فلسطين | ‏الأخبار | عيادة متنقلة توفر خدمات التصوير الشعاعي للثدي للمجتمعات المحلية النائية في الضفة الغربية

منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة

عيادة متنقلة توفر خدمات التصوير الشعاعي للثدي للمجتمعات المحلية النائية في الضفة الغربية

طباعة PDF

مرجان هي كبيرة الممرضات في العيادة مرجان هي كبيرة الممرضات في العيادة المتنقلة لتصوير الثدي بالأشعة في الضفة الغربية

5 نيسان/أبريل 2019 - يبدأ يوم مرجان عادةً في الساعة 5 صباحًا. ومرجان هي كبيرة الممرضات في العيادة المتنقلة التي تقدم فحصًا مجانيًا للثدي بالأشعة للنساء في المناطق النائية من الضفة الغربية في الأرض الفلسطينية المحتلة. وتغادر الحافلة الصغيرة التي تقل مرجان وزملاءها إلى القرى في القدس الشرقية في الساعة السابعة صباحًا من مستشفى أوغستا فيكتوريا - وهو أحد المراكز الفلسطينية الرئيسية لعلاج السرطان. وغالبًا ما تستغرق هذه الرحلة ساعات قليلة بالسيارة - ولكن يحدث التأخير ليس بسبب بعد المسافة - ولكن هناك أكثر من مائة نقطة تفتيش إسرائيلية ثابتة وأكثر من ألفي نقطة تفتيش "متحركة" تعرقل حرية الحركة للفلسطينيين داخل الضفة الغربية، وهذا يشمل عرقلة حركة سيارات الإسعاف والعيادات الصحية المتنقلة. وتُعَدُّ هذه واحدة من أكبر العقبات بالنسبة لمرجان في عملها اليومي، وهي تقول "في بعض الأحيان، تطول مدة القيادة من ساعتين إلى خمس ساعات، أو يحدث ما هو أسوأ من ذلك، فقد تغلق نقطة التفتيش الطريق من دون أي إشعار مسبق ولا يكون لدينا أي خيار آخر سوى العودة".

وأثناء الزيارات، يقدم فريق العيادة المتنقلة فحص الثدي، ويزيد الوعي بسرطان الثدي والوقاية منه، ويوضح للنساء كيفية إجراء الفحص الذاتي، ويشرح أهمية الفحوصات المنتظمة.

وفي قرية فلامية، بالقرب من طولكرم، تنتظر سبع نساء وصول الممرضة مرجان وزملائها في مبنى البلدية. وتوزع الممرضات منشورات للمعلومات وتجيب علي الأسئلة التي قد تطرحها النساء حول التصوير الشعاعي للثدي أو سرطان الثدي. وتُجْرَى استشارة فردية، بعدها تذهب النساء إلى سيارة تصوير الثدي بالأشعة السينية للفحص.

raising awareness about breast cancer

تقول خولة التي جاءت لفحص ثديها لأول مرة في حياتها: "حتى اليوم، كل ما كنت أعرفه عن السرطان هو أنه مرض يميت الناس. وبفضل المعلومات التي اكتسبتها من الفريق الطبي، أعرف الآن أن هناك فرصًا كبيرة لعلاج السرطان بنجاح. ويمكننا، أيضا، القيام بدورنا للوقاية من هذا المرض".

لا يعرف الناس، في العديد من المجتمعات الفلسطينية، السرطان وما زال المرض يمثل وصمة عار لهم. وتقول مرجان: "كل قرية، وكل مجتمع مختلف عن الآخر، ويجب أن نستشعر الحساسية تجاه الأعراف والتقاليد الثقافية". قد يحتاج الفريق المتنقل إلى القيام بزيارات منزلية متعددة لإقناع امرأة واحدة، وغالبًا ما يتطلب الأمر إجراء محادثة مع عائلتها بأكملها، لتأتي لإجراء التصوير الشعاعي للثدي. وتقول مرجان: "لدى الناس الكثير من التحيزات والمخاوف، وعلينا أن نعدّلها أو نجد طريقة لمعالجتها. وقد ساعدتني خبرة 7 سنوات على اكتساب المهارات اللازمة لذلك". وبما أنه لا يوجد شيء أفضل من التجربة الشخصية، فإن النساء اللائي نجين من السرطان ينضممن للزيارات من وقت لآخر للمساعدة في نشر المعرفة ومشاركة قصصهن الخاصة.

إن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الفلسطينيات، وهو مسؤول عن 10٪ من إجمالي الوفيات في الأرض الفلسطينية المحتلة. وساعدت العيادات المتنقلة لتصوير الثدي بالأشعة التي يديرها مستشفى أوغوستا فيكتوريا على تقليل عدد الحالات المحالة للعلاج المُلَطِّف في المرحلة المتأخرة من المرض تقليلًا كبيرًا. وهي توفر دعم المتابعة للمصابات بالسرطان من أجل ضمان حصولهن على العلاج اللازم.

ambulance

وتقول مرجان: "علي الرغم من كل الصعوبات التي نواجهها يوميًا في عملنا، فإنني لا اشعر باليأس لأني من أشد المؤمنين بأهمية ما نقوم به، وكلما نجحنا في الوصول إلى قرية أخرى لشرح أهمية فحوصات الثدي للنساء ولتقديم خدماتنا لهن، أعلم أن الأمر يستحق كل هذا العناء".