24 تموز/ يوليو 2025، القاهرة، مصر – إن اليوم العالمي للوقاية من الغرق، وهو حدثٌ دعويٌّ عالمي يُقام سنويًّا يوم 25 تموز/ يوليو، يُتيح الفرصة لتسليط الضوء على الأثر المأساوي والعميق للغرق على الأسر والمجتمعات المحلية، ويطرح حلولًا للوقاية من الغرق وإنقاذ الأرواح.
فعلى مدار العَقد الماضي، لقي ما لا يقل عن 3 ملايين شخص حتفهم بسبب الغرق. وعلى الرغم من انخفاض الوفيات الناجمة عن الغرق على مستوى العالم منذ عام 2000، لا يزال أكثر من 300 ألف شخص يموتون بسببه كل عام. وفي عام 2021، بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الغرق في إقليم شرق المتوسط 35 ألف وفاة (بنسبة 12%) من بين نحو 300 ألف وفاة على مستوى العالم.
وسجَّل إقليم شرق المتوسط ثاني أعلى معدل للوفيات الناجمة عن الغرق من بين جميع أقاليم المنظمة، وكانت الغالبية العظمى من حالات الوفاة أطفالًا وشبابًا تصل أعمارهم إلى 29 عامًا، إذ بلغت نسبتهم 83%. وأظهرت التقديرات الصحية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2021 أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة يمثلون 23.4% من جميع الوفيات الناجمة عن الغرق في الإقليم، ويُعَدُّ الغرق السبب الرئيسي الثاني للوفاة في هذه الفئة العمرية. ومن المُفجع أن إقليم شرق المتوسط به أعلى معدل للوفيات الناجمة عن الغرق بين الأطفال دون سن 4 سنوات، مقارنةً بأي إقليم آخر من أقاليم المنظمة.
وأشارت التقارير أيضًا إلى أنه يشهد ثاني أقل تراجع في معدلات الوفيات الناجمة عن الغرق مقارنةً بجميع الأقاليم الأخرى. ومما يؤكد الحاجة المُلحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة أن الإقليم به أعلى معدلات الوفاة الناجمة عن الغرق بين البلدان المنخفضة الدخل وبلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط، وبه ثاني أعلى معدل بين البلدان ذات الدخل المرتفع.
كما أن الجنس والسن والفقر وعدم المساواة كلها عوامل خطر. ويبلغ معدل الوفيات الناجمة عن الغرق بين الذكور ضعف المعدل بين الإناث على الأقل. وتشير الدراسات إلى ارتفاع خطر الغرق بين المهاجرين في الإقليم، وتشير المنشورات العالمية إلى أن الغرق يؤثر بدرجة أكبر على الفقراء والمهمشين، إذ يزيد معدل الغرق بمقدار 3.2 مرات في البلدان المنخفضة الدخل مقارنةً بالبلدان المرتفعة الدخل.
وأفادت الجهات المعنية بأن العوامل التالية تؤدي إلى زيادة خطر الغرق: القرب من المسطحات المائية الداخلية مثل البحيرات والأنهار والبرك، والقرب من المسابح والبحار؛ وكون الشخص مراهقًا أو شابًّا؛ وانتشار الأنشطة الترفيهية القائمة على المياه؛ والفيضانات المفاجئة؛ والاكتظاظ على متن القوارب؛ والهجرة غير المشروعة؛ وصيد الأسماك؛ وسوء الأحوال الجوية؛ وغياب الإشراف.
ونجحت بعض البلدان في تقديم تدخلات لخفض معدلات الوفيات، ويُنفِّذ 64% من بلدان الإقليم عددًا من تدخلات الوقاية من الغرق فاق المتوسط العالمي. وأكثر تدخلات السلامة انتشارًا هي الخدمات المجانية للتحذير من تقلبات الطقس، ونُظُم الإنذار بالكوارث وأحوال الطقس، وبناء قدرة المجتمعات المحلية على تحمل الكوارث، وخدمات البحث والإنقاذ.
ونُفِّذت أيضًا تدخلات السلامة العامة، ومنها الخدمات اليومية لمرحلة ما قبل المدرسة، والتدريب على الحفاظ على السلامة في المياه، ووضع الحواجز في المناطق الشديدة الخطورة، وإن كان ذلك بدرجة أقل.
كما أن تثقيف المجتمعات المحلية بشأن الحفاظ على السلامة في المياه ووضع خطط وطنية للوقاية من الغرق يساعدان على الحفاظ على سلامة القريبين من المسطحات المائية. ويمكن للبلدان في جميع أنحاء الإقليم إنقاذ مزيد من الأرواح من الغرق عن طريق تعزيز الحوار بشأن السياسات بين جميع القطاعات، وزيادة البحوث الرامية إلى فهم مخاطر الغرق فهمًا أفضل، وإعداد التدخلات، وإجراء حملات توعية عامة تستهدف الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
أي شخص مُعرَّض للغرق، لكن ينبغي ألَّا يغرق أحد.
الموارد:
اليوم العالمي للوقاية من الغرق 2025
اليوم العالمي للوقاية من الغرق: دليل المشاركة
تقرير عالمي عن حالة الوقاية من الغرق لعام 2024
أعماق خفية: مبررات الاستثمار العالمي في الوقاية من الغرق
قرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 نيسان/ أبريل 2021