المركز الإعلامي | الأخبار | جهود المنظمة لتعزيز خدمات الصحة النفسية في ليبيا في أعقاب العاصفة دانيال

جهود المنظمة لتعزيز خدمات الصحة النفسية في ليبيا في أعقاب العاصفة دانيال

أرسل إلى صديق طباعة PDF

جهود المنظمة لتعزيز خدمات الصحة النفسية في ليبيا في أعقاب العاصفة دانيال

10 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، طرابلس، ليبيا - تركت العاصفة دانيال وراءها دمارًا مهولًا، وتركت معه مئات الآلاف من سكان شرق ليبيا حزانى على فقدان أحبائهم ومنازلهم وممتلكاتهم وسبل عيشهم. وإضافةً إلى هؤلاء، ما يزال هناك عشرات الآلاف غيرهم يأكلهم القلق في انتظار أي أخبار عن قرابة 9 آلاف إنسان ما يزالون في عداد المفقودين.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أنه في أعقاب حالات الطوارئ الكبرى، مثل العاصفة دانيال، يعاني شخص واحد على الأقل من كل 5 أشخاص من حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب التوتر التالي للصدمات. ولهذا السبب، كانت خدمات الصحة النفسية إحدى أهم 3 أولويات - منها المياه المأمونة وخدمات الرعاية الصحية الأولية- حددها فريق تقييم مشترك بين الوكالات زار شرق ليبيا في الأيام الأولى من الكارثة. ‏والآن ونحن في أعقاب الأزمة، فإن الحاجة إلى الرعاية الصحية النفسية قد اشتدت.

وقال الدكتور أحمد زويتن، ممثل المنظمة في ليبيا، إن خدمات الصحة النفسية لا غنى عنها، "فالعظام المكسورة يمكن جبرها حتى تُشفى، ولكن الجراح النفسية - التي غالبًا ما تكون آثارها غير ظاهرة - تستغرق وقتًا أطول بكثير للشفاء. ولهذا، نتعاون مع السلطات لضمان حصول المتأثرين بالعاصفة على الدعم الأساسي للصحة النفسية في مرافق الرعاية الصحية الأولية والمراكز المجتمعية، مع مراعاة أن بعض من يعانون من أزمات نفسية حادة سيحتاجون إلى رعاية متخصصة من متخصصي علم النفس والطب النفسي".

‏وتتعاون المنظمة والسلطات الصحية في شرق ليبيا في توفير مجموعة من خدمات الصحة النفسية، ابتداء بالرعاية الأولية من متخصصي علم النفس وانتهاء بالرعاية المتخصصة‎ من الأطباء النفسيين. وقد ناشدت المنظمة البلدان المجاورة تقديم المساعدة للتخفيف من النقص الحاد في الأطباء النفسيين والمتخصصين النفسيين في ليبيا، كما تخطط لتدريب العاملين الصحيين والمتطوعين والعاملين في خدمات الطوارئ في ليبيا على الإسعافات الأولية النفسية وأساسيات الدعم النفسي الاجتماعي.

وتدعم المنظمة إنشاء عيادات للصحة النفسية يتوفر بها متخصصون لا يقتصر دورهم على تلبية الاحتياجات الفورية، وإنما يتجاوزه إلى التركيز على مساعدة الناجين المصابين بصدمات شديدة على تجاوز مشاعر الحزن والقلق وفقد أحبابهم وممتلكاتهم. وسيدعم هؤلاء المتخصصون أيضًا موظفي الرعاية الصحية الأولية والعاملين المجتمعيين، الذين واصل الكثير منهم العمل في مواجهة الطوارئ وهم يعانون من الحزن والشعور بفقد أحبابهم وممتلكاتهم.

كما يؤكد الدكتور أحمد زويتن أن "منظمة الصحة العالمية استثمرت وشركاؤها استثمارات كبيرة في تعزيز الرعاية الصحية النفسية في ليبيا على مدار العقد الماضي، ولكن ينبغي تعزيز هذه الجهود تعزيزًا كبيرًا حتى يكون لها أثر فوري. نحن ملتزمون بمواصلة التعاون مع السلطات الصحية والشركاء الوطنيين والدوليين لضمان توفير خدمات الصحة النفسية وإتاحتها لجميع المحتاجين، مع التأكيد على أن الصحة النفسية ليست ترفًا بل حق إنساني عالمي - لكل إنسان في كل مكان".