المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال | الأخبار | شلل الأطفال خارج الجري: تفاني عداء الماراثون الفائق

شلل الأطفال خارج الجري: تفاني عداء الماراثون الفائق

طباعة PDF

آلاء بيضون تُخصص سباق الماراثون الفائق في الأردن للتوعية في المعركة الأخيرة ضد شلل الأطفال

آلاء بيضون تركض في الصحراء الأردنية في ماراثون رَم الدولي وخصصت آلاء ركضها للتوعية باستئصال شلل الأطفال. الصورة: علي برقاويآلاء بيضون تركض في الصحراء الأردنية في ماراثون رَم الدولي وخصصت آلاء ركضها للتوعية باستئصال شلل الأطفال. الصورة: علي برقاوي22 كانون الثاني/ يناير 2018 - الساعة الآن السادسة صباح يوم الجمعة في البتراء، إحدى المدن الجنوبية القديمة في الأردن. آلاء بيضون تربط أربطة حذائها بعقدة أكثر أمانًا وهي تستعد لسباق ركض غير طبيعي. إنه اليوم الأول من عطلتها الأسبوعية، وسوف تركض آلاء لمسافة 100 كم إلى وادي الرَّم في ماراثون فائق، وقد كرَّسَت هذا جهد لاستئصال شلل الأطفال.

وبعد أن أخذت موقعها في خط البداية، بَدَت هادئة ومتماسكة، على الرغم من الارتفاع الشاهق والتضاريس الجبلية الممتدة أمامها مباشرة لمسافة 8 كيلومترات.

وبعد مسيرةٍ شاقةٍ استمرت 14 ساعة في الصحراء، عَبَرَت آلاء خط النهاية في المركز الثاني واستقطعت أكثر من ساعتين من أفضل أوقاتها الشخصية.

“تقول آلاء: "أُصِبتُ ولم أكن متأكدة من أنني سأُكمِلُ السباق، لكنني تمكنتُ من ذلك! ونحن العدائين ننتبه إلى الثواني، لذلك فعندما أقولُ أنني أمضيتُ ساعتين في سباق فإن الأمرَ شاقٌ".”

وتعمل آلاء في منظمة الصحة العالمية وتقول أن المشاركة في السباق من أجل "للقضاء على شلل الأطفال" كان أمرًا مُهمًا بالنسبة لها.

تركض آلاء كل يوم على الرصيف لمسافة تتراوح بين 10 كيلومترات و15 كيلومترًا في عَمَّان، الأردن. تركض آلاء كل يوم على الرصيف لمسافة تتراوح بين 10 كيلومترات و15 كيلومترًا في عَمَّان، الأردن.

"لم نر شلل الأطفال في الأردن منذ سنوات عديدة، لكنه لا يزال يمثل خطرًا لأنه لا يزال ينتشر في بعض بلدان الإقليم. وتقول آلاء: «لإنني أعمل مع فريق من الأشخاص المتفانين جدًا في عملهم من أجل القضاء نهائيًا على شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، وأعلم أننا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك. وكانت مشاركتي في هذا السباق طريقة تمكنني من مواصلة رفع الوعي بهذه القضية".

وآلاء عَدَّاءة بالفطرة، فهي تركض كل يوم على الرصيف لمسافة تتراوح بين 10 كيلومترات و15 كيلومترًا في عَمَّان، الأردن. وفي يوم الجمعة، تركض ما بين 30 و35 كيلومترًا خارج المدينة، وتقول أن تفعل ذلك بدافع الحب من ناحية، وللتدريب من ناحية أخرى.

"أنا عدّاءةُ طريقٍ مُجبَرةٌ لأن المسافة التي يجب أن أقطعها إذا أردتُ أن أركض في الصحراء بعيدة جدًا، ومواصلة الركض في المسارات في الأردن يمكن أن يكون خطرًا على امرأة تركض بمفردها. وفي الأساس، أحتاج إلى مجموعة من الرجال يركضون معي وهذا ليس ممكنًا دائمًا، وليس عمليًا."

ولم تكن هذه أول مشاركة لآلاء في ماراثون فائق، وبالتأكيد ليست المرة الأولى التي تركض فيها في الصحراء. فقد شاركت في عدد من السباقات وفعاليات الركض في الأردن والخارج، وكانت تستمد الإلهام في كثير من الأحيان من والدها العدَّاء في سباقات الماراثون. تقول آلاء: «الركض في دمي.

أتذكرُ المرة الأولى التي بدأت فيها الركض عندما كان عمري حوالي 12 عامًا ولم أتمكن من إكمال 3 كيلومترات معه. ولكن بعد ذلك بدأنا الخروج كل يوم، وسرعان ما أصبحتُ أسرع وأدركت كم أحببت الركض."

وتضيف أن حب الركض هو ما يبقيها الآن متحمسة للمشاركة في السباقات الطويلة.

وتقول آلاء أن ما يُعرَف بنشوةِ العدَّائين عندما يبدأ تأثير هرمون الإندروفين هي ما يُبقيها متحمسةً للاستمرار في الركض في فعاليات الركض الكبرى. وحصلت آلاء على المركز الثاني في ماراثون الرم الدولي. الصورة: علي برقاويوتقول آلاء أن ما يُعرَف بنشوةِ العدَّائين عندما يبدأ تأثير هرمون الإندروفين هي ما يُبقيها متحمسةً للاستمرار في الركض في فعاليات الركض الكبرى. وحصلت آلاء على المركز الثاني في ماراثون الرم الدولي. الصورة: علي برقاوي

وتقول آلاء: "يجب أن تحفز نفسك لأنك في وسط المجهول، وغالبًا ما تكون وحيدًا. ومجرد فكرة سلبية واحدة في تلك البيئة يمكن أن تعرقلك. كما أنك لا تفكر فقط في الحفاظ على التحفيز والإيجابية، بل لديك أيضًا أمور أخرى يجب أن تفكر فيها... مثل وجود كلاب ضالة في الصحراء، والجري في الرمال يتطلب جهدًا أكبر بكثير".

لكنها تقول أن الأدرينالين يمكن أن يفعل العجائب. "تُعرَف هذه الحالة باسم «نشوة العدَّائين» عندما يبدأ تأثير هرمون الإندورفين. ويمكنني عندئذ الوصول إلى مرحلة أنني أنسى تمامًا أن الجزء السفلي من جسدي يتحرك. إنها حالة حلم أو شيء من هذا القبيل، لا أعرف كيف أشرحها".

إلى جانب ذلك، تقول آلاء أنه عندما تكون لديك إرادةٌ قويةٌ وتركض بهدفٍ تريد أن تبلغه، فإن هذا ما سيجعلك تتجاوز خط النهاية.

وتضيف قائلةً: "لا أريد أن أرى مزيدًا من الأطفال المصابين بالشلل بسبب هذا المرض في حياتي، لذلك ركضتُ من أجل شلل الأطفال، وكان الأمل يحدوني مع كل خطوة في أن نرى نهايةً لهذا المرض في وقتٍ قريبٍ جدًا".