موظفو برنامج شلل الأطفال يجرون ترصد مرض كوفيد-19، فضلًا عن تثقيف المجتمعات المحلية بشأن أعراض الفيروس، وكيفية الوقاية من انتقاله، وكيفية الإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها. ©WHO/Somalia
4 أيار/ مايو 2020 - تقول الدكتورة فاطمة إسماعيل، مسؤولة ترصد الأمراض العاملة في أرض الصومال: "كان الطريق إلى قرية الجبل وَعِرًا. فطوله 50 كيلومترًا فقط، ولكنه استغرق أكثر من 3 ساعات. كنا نتعرض لاهتزازات قوية داخل السيارة".
وفي أوائل عام 2020، توجه فريق الدكتورة فاطمة إلى قرية نائية بالقرب من جيبوتي للاطمئنان على طفل صغير. وظهر على ذراع الصبي اليمنى وساقه نوع من الشلل الذي يشير في بعض الأحيان إلى الإصابة بشلل الأطفال. وتتذكَّر الدكتورة فاطمة قائلةً: "اكتشف المتطوع القروي في فريق شلل الأطفال في هذه المنطقة الجبلية، التي يتعذر الوصول إليها بسبب موقعها الجغرافي، حالة إصابة بالشلل الرخو الحاد".
وعندما تظهر على الأطفال علامات هذا الشلل، يكون من الضروري نقل عينات البراز إلى المختبر لتحديد ما إذا كانوا مصابين بشلل الأطفال أم لا. وتركب أفرِقَة شلل الأطفال الإبل في الصحراء أو الحمير في الجبال عندما تضطر إلى ذلك. كما تتحدى هذه الأفرقة القنابل لنقل العينات من مناطق الصراع إلى المختبرات. وفي المناطق ذات المناخ الشديد الحرارة، يلجأ أعضاء تلك الأفرقة إلى توصيل المُجمِّدات الصغيرة بلوحات العدادات في السيارة للحفاظ على برودة العينات.
وفي جميع أنحاء العالم، تَتَتَبَّع أنظمة ترصُّد شلل الأطفال التي بُنِيَت على مدى عقود مصادر العدوى، وتُقيِّم الأعراض، وتنقل العينات إلى المختبر، على الرغم من المسافات والكوارث الطبيعية، وأحيانًا الحروب. ويجري الآن استغلال هذه الشبكة الخاصة بترصُّد الأمراض للتصدي لجائحة كوفيد-19 بالاستفادة من وصولها إلى أقصى أرجاء العالم.
وقال الدكتور مامونور مالك، ممثل منظمة الصحة العالمية في الصومال: "في الصومال، وَجَّهَ برنامج شلل الأطفال قوته العاملة التي تضم آلاف الموظفين في الخطوط الأمامية لدعم الجهود المبذولة مع انتشار حالات كوفيد-19. وجرى تدريب أفرقة الاستجابة السريعة، المؤلفة من موظفي ترصُّد الأمراض والعاملين في مجال الرعاية الصحية المجتمعية والمتطوعين، لتثقيف الناس بشأن الفيروس واختبار الحالات المشتبه فيها. وبحلول نيسان/ أبريل 2020، كانت الأفرِقة قد نُشِرت في الميدان."