مبادرة الخلو من شلل الأطفال | الأخبار | بيان بشأن شلل الأطفال من الدكتور أحمد المنظري أمام جمعية الصحة العالمية في دورتها الثالثة والسبعين

بيان بشأن شلل الأطفال من الدكتور أحمد المنظري أمام جمعية الصحة العالمية في دورتها الثالثة والسبعين

طباعة PDF

rd-polio-vaccination

في آخر لقاء لنا، كان العالَمُ مختلفًا بشدة عمّا هو عليه الآن. فكانت جائحة كوفيد-19 في بدايتها، وكان برنامج شلل الأطفال في إقليمنا قد خطا خطواتٍ جرئيةً نحو التصدي لهذا التحدي الجديد من تحديات الصحة العامة، وذلك بالعمل جنباً إلى جنب مع البرامج الصحية الوطنية، وملء الفراغ الموجود في البلدان ذات البنية الصحية المحدودة أو الضعيفة.

وفي الأشهر التي تلت ذلك، لاحظتُ أن برنامج شلل الأطفال في بعضٍ من أكثر البلدان تعقيدًا في هذا الإقليم - مثل باكستان وأفغانستان وغيرهما - قد أوقف أنشطته الرامية إلى استئصال شلل الأطفال، ووجَّهت مهاراتها الكبيرة نحو جائحة كوفيد-19.

وقد شارك 1243 موظفًا في الاستجابة لكوفيد-19. فانتشر بسرعة ما كان مُخصَّصاً لشلل الأطفال من نُظُم تتبُّع المخالطين وشبكات الترصُّد والقوى العاملة في أجواء عمل فوضوية وسريعة التغيُّر للتعرّف على حالات كوفيد-19 والمخالطين لها، وترصُّد الأعراض، وبدء موجات من الاختبار والتثقيف الصحي. وبدا لي جليًّا في شهور منتصف العام أن الاستثمارات التي وضعناها في استئصال شلل الأطفال هي في الواقع استثمارات في البنية الأساسية الأوسع نطاقاً للصحة العامة وفي الاستجابة للأوبئة والجوائح.

ومما يُؤسَف له أن جائحة كوفيد-19 قد ألحقت خسائر فادحة ببرنامج شلل الأطفال. إذ أُصيب أكثر من 200 شخص من العاملين في مجال شلل الأطفال منذ بداية الجائحة، وفقد ثلاثةُ منهم حياتَهم بسبب كوفيد-19.

وأضاعت منا الجائحة فرصة تطعيم 50 مليون طفل. وفي غضون ذلك، زاد انتشار فيروسات شلل الأطفال البرية والمُشتقَّة من اللقاحات دون مراقبة. وفي شهر تموز/ يوليو، عادت من جديد حملات التطعيم ضد شلل الأطفال، وجُهِّزَ القائمون على التطعيم بمعدات الوقاية الشخصية واتبعوا أساليب تتسم بانخفاض درجة المخالطة أو انعدامها. ونجحنا منذ استئناف الحملات في تنفيذ حملات واسعة النطاق في باكستان وأفغانستان وسوريا وأنحاءٍ من اليمن. ولا بد هنا من الإشادة بالعاملين في مكافحة شلل الأطفال بجميع أنحاء الإقليم على سرعتهم في التدرُّب على الأساليب والسلوكيات الجديدة في حقبة كوفيد-19، وعلى نجاحهم في استئناف ومواصلة الحملات.

وقد احتفلنا بالإشهاد على خلو الإقليم الأفريقي من فيروس شلل الأطفال البري، ونعكف حالياً على مضاعفة جهودنا لأن إقليمنا قد أصبح آخر إقليم لا يزال يتوطن فيه شلل الأطفال. وقد حان الوقت لتعزيز برنامج شلل الأطفال وحشد الأموال، ومنها الأموال المحلية، لكي تظل هذه الآلية الرائعة قوية من أجل الصحة العامة والتصدي للجوائح، ولكي يتسنى إدماجها في خدمات الصحة العامة الأوسع نطاقاً في شتى أنحاء الإقليم. وقد حان الوقت للحشد والتضامن الإقليمي الكامل.

ويسرُّني أن أُحيطكم علماً بأن اللجنة الإقليمية أكَّدت من جديد التزامها في قرار يقضي باستكمال استئصال فيروس شلل الأطفال البرّي والمرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال. وقد عقدت الدولُ الأعضاء العزمَ على وقف جميع فاشيات فيروسات شلل الأطفال الدائرة المشتقة من اللقاحات، والتأهب لطرح اللقاح الفموي الجديد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2. وقد أسعدني أيضًا على وجه الخصوص التزام وزراء الصحة في إقليمنا بتوظيف ما يتمتعون به من حكمة ونفوذ وسلطات في اللجنة الفرعية الإقليمية التي أُنشئت حديثاً والمعنية باستئصال شلل الأطفال والفاشيات الناجمة عنه. وعلاوة على ذلك، أوليتُ المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال اهتمامي الشديد، إذ أنشأتُ وترأستُ اللجنة التوجيهية الإقليمية المعنية بالمرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال. وما فتئت اللجنة تعمل على تكييف استراتيجياتنا بشأن الانتقال في مجال شلل الأطفال والتنسيق مع الدول الأعضاء ذات الأولوية في السياق المتغير لكوفيد-19. وقد أبرَزَ إسهامُ برنامج شلل الأطفال في الجائحة القيمة المضافة للتكامل بين البرامج وجدواه، مع إنشاء أفرِقَةً متكاملةً للصحة العامة في البلدان ذات الأولوية في الإقليم. ومن الأهمية الشديدة بمكانٍ بالنسبة لنا أن نمضي قُدُمًا في تنفيذ استراتيجيات الانتقال في مجال شلل الأطفال، وتعزيز برامج التمنيع الوطنية، ودعم استعداد البلدان لإدخال لقاحات كوفيد-19 وتوزيعها بعدلٍ وإنصاف، فضلًا عن تعزيز التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها، وكذلك تعزيز النُظُم الصحية.

الاستماع إلى بيان الدكتور المنظري،المقدم في الاجتماع الرابع للجنة "أ"، البند 11 (الركيزة 1)