المركز الإعلامي | الأخبار | ‏اليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2024: حان وقت العمل

‏اليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2024: حان وقت العمل

أرسل إلى صديق طباعة PDF

28 تموز/ يوليو 2024، القاهرة، مصر - «حان وقت العمل» هو الشعار الذي اتخذته منظمة الصحة العالمية للحضِّ على بذل مزيد من الجهد في مناسبة احتفالها باليوم العالمي لالتهاب الكبد لعام 2024. ‏وفي أنحاء إقليم شرق المتوسط والعالم، تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات والمجتمعات المحلية إلى تكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة التهاب الكبد، مع التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة‎ بشأنه.

وتنطوي مكافحة التهاب الكبد في إقليم شرق المتوسط على تحديات جمة وفرص واعدة في آنٍ واحد. وقد قُدِّر عدد المصابين بعدوى التهاب الكبد B المزمن في الإقليم بنحو 15 مليون شخص في عام 2022. في حين أُصيب نحو 12 مليون شخص بعدوى التهاب الكبد C المزمن. وأدت هذه السلالات الفيروسية إلى حدوث 97000 وفاة في الإقليم في العام نفسه.

ورغم ذلك، لا يعلم إلا 14% فقط من المصابين بالتهاب الكبد B في الإقليم أنهم مصابون به، ولا يتلقى العلاج إلا 2% فقط من العدد التقديري للحالات البالغ 15 مليون حالة. أما أرقام التهاب الكبد الوبائي C فهي أفضل قليلًا: فهناك 48% من الحالات قد حصلت على التشخيص بالفعل، في حين يتلقَّى العلاج 35% من المجموع التقديري للحالات.

وتبلغ نسبة التغطية الإقليمية بجرعة اللقاح المضاد لالتهاب الكبد B عند الولادة 34%، وهي نسبة حرِجة نظرًا لانخفاضها الكبير عن الهدف العالمي البالغ 90%. وتشكل هذه الفجوة التمنيعية تهديدًا خطيرًا للحديثي الولادة. وعلاوةً على ذلك، لا تزال هناك ثغرات في مأمونية الدم والحَقْن في بعض بُلدان الإقليم، وهو ما يسهم في حدوث حالات عدوى جديدة.

وفي خضم هذه التحديات العديدة، ضربت مصر مثالًا يُحتذَى به في إطار حملتها الوطنية للتصدي لالتهاب الكبد C، التي نجحت في فحص 60 مليون شخص في الفترة من 2016 إلى 2020. وجميع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالعدوى، والبالغ عددهم 4.1 ملايين شخص، قد تلقوا العلاج. وبفضل هذه المبادرة أصبحت مصر أول بلد على مستوى العالم يحقق المستوى الذهبي على مسار التخلص من التهاب الكبد C، وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية. وتسير باكستان الآن على الدرب نفسه من خلال تنظيم حملة تهدف إلى تكرار النجاح الذي حققته مصر.

وتقول الدكتورة حنان بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: «يجب أن نستلهم من نجاح مصر ومن الإنجازات الأخرى في الإقليم. وأدعو الحكومات وراسمي السياسات إلى ضمان إتاحة الاختبار والعلاج، والتأكد من اتخاذ تدابير السلامة والوقاية».

وهناك العديد من المستجِدات الواعدة قيْد التنفيذ، منها التوصل إلى اتفاق بالغ الأهمية لتخفيض أسعار أدوية التهاب الكبد للبلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وفي الوقت نفسه، من المُقرَّر أن تعزز الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 قدرات التشخيص الجزيئي.

واعتمدت الدول الأعضاء مؤخرًا خطة العمل الإقليمية لتنفيذ الاستراتيجيات العالمية لقطاع الصحة بشأن فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسيًّا 2022-2030. وتوفر هذه الخطة للبلدان إطارًا استراتيجيًّا يركز على الاختبار والعلاج والتطعيم وتدابير السلامة.

ويبقى ضمان إتاحة الأدوية الأساسية من الأولويات، وسيكون محورَ التركيز في إطار المبادرات الإقليمية الرئيسية المقبلة المقرر إطلاقها في عام 2024. وفي هذا السياق، تضيف الدكتورة حنان بلخي قائلةً: «ستساعد مبادرتنا الإقليمية الرئيسية الجديدة المتعلقة بالإتاحة المُنصِفة على ضمان تمكُّن جميع البلدان من تحسين علاج التهاب الكبد الفيروسي».

ويبعثُ الوعد بتخفيض أسعار الأدوية وتوسيع نطاق قدرات التشخيص الأملَ في المضي قُدُمًا نحو التخلص من التهاب الكبد. ومع ذلك، يظل للتطعيم أهمية محورية للوقاية من حالات العدوى الجديدة لضمان مستقبل أوفر صحة للإقليم.

وفي هذا الصدد، حثَّت الدكتورة حنان على ضرورة تضافر الجهود من أجل القضاء على التهاب الكبد، قائلةً: «نؤكد من جديد التزامنا بدعم جميع البُلدان من أجل تحقيق الاستفادة المُثلى من تلك الفرص السانحة. وأحثُّ جميع الدول الأعضاء، والشركاء، والجهات المانحة في إقليم شرق المتوسط على اتخاذ إجراءات عاجلة للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي».

ملاحظات للمحررين

التهاب الكبد هو التهاب يصيب الكبد، وتسببه مجموعة متنوعة من الفيروسات المُعدِية والعوامل غير المعدية، مما يؤدي إلى الإصابة بعدد من المشاكل الصحية التي قد يكون بعضها قاتلًا. وهناك 5 سلالات رئيسية من فيروس التهاب الكبد، هي: A, B, C, D, E. وفي حين أن جميعها تسبب أمراض الكبد، إلا أنها تتباين تباينًا لافتًا، لا سيما من حيث طُرُق انتقال العدوى، ووخامة المرض، والتوزيع الجغرافي، وطُرُق الوقاية.

ويؤدي التهابا الكبد B, C إلى الإصابة بأمراض مزمنة لدى مئات الملايين من الأشخاص، وهما معًا السبب الأكثر شيوعًا لتليُّف الكبد وسرطان الكبد والوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد الفيروسي. ويتعايش ما يقدر بنحو 354 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مع التهابَي الكبد B أو C. وبالنسبة لمعظمهم، لا يزال الاختبارُ والعلاجُ أمريْن بعيدَي المنال.

ويمكن أن يقي التطعيم من الإصابة ببعض أنواع التهاب الكبد. وكشفت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عن إمكانية تلافي ما يقدَّر بنحو 4.5 ملايين حالة وفاة مبكرة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بحلول عام 2030، من خلال التطعيم ضد التهاب الكبد والاختبارات التشخيصية والأدوية والحملات التثقيفية. وتهدف الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لالتهاب الكبد، التي أقرتها جميع الدول الأعضاء في المنظمة، إلى الحد من حالات العدوى الجديدة بالتهاب الكبد بنسبة 90%، والوفيات الناجمة عنه بنسبة 65% بين عامَي 2016 و2030.

اكتشِف المزيد عن التهاب الكبد.

تعرَّفْ على الخطط الإقليمية لليوم العالمي لالتهاب الكبد 2024.