مبادرة الخلو من شلل الأطفال | الأخبار | استئصال شلل الأطفال هدفٌ يمكن تحقيقه في باكستان

استئصال شلل الأطفال هدفٌ يمكن تحقيقه في باكستان

طباعة PDF

EMRO_RD_Dr_Ahmed_Al-Mandhari_observes_polio_vaccination_in_Karachi_-_NOV2021الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، يراقب التطعيم ضد شلل الأطفال في كراتشي

المدير الإقليمي لليونيسف والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يزوران البلد الذين يتوطن فيه شلل الأطفال حيث تُسفر الجهود الرامية إلى استئصال هذا المرض عن تقدمٍ كبير

إسلام أباد، باكستان، 13 كانون الأول/ ديسمبر 2021 - اختتم مؤخرًا السيد جورج لاريا أدجي، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا، والدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، زيارةً إلى باكستان لدعم برنامج شلل الأطفال في الوقت الذي يختتم فيه البرنامج عمله بشأن هدف استئصال شلل الأطفال الذي طال انتظاره.

وذكرا كلا المديرين الإقليميين أنهما ما زالا يشعران بالإعجاب بالمستوى الرفيع من القيادة الحكومية والمشاركة على جميع المستويات، بدءًا من رئيس الوزراء عمران خان، الذي ترأس اجتماع فرقة العمل الوطنية المعنية باستئصال شلل الأطفال الذي حضرناه، وصولًا إلى كبار المسؤولين الحكوميين ومفوضي المناطق في المقاطعات الرئيسية في السند وبلوشستان وخيبر باختونخوا. ولم يُكتشَف في باكستان في عام 2021 إلا طفل واحد مصاب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال البري، وهو ما يمثل نتيجة مذهلة مقارنةً بعدد الأطفال المصابين بشلل الأطفال المسبب للشلل الذي أُبلغ عنه في عام 2014 والبالغ 306 أطفال. لقد قطع برنامج شلل الأطفال شوطًا طويلًا منذ إصابة ما يُقدَّر بنحو 20000 طفل بالشلل في عام 1994.

وكانت هذه هي ثاني بعثة مشتركة لكلٍ من لاريا أدجي والمنظري لدعم برنامج شلل الأطفال في باكستان في إطار زيارة لمجلس مراقبة شلل الأطفال، وهو أعلى هيئة لاتخاذ القرارات في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. وباكستان هو أحد البلدين الوحيدين المتبقيين في العالم اللذين لا يزال سريان فيروس شلل الأطفال البري نشطًا فيهما، والبلد الآخر هو أفغانستان.

وقد اتفق المديران الإقليميان على أن البرنامج يمر الآن بمنعطفٍ حاسم. وإذ أحاطا علمًا بأن الفيروس سيستغل أي نقطة ضعف، فقد شدَّدا على الحاجة إلى تعزيز التقدم الملحوظ الذي تحقق في الحدِّ من عدد الأطفال الذين فاتهم التطعيم ومن حالات رفض التطعيم، ومواصلة استهداف المناطق شديدة الخطورة، لا سيّما جنوب خيبر باختونخوا والمناطق المتاخمة للحدود مع أفغانستان المجاورة.

وهنَّأَ المديران الإقليميان برنامج باكستان على نتائج استعراضه الأخير للترصُّد، الذي أظهر أن أداء نظام ترصُّد شلل الأطفال في البلد أداءٌ قوي. وأوصى الاستعراض باتخاذ تدابير إضافية لمواصلة تعزيز القدرة على الكشف عن الفيروس، لا سيّما في المناطق الشديدة التعرض للخطر وبين الفئات الشديدة التعرض للخطر. وبعد أن أشار كلٌ من لاريا أدجي والمنظري إلى أن الترصُّد هو العامل المحرك الرئيسي لجهود استئصال شلل الأطفال، فقد حثَّا البرنامج على أن يظل يقظًا للغاية، وأن يواصل البحث عن حالات الشلل الرخو الحاد المشتبه فيها، وأن يُشَجّع على الإبلاغ عنها.

ويُذكّرنا الأطفال المتضررون من فيروس شلل الأطفال البري، الذي اكتُشف مؤخرًا في شمال أفغانستان، والاكتشاف البيئي لفيروس شلل الأطفال في جنوب خيبر باختونخوا في باكستان، بأن فيروس شلل الأطفال لا يعترف بالحدود.

