشطته وخدماته التقنية بلدان عدة من شتى بقاع العالم. كما تقوم تونس بدور هام في تفعيل برامج الدعم التقني التي تقدمها المنظمة للدول الناطقة بالفرنسية في بلدان إقليم شرق المتوسط وبلدان الإقليم الأفريقي.

وانطلاقاً من قناعة القائمين على منظمة الصحة العالمية أن نجاح المنظمة والمكتب الإقليمي يكمن في إحراز البلدان الأعضاء للمزيد من التقدُّم نحو الهدف الذي نص عليه دستور المنظمة، وهو: أن تبلغ جميع الشعوب أرفع مستوى صحي ممكن، تعمل المنظمة على تطوير علاقات عمل حميمة مع الدول الأعضاء وسلطاتها الصحية.

ومن المأمول أن يُسهم إعادة فتح مكتب المنظمة بتونس واعتماد ممثل مقيم لها في تقوية أواصر التعاون وتفعيل الأنشطة والبرامج المشتركة بين المنظمة وبين تونس. كما يتوقع أن يسهم في تعزيز التعاون مع دول الجوار، لاسيَّما الناطقة باللغة الفرنسية، حيث يقوم الخبراء التونسيون بتنفيذ العديد من المهام الاستشارية للمنظمة كل عام في هذه البلدان. كذلك تقوم تونس بتوفير المنح الدراسية التي تدعمها المنظمة للدارسين من هذه البلدان.

وقد علق الدكتور حسين الجزائري، على إعادة افتتاح مكتب ممثل المنظمة بتونس بقوله: (( تلك خطوة بناءة. إننا لا نتطلَّع فقط إلى المزيد من أنشطة التعاون، وإنما أيضاً إلى نقلة نوعية في علاقتنا، وإلى تجويد للأداء في الأنشطة التي نقوم بها معا،ً حتى نضاعف من المردودية بحسن اختيارنا لأنشطة التعاون في المقام الأول، وإتباع ذلك بحسن رصد التنفيذ لاحقاً.كما نتطلَّع إلى مشاركة تونس بقدر أكبر في المبادرات والدراسات التي تتعاون فيها المنظمة مع بلدان الإقليم لتطوير استراتيجيات ناجعة لمواجهة التحدِّيات الناتجة عن التحوُّل الوبائي وانتشار الأمراض المزمنة وأنماط الحياة المهدِّدة للصحة )).

وقد أنهى الفريق المشترك من وزارة الصحة العمومية والمنظمة منذ أسبوعين صياغة مسوَّدة لاستراتيجية التعاون بين المنظمة وتونس على مدى السنوات الست القادمة. والمتوقع أن تصبح هذه الوثيقة الاستراتيجية القطرية، بعد إجازتها، إطاراً يُهتدى به في التخطيط لبرامج التعاون الثنائي.