المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2005 | دورة تدريبية حول الصحة كحق من حقوق الإنسان

دورة تدريبية حول الصحة كحق من حقوق الإنسان

طباعة PDF

في ختام حلقة العمل التدريبية التي نظَّمها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية بمقره الرئيسي بالقاهرة على مدى يومَيْ 14 و15 أيلول/سبتمبر لبحث قضية الصحة وحقوق الإنسان بمشاركة عدد من الصحفيِّـين والإعلاميِّـين، أوصى المشاركون بحتمية إعمال حق الإنسان في التمتُّع بالصحة باعتباره أحد الحقوق الأساسية للإنسان بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وعلى رأسها العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

واستعرضت حلقة العمل عدداً من الأوراق البحثية التي أعدَّها نخبة من خبراء منظمة الصحة العالمية، وطرح المشاركون عدداً من الموضوعات التي رأوا أنها ضرورية من أجل طرح قضايا الصحة بصورة موضوعية إعلامياً بهدف إبراز طابعها الحقوقي.

وفي هذا الإطار اتفق المشاركون على أن هنالك خطأً في ترتيب الأولويات فيما يتعلق بقضية الصحة، ناتج عن إعطاء الاهتمام لقضايا فرعية أقل أهمية على حساب قضية الصحة، كما أن هناك تعتيماً من جانب الحكومات فيما يتعلق بالأرقام والمعلومات الصحيحة ما يؤدي إلى غياب ونقص البيانات ومن ثـَمَّ يؤثـِّر سلبياً على العمل الإعلامي.

وأشار المشاركون في حلقة العمل التدريبية إلى وجود قصور في برامج توعية المواطنين فيما يتعلق بالجوانب المختلفة لقضية الصحة، فضلاً عن الصعوبات التي يواجهها الإعلام أثناء محاولته الوصول إلى الحقائق كنتيجة أولية لعدم تحديد المسؤول عن إمدادهم بهذه الحقائق.

وأكدوا ضرورة قيام الإعلام بإبراز ظاهرة سوء معاملة المرضى في المستشفيات بكل فئاتها وعدم حصول المرضى على أبسط حقوقهم الصحية. كما لفتوا الانتباه إلى خطورة الإعلانات مدفوعة الأجر في مجال الصحة وتأثيرها الضار في اختيارات المرضى كما يحدث على سبيل المثال في الإعلانات عن مراكز التجميل والتخسيس.

وأقر المشاركون بأهمية الحصول على قدر كاف من المياه النقية كحق من حقوق الإنسان على الرغم من أن المياه لم تذكر صراحة في معاهدات واتفاقيات حقوق الإنسان.

وذكر الحاضرون أن المياه تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحقوق الأخرى المعترف بها مثل الحق في الحياة وفي مستويات المساواة في المعيشة، والحق في الصحة، وفي السكن الملائم والغذاء. ومن هذا المنطلق، حث المشاركون الحكومات على إعطاء إمدادات المياه النقية أولوية على جدول أعمالهم.

وأكَّد المشاركون في حلقة العمل على ضرورة تناول قضية العنف ضد الإنسان خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر باعتبارها من القضايا المؤثـِّرة سلبياً على صحة الفرد.

وفي ختام حلقة العمل التي استمرت على مدى يومين أوصى المشاركون بأهمية المعالجة المتوازنة لقضايا الصحة مع الابتعاد تماماً عن أسلوب الإثارة في التناول كما أكَّدوا على المسؤولية المشتركة للجهات الحكومية وقوى المجتمع المدني عن إعادة الاعتبار والثقة للخدمات الطبية المقدَّمة للمرضى، واضعين في الاعتبار أهمية وجود الوعي الشعبي كأداة أولية لإحداث التغيـير المطلوب.

وشدَّد المشاركون على أهمية تحقيق الأمن الصحي في إطار أمن الإنسان واضعين في الاعتبار المتغيرات الدولية الناشئة في ظل النظام العولمي الجديد، التي تهدِّد صحة مواطني البلدان الأكثر فقراً من خلال اتفاقيات التجارة مثل حقوق الملكية الفكرية التي تهدِّد الأمن الدوائي بصورة مباشرة مما يؤثـِّر على تمتُّع الأفراد بالحق في الصحة. كما أكدوا على ضرورة التشديد على الدور الرقابي والمحاسبي لضمان الحق في الصحة وأعربوا عن قناعتهم بأن معالجة الإعلام للقضايا المختلفة ستؤدِّي إلى نتائج إيجابية في حال تطبيقها.