وقال الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: "يجب على أفغانستان وباكستان العمل معًا للاستفادة الكاملة من الفرصة الحالية لانخفاض أعداد الأطفال المصابين بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال. ولوقف انتقال العدوى، نحتاج إلى أن يعمل كلا البلدين على مستوى ثنائي للتصدي لهذا التهديد المشترك. ويُعدُّ التركيز على المناطق الحدودية لكلا البلدين، وعلى السكان المتنقلين والعابرين للحدود عاملًا أساسيًا لاستئصال شلل الأطفال‎. ويجب أن تصل حملات التطعيم المقبلة ضد شلل الأطفال إلى جميع الأطفال في كلا البلدين".

وتزامنت زيارة المديرَين الإقليمييَن مع تمنيع العاملين في الخطوط الأمامية لما يقرب من 32 مليون طفل دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال خلال حملة استمرت أسبوعين جرى تنسيقها مع حملة تاريخية للتطعيم ضد الحصبة والحصبة الألمانية. ووصلت تلك الحملة، التي يقودها البرنامج الموسَّع للتمنيع في باكستان، إلى ما يقرب من 93 مليون طفل، بدعم من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وتحالف غافي للقاحات. وشجَّع المديران الإقليميان على تحقيق مزيد من التآزر بين البرنامج الوطني لشلل الأطفال والبرنامج الـمُوسَّع للتمنيع وذلك للمساعدة في حماية المكاسب التي حققتها مكافحة شلل الأطفال والحفاظ على سلامة كل طفل من هذا المرض.

وأشار كلٌ من السيد لاريا أدجي والدكتور المنظري إلى التقدم الهائل الذي أحرزه نموذج تقديم الخدمات المتكاملة. وقال السيد جورج لاريا أدجي، المدير الإقليمي لليونيسف، في زيارته لوحدة صحية أساسية في كويتا، عاصمة مقاطعة بلوشستان، أن هذه الوحدات تؤدي دورًا شديد الأهمية في تقديم خدمات متكاملة للأسر الضعيفة التي تعيش في المقاطعات الشديدة الخطورة. ولا يقتصر الأمر على إعطاء الأطفال قطرات لقاح شلل الأطفال فحسب، بل يجري تمنيعهم أيضًا ضد الأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها، فضلًا عن تقديم خدمات الفحص والعلاج من سوء التغذية، وإتاحة مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، وتقديم النصائح بشأن النظافة الشخصية، والرعاية الصحية للأطفال، والنماء في مرحلة الطفولة المبكرة.

كما التقى المديران الإقليميان بالعاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة شلل الأطفال في بيشاور وكويتا وكراتشي. ويؤدي العاملون في الخطوط الأمامية دورًا بالغ الأهمية في المساعدة على بناء الثقة في اللقاحات وتمنيع الفتيات والفتيان في كل مكان في باكستان، بما في ذلك المناطق النائية وفيما بين المجتمعات المحلية المُهمَّشة.

وقال السيد لاريا أدجي وهو يعطي قطرات لقاح شلل الأطفال الفموي للأطفال في مستشفى كلية طب بولان بمدينة كويتا: "ما زال يتملكنا الإعجاب والإشادة بمستوى القيادة والشمول والحماس للحكومة الباكستانية والعاملين في الخطوط الأمامية والمجتمعات المحلية التي تعمل على حماية كل طفل من هذا الفيروس القاتل. فقد كانت مكافحة باكستان لشلل الأطفال تحديًا مستمرًا. وعلينا جميعًا أن نتكاتف لإعطاء دفعة أخيرة حتى ينخفض عدد الأطفال المصابين بشلل الأطفال إلى الصفر ويظل كذلك".

وإذ يشيد كلٌ من السيد لاريا أدجي والدكتور المنظري بالتقدم الكبير الذي أحرزه برنامج شلل الأطفال، فقد أكدَّا أنه لا مجال للتهاون فقالا: "لا تزال العينات البيئية تكشف عن وجود الفيروس، ولا يزال من الممكن ظهور حالات أخرى، لذلك يجب علينا بذل جهود دؤوبة في عام 2022 وما بعده".

UNICEF__Regional_Director_for_South_Asia_Mr_George_Laryea-Adjei_meets_with_health_workers_in_Quetta_-_November_2021السيد جورج لاريا أدجي، المدير الإقليمي لليونيسف لجنوب آسيا، يلتقي العاملين الصحيين في مدينة كويتا