28 أيار/ مايو 2025، برازافيل/ عَمَّان/ جنيف - واجهت منطقة القرن الأفريقي منذ ما يقرب من عقد من الزمان فاشيات مستمرة لفيروس شلل الأطفال المتحوّر. وقد تفاقم هذا الانتشار بسبب انخفاض المناعة لدى الأطفال، وتنقلات السكان دون مراقبة، وعدم إمكانية الوصول إلى الأطفال الذين يعيشون في مناطق غير آمنة، وتفاوت مستويات تولي مقاليد الأمور على الصعيد الوطني في مجال بذل جهود استئصال شلل الأطفال في جميع البلدان، ومحدودية التنسيق عبر الحدود، وتأخر الاستجابات للفاشيات.
وفي مواجهة هذه التحديات، تعكف بلدان القرن الأفريقي على تجديد الزخم لإنهاء هذه الفاشيات والتصدي لهذه الأزمة الإقليمية. وعلى هامش جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين، التي عُقِدت في الفترة من 19 إلى 27 أيار/ مايو 2025 في جنيف، تعهد وزراء الصحة في القرن الأفريقي والشركاء في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بمواصلة تكثيف الجهود الرامية إلى القضاء على شلل الأطفال في الإقليم. واتفقوا على إنشاء هيئة تنسيق مشتركة بين الوزارات لحفز الإجراءات المُنَسَّقَة عبر بلدان الإقليم. وتشمل الجهود المبذولة تنفيذ حملات متزامنة للتطعيم ضد شلل الأطفال، وتعزيز ترصُّد فيروس شلل الأطفال، خصوصًا على طول الحدود المشتركة، وتبادل المعلومات من خلال آليات تنسيق فعالة.
يتجلى التنسيق القوي بين البلدان في إنجازٍ مُهمٍ يتمثل في أحد أكبر حملات التطعيم في الإقليم، إذ أمكن الوصول إلى أكثر من 18 مليون طفل في جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال من خلال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المتزامنة، أو المُنَسَّقة حين تعذر التزامن، التي أجريت في جولتين متتاليتين بين شباط/ فبراير ونيسان/ أبريل 2025.
تطعيم أكثر من 18 مليون طفل
يتجلى التنسيق القوي بين البلدان في إنجازٍ مُهمٍ يتمثل في أحد أكبر حملات التطعيم في الإقليم، إذ أمكن الوصول إلى أكثر من 18 مليون طفل في جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال من خلال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المتزامنة، أو المُنَسَّقة حين تعذر التزامن، التي أجريت في جولتين متتاليتين بين شباط/ فبراير ونيسان/ أبريل 2025.
وخلال حملة التطعيم الأولى، التي بدأت في الصومال في شباط/ فبراير واختتمت في إثيوبيا وكينيا، تبادل 3 بلدان معلومات آنية عن التطعيم وترصُّد فيروس شلل الأطفال لضمان عدم إغفال أي جيوب من الأطفال الذين يعانون من نقص التمنيع أو الفيروس الدائر.
جهود التطعيم على المستوى القُطري
عززت إثيوبيا جهود الترصد والتأهب لمنع المزيد من الانتشار. وفي شباط/ فبراير، جرى تطعيم أكثر من 15 مليون طفل في حملة أُطلقت في الإقليم الصومالي للبلد.
وفي كينيا، جرى تطعيم ما يقرب من مليون طفل في المناطق الشديدة الخطورة، منهم 10,000 طفل على طول الحدود مع إثيوبيا والصومال في الأيام الثلاثة الأولى من الحملة.
وفي الصومال، تجولت فرق التطعيم من منزل إلى منزل في 76 منطقة في وسط وجنوب الصومال، ووصلت إلى 2.4 مليون طفل من أصل 2.5 مليون طفل دون سن الخامسة مستهدفين بلقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2. وقد تعاون العاملون الصحيون تعاونًا وثيقًا مع نظرائهم في إثيوبيا وكينيا للوصول إلى كل طفل مؤهل يعيش على طول الحدود أو عبرها.
