مبادرة الخلو من شلل الأطفال | الأخبار | الابتكارات في القدرة على الصمود في مجال بناء سلسلة التبريد العكسي لترصُّد الأمراض في السودان

الابتكارات في القدرة على الصمود في مجال بناء سلسلة التبريد العكسي لترصُّد الأمراض في السودان

طباعة PDF

نهجٌ جديدٌ يساعد على تحسين قدرة السودان على التعرف على فيروس شلل الأطفال والحفاظ على وضع الخلو منه، على الرغم من التحديات

تعمل النُهُج المبتكرة على تحسين سلسلة التبريد العكسي في السودان، وهي العملية التي تُنقَل من خلالها عينات البراز المأخوذة من حالات شلل الأطفال المحتملة إلى المختبر بعناية. منظمة الصحة العالمية.تعمل النُهُج المبتكرة على تحسين سلسلة التبريد العكسي في السودان، وهي العملية التي تُنقَل من خلالها عينات البراز المأخوذة من حالات شلل الأطفال المحتملة إلى المختبر بعناية. منظمة الصحة العالمية.

16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 - يبدأ الأمرُ بطفلٍ مريضٍ ينتابُ ذراعيه وساقيه ضعفٌ ولينٌ بشكلٍ مفاجئ. وبعد رحلة إلى المركز الصحي المحلي، الذي قد يكون على بُعد أميال عديدة، يتأكد أن الطفل قد بدأت تظهر عليه العلامات المعروفة للشلل الرخو الحاد. وهذا هو أحد المؤشرات الرئيسية للإصابة بفيروس شلل الأطفال ويدفع نظام ترصُّد شلل الأطفال نحو بدء العمل.

إن الترصُّد القوي لتحديد كل حالة إصابة بالشلل الرخو الحاد هو المعيار الذهبي لبرنامج استئصال شلل الأطفال. ولا يزال وضع هذا المرض حرجًا في بلدان مثل السودان، حيث كانت آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في آذار/ مارس 2009. وعلى الرغم من أن السودان قد أصبح الآن خاليًا من شلل الأطفال، فإنه لا يزال مُعرَّضًا لخطر عودة وفادة الفيروس. ومن ثمَّ، هناك حاجة إلى مستوى عالٍ من التيقُّظ في الوقت الذي يواصل فيه شلل الأطفال سرايته في أي مكان في العالم.

نظام ترصُّد شلل الأطفال

أهمية الترصُّد القوي في السودان

في خِضَمّ فاشيات الإسهال المائي الحاد، وسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن 5 سنوات، والنزوح الداخلي الواسع النطاق للسكان، وتدفق أكثر من مليون لاجئ من جنوب السودان بسبب الصراع، تمكَّن السودان من الحفاظ على نظام قوي لترصُّد شلل الأطفال. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الوفاء بمعايير الترصُّد العالمية، التي توضح للبلد ما إذا كان نظامه حساسًا بما يكفي لاكتشاف الإصابة بشلل الأطفال المنتشر في المجتمعات المحلية، لا يزال مستمرًا.

ولكن شلل الأطفال لا يزال يمثل تهديدًا لكل طفل في كل مكان، إلى أن يتوقف إلى الأبد. فاليوم، هناك ثلاث بلدان فحَسْب يتوطّن بهم هذا المرض، وهي باكستان وأفغانستان ونيجيريا. كما أن ثمة بلدان، مثل السودان، اقتربت من القضاء على هذا المرض، لكن بسبب انخفاض معدلات التمنيع الروتيني، أو ضعف البنية الأساسية الصحية، أو وجود نزاعات ونزوح للسكان، فإنها لا تزال مُعرَّضة لخطر أكبر لعودة شلل الأطفال.

دور سلسلة التبريد العكسي في الترصُّد  

عند العثور على أية حالة إصابة بالشلل الرخو الحاد في أي مكان في العالم، يجب نقل عينات البراز المأخوذة من الطفل المصاب بعناية إلى المختبر حتى يتسنى اختبارها لتحديد ما إذا كان فيروس شلل الأطفال هو السبب في ذلك.

ويوضح السيد جواد تيلوت، من برنامج استئصال شلل الأطفال في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن هذه الرحلة التي تمر بها كل عينة تعرف باسم "سلسلة التبريد العكسي". "إذا كانت سلسلة التبريد هي ما تسميه سلسلة النقل التي تنطوي على الانتقال من المختبر إلى الميدان - حيث يجب حفظ اللقاحات في درجة حرارة معينة من لحظة إنتاجها حتى إعطائها لكي تؤتي ثمارها - فإن سلسلة التبريد العكسي هي عملية نقل عينات البراز التي تحتاج إلى اختبار بحملها إلى المختبر من الميدان في درجات حرارة معينة بحيث يظل الفيروس الذي قد يكون في العينة قابلًا للتحديد".

الابتكارات في سلسلة التبريد العكسي

السودان جزءٌ من دراسة تجريبية لجهاز جديد يهدف إلى ضمان وصول عينات البراز التي تُجمع من حالات الشلل الرخو الحاد إلى المختبر الوطني لفيروس شلل الأطفال في السودان في حالة مناسبة لإجراء الاختبارات الفعالة، وذلك بدعمٍ من الشركاء العالميين في مجال استئصال شلل الأطفال.

ويقول السيد جواد تيلوت أن الدراسة التجريبية تهدف إلى تقييم ما إذا كانت العينات التي يجري نقلها تستوفي المبادئ التوجيهية العالمية، وتتضمن إدخال مجسات تسجيل درجات الحرارة المستمرة المعروفة باسم "علامات السجل" لتتبع العينات خلال رحلتها إلى المختبر.

وشارك الدكتور كريستوفر سو، من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، والسيد تيلوت في قيادة حلقة عمل لمدة يومين في الخرطوم لتدريب العاملين في الصحة العامة على استخدام الأداة الجديدة.

وقال السيد تيلوت: "هذا ابتكار مهم حقًا يمكن تنفيذه في بلدان أخرى في الإقليم، مثل اليمن والصومال، لتقييم سلسلة التبريد العكسي لهذه البلدان أيضًا. وهي عملية بالغة الأهمية في المرحلة الأخيرة من عملية استئصال شلل الأطفال لأننا نتطلع إلى إبقاء أي فيروس محتمل لشلل الأطفال حيًا في عينة البراز حتى يمكن للمختبر الإبلاغ عنه على النحو المناسب".

وقُدم التدريب على أداة "علامة السجل" إلى 20 عاملًا صحيًا من المكاتب الصحية الوطنية والحكومية في السودان، والمختبر الوطني لشلل الأطفال، والمكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في السودان. وسوف تُجرى الدراسة خلال فترة 6 إلى 12 شهرًا القادمة بهدف جمع ما يقرب من 250-300 قياسًا لعلامات السجل. وستُستخدم النتائج المستخلصة من هذا التقييم في إعطاء آراء لمسؤولي ترصد شلل الأطفال الحكوميين بشأن أي انحراف عن معايير سلسلة التبريد العكسي.