تستعد السلطات الصحية في جيبوتي بالتعاون مع مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية هناك للجولة الثانية من الحملة الشاملة للتطعيم ضد شلل الأطفال التي تستمر من 20 حزيران/يونيو إلى 2 تموز/يونيو في العاصمة وسائر المدن والقرى، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الجولة الأولى من حملة التطعيم في النصف الثاني من أيار/مايو وأمكن خلالها الوصول بالتطعيمات إلى حوالي 30 ألف طفل دون السادسة من العمر.

تحظى هذه الحملة بأهمية بالغة. فقد حقَّقت جيبوتي المؤشرات المطلوبة للاستدلال على استئصال شلل الأطفال منذ عام 1999، إلا أنها تواجه الآن تهديداً كبيراً بعودة الفيروس من البلدان المجاورة. فقد ظهرت حالات في أثيوبيا وفي اليمن. ويذكر أن آلاف من الأسر في جيبوتي تنتقل خلال فصل الصيف إلى هذين البلدَيْن فضلاً عن التبادل التجاري وحركة النقل طوال العام.

واستجابة للنداء الذي وجهه الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لسيدة جيبوتي الأولى فقد حظيت الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في جيبوتي بالدعم والمشاركة من أعلى المستويات حيث جرت تحت رعاية سيدة جيبوتي الأولى وبمشاركة الجيش إلى جوار السلطات الصحية في التطعيم. فضلاً عن أنشطة التوعية وحث المواطنين على تطعيم أطفالهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولاسيما الراديو والتليفزيون.

شارك في الإعداد للحملة وتنفيذها مع السلطات المحلية، لجنة التنسيق بين الوكالات التي ترأسها منظمة الصحة العالمية وتضم كلاً من اليونيسف، ووكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبرنامج الغذاء العالمي، وهيئة المعونة الأمريكية، وأندية الروتاري الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقد ساهم مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في جيبوتي بدور نشط من خلال التواجد الميداني والمساهمة في توفير الدعم المادي والفني والموارد اللازمة لعمليات التطعيم التي جرت في إطار استراتيجية ميدانية جيدة نجحت في توفير تغطية كافية والوصول بالتطعيمات إلى أوسع نطاق.

كذلك حظيت حملة التطعيم بإشراف على مستوى عالٍ أمكنه التعرُّف على أوجه القصور وتلافي ضررها فور وقوعها.

يذكر أن المشاركين في الحملة هم من العاملين الصحيين المدربين حيث لا يُسمح للمتطوعين أو العمالة غير الصحية بالمشاركة في أعمال التطعيم تجنباً للممارسات غير الصحيحة. وقد تم التطعيم في أجواء هادئة استجابة عالية من المواطنين.

واستعداداً للجولة الثانية من هذه الحملة، يعمل مكتب منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية المحلية في جيبوتي على إعداد الكوادر اللازمة لتنفيذ الحملة آخذاً في الاعتبار الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة في هذه الفترة من السنة.