وفي جيبوتي، تلقى أكثر من 155,000 طفل لقاحات شلل الأطفال في نيسان/ أبريل 2025 لتعزيز مناعتهم ومكافحة الخطر المرتفع لانتشار الفيروس عقب اكتشاف متحور فيروس شلل الأطفال لدى طفل وفي عينات بيئية.
تكثيف جهود البحث عن فيروس شلل الأطفال بقوة
يُعيد الإقليم أيضًا تنشيط الجهود الرامية إلى الكشف عن فيروس شلل الأطفال، لا سيّما في المواقع الشديدة الخطورة، بوسائل منها إجراء استعراض مشترك للترصُّد في جميع بلدان القرن الأفريقي. وفي حين لم تبلغ كينيا عن أي حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال المتحور حتى الآن في عام 2025، إلا أنها اكتشفت أعراضًا شبيهة بشلل الأطفال - الشلل الرخو الحاد - لدى الأطفال في صفوف الوافدين الجدد إلى مخيم كاكوما للاجئين من خلال الترصد المستمر. وكانت نتيجة اختبار عينات البراز التي جُمعت سلبية من حيث الإصابة بفيروس شلل الأطفال.
وواصل الصومال مكافحة سراية فيروس شلل الأطفال المتحور منذ عام 2017. وفي عام 2024، أصاب الفيروس 7 أطفال بالشلل. ولم يُبلَّغ حتى الآن إلا عن 10 حالات للإصابة بهذا المرض هذا العام.
وتُعدُّ إثيوبيا البؤرة الساخنة الجديدة لسريان فيروس شلل الأطفال من النمط 2 في القرن الأفريقي. وقد اكتُشِف فيروس شلل الأطفال المتحور في 44 طفلاً في العام الماضي، مما يعزز الحاجة الملحة إلى جهود الاستجابة للفاشية.
وقال الدكتور شيكوي إيهيكويازو، القائم بأعمال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا: "إن الالتزام الذي أبدته بلدان القرن الأفريقي بتنسيق جهودها للتطعيم ضد شلل الأطفال يعكس قوة التضامن الإقليمي. ونحن نحرص من خلال العمل معًا على ضمان استمرار التقدم نحو استئصال شلل الأطفال. ولا تزال منظمة الصحة العالمية والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ملتزمتين بدعم هذه البلدان في معركتها المستمرة ضد شلل الأطفال".
وقالت الدكتورة حنان حسن بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «إن بعض الأمراض، مثل شلل الأطفال، لا تعرف حدودًا وتختفي بين الفئات السكانية الأكثر عرضة للمخاطر والأشد تأثرًا بها. وبينما نشيد بالحكومات والعاملين الصحيين في الصومال وإثيوبيا وكينيا، على تعاونهم القوي، يجب أن ندرك أننا قادرون على بذل المزيد لضمان عدم تفويت أي طفل للقاحات شلل الأطفال وغيرها من اللقاحات المنقذة للحياة وتكثيف الجهود لاقتفاء أثر شلل الأطفال وتتبعه ووقف انتشاره".
وقد احتلت التحضيرات لحملة التطعيم والتعاون عبر الحدود مركز الصدارة خلال الاجتماع التنسيقي للقرن الأفريقي الذي عُقد في كمبالا في أيلول/ سبتمبر 2024، عندما اجتمعت منظمة الصحة العالمية والشركاء في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وممثلو الصحة من جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال وتنزانيا وأوغندا لتعزيز الخطط عبر الحدود ومواءمة الأولويات.
للتواصل الإعلامي:
ريمشا قريشي، مسؤولة الاتصالات، مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط/ استئصال شلل الأطفال
البريد الإلكتروني
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
ناميتا ميديراتا، مسؤولة الاتصالات، مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط/ استئصال شلل الأطفال
البريد الإلكتروني:
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.