المركز الإعلامي | الأخبار | كلمة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في افتتاح المؤتمر الصحفي المنعقد في لبنان

كلمة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في افتتاح المؤتمر الصحفي المنعقد في لبنان

أرسل إلى صديق طباعة PDF

17 أيلول/سبتمبر 2021 - إني أنضم إلى الدكتور تيدروس في التعبير عن الشكر والامتنان لكم - أقصد وسائل الإعلام - إضافة إلى جميع العاملين الصحيين، والمجتمع المدني، والجهات المانحة، والوكالات الشقيقة التابعة للأمم المتحدة، والشركاء في مجال الصحة، على الجهود الهائلة التي بُذلت، ولاسيَّما على مدار العامين الماضيين، من أجل إيلاء الأولوية لرفاه الناس في لبنان، ولضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية.

وعلى مدار اليومين الماضيين، التقى الدكتور تيدروس، والدكتور الشنقيطي، وأنا، وبقية أعضاء وفدنا، بأصحاب المصلحة على الصعيدين الوطني والدولي لمناقشة القضايا الحرجة المتعلقة بقدرات النظام الصحي وقدرته على البقاء. وقد انصب تركيزنا الرئيسي على البناء على عملنا المتواصل في خدمة جميع الناس في البلاد بما يتماشى مع رؤيتنا العالمية بشأن الإنصاف والجودة وإتاحة الرعاية الصحية في الوقت المناسب.

ومن المؤسف، أننا نعلم جميعًا أن لبنان يواجه أزمة حادة ومعقدة تؤثر على قطاع الصحة وتؤثر تأثيرًا مدمرًا على رفاه الناس.

ونعلم أيضًا أن البلد يفقد سريعًا وتدريجيًا مكانته المعروفة منذ أمد طويل باعتباره وجهةً طبيةً رئيسيةً في الإقليم لما يتمتع به البلد من موارد صحية بشرية مؤهلة تأهيلًا عاليًا، وتكنولوجيا، وقدرته على إتاحة رعاية صحية عالية الجودة في وقت مناسب.

إن الأزمة الحالية لا تُعرِّض صحة السكان للخطر فحسب، بل تهدِّد أيضًا الأمن الصحي الإقليمي والعالمي. وعليه، لا يكفي مجرد سد الثغرات في الاحتياجات الصحية. بل من الضروري أن تتضافر جهودنا من أجل تلبية الاحتياجات الهيكلية الهامة للنظام الصحي، وردع أي مخاطر بيئية واجتماعية واقتصادية وشيكة قد تؤثر سلبًا على الصحة.

وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، التزمت منظمة الصحة العالمية بسد الثغرات في الرعاية الصحية للسكان في لبنان عند الحاجة. كما وجَّهنا الشركاء في مجال الصحة لضمان الدعم المستدام للنظام الصحي حتى نتمكن من تحقيق رؤيتنا المشتركة للتغطية الصحية الشاملة، وضمان تحقيق الصحة بوصفها حقًا إنسانيًا لا يمكن إنكاره للجميع.

ونحن نشيد بمكتب منظمة الصحة العالمية في لبنان على تعامله مع القضايا الصحية المعقدة، وتقديم الدعم عند الحاجة، والأهم من ذلك كله وضع الصحة على رأس أولويات الاستجابة للأزمات، وتعبئة الموارد، وضمان إدراج الصحة في جميع السياسات.

وكما رأينا عن كثب خلال اليومين الماضيين، فإن الاحتياجات الميدانية هائلة. ولكن القدرات في هذا البلد عظيمة. ومع ذلك، يساورنا القلق من أن تأثير الأزمة يستنفد الموارد البشرية الماهرة والأجيال الشابة التي تمثّل مستقبل القوى العاملة الصحية. وهذه قضية بالغة الأهمية يجب التصدِّي لها على وجه السرعة من أجل حماية النظام الصحي بوجه عام.

وتلتزم منظمة الصحة العالمية بدعم لبنان في وضع الخطة الصحية لعام 2030 بما يتماشى مع الخطة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، والهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة + خريطة الطريق الموضوعة للبنان، بالتشاور مع جميع الشركاء وأصحاب المصلحة المحتملين.

وأعيد التأكيد على دعم منظمة الصحة العالمية على جميع المستويات لخدمة الشعب اللبناني، ودعم النظام الصحي في لبنان. وأشكركم جميعًا على حضور فعالية هذا اليوم.