أفغانستان

طباعة PDF

أحد القائمين على التطعيم يضع علامة على إصبع فتاة صغيرة في شرق أفغانستان. حقوق الصورة: المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسطأحد القائمين على التطعيم يضع علامة على إصبع فتاة صغيرة في شرق أفغانستان. حقوق الصورة: المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

عمل برنامج شلل الأطفال في أفغانستان لأكثر من عقدين من الزمن في ظروف انعدام الأمن واندلاع النزاع، وعمل على تكييف استراتيجياته وعملياته مع الواقع على المستوى المحلي. ويشكِّل البلدان المتجاوران أفغانستان وباكستان كتلةً وبائيةً واحدة، وهما البلدان الوحيدان اللذان لا يزال يتوطنهما فيروس شلل الأطفال البري.

وقد شهد عام 2021 تسجيل أدنى معدل لسريان شلل الأطفال في أفغانستان، وأتاح ذلك أفضلَ فرصة لوقف سريان المرض وتحقيق الاستئصال. وأصيب أربعة أطفالٍ بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في عام 2021، مقابل 56 طفلًا في عام 2020: طفلٌ واحدٌ في مقاطعة غازني في جنوب شرق البلاد، وثلاثة أطفال في مقاطعة قُندُز في شمال البلاد. وفي كانون الثاني/ يناير 2022، أصيبت فتاة تبلغ من العمر عامين بالشلل بعد إصابتها بالفيروس في مقاطعة باكتيكا في جنوب شرق البلاد. وقد تعذَّرَ وصول القائمين على التطعيم إلى المقاطعات الثلاث إلى حدٍ كبيرٍ قبل استئناف الحملات على الصعيد الوطني في أواخر عام 2021.

وأصيب ثلاثةٌ وأربعون طفلًا بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في عام 2021، وأصيبَ آخِرُ طفلٍ منهم في تموز/ يوليو، مقابل 308 طفلًا في عام 2020.

ويتواصل الكشف عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2 من مواقع الترصُّد البيئي في جميع أنحاء البلاد.

الاستجابة للسريان المزدوج لفيروس شلل الأطفال البري من النمطين 1 و2

المشكلات المتعلقة بإتاحة الخدمات وفجوات التمنيع الناجمة عنها، والتي تجعل الأطفال عُرضة لفيروس شلل الأطفال، ما هي إلا نتيجة واحدة من نتائج انعدام الأمن والأزمة الإنسانية الأوسع نطاقًا التي تواجهها أفغانستان.

وفي نيسان/ أبريل 2019، حظرت سلطات طالبان جميع أنشطة التطعيم ضد شلل الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقد رُفع الحظر جزئيًا في أواخر أيلول/ سبتمبر 2019 للسماح بإعطاء التطعيمات في المرافق الصحية المحلية. وفي حين استمرت حملات التطعيم عن طريق الزيارات المنزلية في أجزاء أخرى من البلد، أعاقت القيود المفروضة على إتاحة اللقاحات قدرة البرنامج على إجراء حملات عالية الجودة بدرجةٍ كبيرةٍ، وجعلت الوصول إلى ما يُقدر بنحو ثلاثة ملايين طفل (30% من الإجمالي المستهدف) متعذرًا في جميع أنحاء البلد. وقد تفاقم هذا الوضع وازداد سوءًا بسبب جائحة كوفيد-19. وقد توقفت جميع حملات التمنيع ضد شلل الأطفال في الفترة من آذار/ مارس إلى تموز/ يوليو 2020، وأُعيد تخصيص الموارد لدعم الاستجابة لكوفيد-19.

واستؤنفت حملات مكافحة شلل الأطفال في تموز/ يوليو 2020، وأحرز البرنامج منذ ذلك الحين تقدمًا سريعًا في احتواء وفادة فيروس شلل الأطفال إلى المناطق الخالية من هذا الفيروس في جميع أنحاء أفغانستان. وشهدت المنطقتان الجنوبية والشرقية، اللتين كانتا تاريخيًا مستودعين لشلل الأطفال، انخفاضًا مطردًا حيث لم تُسجَّل أية حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في الشرق منذ آذار/ مارس 2020 ولم تُسجَّل أية حالات في الجنوب منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020. ولم يُبلغ عن أية حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في غرب البلاد منذ أيلول/ سبتمبر 2020.

وفي عام 2021، أجريت خمسة أيام وطنية للتمنيع (في كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس وحزيران/ يونيو وتشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر) باستخدام لقاح شلل الأطفال الفموي بنوعيه الثنائي والثلاثي التكافؤ، واستهدفت 9.9 مليون طفل دون سن الخامسة في كل جولة. ورَحَّبَ البرنامج بدعم سلطات طالبان وتعاونها إذ أتاح ذلك استئناف حملات التطعيم على الصعيد الوطني في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021. ومنذ ذلك الحين، نُظمت ثلاث حملات أخرى.

وعلى الرغم من هذا التقدُّم المحرَز، لا تزال هناك فجوات تمنيع في الجنوب والجنوب الشرقي بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق والتردد في أخذ اللقاحات. ويُكثِّفُ برنامج شلل الأطفال في أفغانستان العمل لتحسين جودة الحملات، وإدماج تقديم خدمات شلل الأطفال مع البرامج الصحية الأساسية الأخرى، ومعالجة حالات رفض التطعيم من أجل الوصول إلى جميع الأطفال والقضاء على شلل الأطفال إلى الأبد.

ترصُّد شلل الأطفال في أفغانستان

على الرغم من تحديات انعدام الأمن وإمكانية الوصول، فإن جميع مؤشرات ترصُّد الشلل الرخو الحاد الرئيسية في أفغانستان تفوق المعايير العالمية. ولدى البلد شبكة مجتمعية واسعة النطاق لترصُّد الشلل الرخو الحاد، ويواصل اكتشاف حالات الشلل الرخو الحاد وتأكيد حالات شلل الأطفال الناجمة عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 وفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2. ويُكمِّل نظام ترصُّد الشلل الرخو الحاد شبكة واسعة النطاق للترصُّد البيئي تتألف من 29 موقعًا ثابتًا وثلاثة مواقع مخصصة في جميع أنحاء أفغانستان، مما يعزز قدرة البرنامج على الكشف عن فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 وفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2.

وفي أواخر عام 2021، أكمل برنامج شلل الأطفال استعراضًا مكتبيًا لنظام الترصُّد في برنامج أفغانستان لتحديد أية ثغرات محلية ومواصلة تعزيز النظام. واستُكمِلَ الاستعراض بمقابلات إلكترونية مع القوى العاملة في مجال الترصد في أفغانستان، وخلص إلى أن نظام ترصد فيروس شلل الأطفال في البلد لا يزال يستوفي معايير الترصد العالمية ويتجاوزها على الصعيدين الوطني ودون الوطني. كما أكد الاستعراض المكتبي أن الانخفاض في اكتشاف فيروس شلل الأطفال في أفغانستان في عام 2021 يعكس بدقة الصورة الوبائية الحقيقية على الرغم من اتساع فجوات التمنيع على النحو المبين في تاريخ الجرعات المُبَلَّغ عنها لحالات الشلل الرخو الحاد غير الناجمة عن شلل الأطفال.