المركز الإعلامي | الأخبار | منظمة الصحة العالمية تعزز الجهود الوطنية الرامية للوقاية من انتشار داء الليشمانيات في سوريا

منظمة الصحة العالمية تعزز الجهود الوطنية الرامية للوقاية من انتشار داء الليشمانيات في سوريا

أرسل إلى صديق طباعة PDF

Leishmaniasisعمر ذو السنوات الأربع، بعد تعافيه من داء الليشمانيَّات

5 كانون الأول/ ديسمبر 2022، حلب، سوريا - يمكن لأي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات أن يلعب بالخارج مع أصدقائه. لكن هذا الطفل ليس عمر بالتأكيد، فقد أُصيب عمر بآفة كبيرة على خده نقلتها إليه ذبابة رمل تحمل داء الليشمانيات.

وداء الليشمانيات داء خطير ينتشر عن طريق ذبابة الرمل التي تلدغ أجزاء الجسم المكشوفة. ويمر الداء دون اكتشافه خلال المراحل الأولى من العدوى به، إذ لا يشعر المرضى سوى بآثار تشبه تلك التي تُخلِّفها لدغة البعوضة المعتادة. وبعد مرور بضعة أشهر، تبدأ الآفة في التورُّم على نحو غير مألوف.

وتتعاون المنظمة مع مختلف الشركاء في مجال الصحة للحد من معاناة الشعب السوري الناجمة عن داء الليشمانيات، من خلال تقديم العلاج للمرضى المصابين بعدواه، أو من خلال توفير تدابير وقائية مثل شبكات الأسِرَّة المضادة لذباب الرمل، أو من خلال تنفيذ حملات الرش في المناطق الموبوءة بشدة.

تقول أم عمر من ريف حلب: «كانت هناك آفة على خد ابني عمر. لم أُلقِ بالًا للأمر في البداية، حتى مرَّ أكثر من شهرين والآفة ما زالت موجودة». وأردفت: «فور علمي بوجود عيادة متنقلة تدعمها المنظمة تزور القرية منذ بضعة أشهر، أسرعت إليها لالتماس المشورة. وشخَّص الأطباء إصابة عمر بداء الليشمانيات، وأحالوه على الفور إلى مركز الفرقان في حلب لتلقِّي العلاج المناسب».

وتقع معظم حالات الإصابة بداء الليشمانيات في سوريا في المناطق الريفية بحلب، حيث تسبَّب العنف الناجم عن الصراع الممتد في ضعف إمكانية الحصول على المياه المأمونة، وتردِّي الأوضاع المعيشية، ومن ذلك إقامة المنازل بين الأنقاض المتهدِّمة.

وخلال حملة مكافحة داء الليشمانيات التي تدعمها المنظمة في حلب وريفها في الفترة من تموز/ يوليو إلى أيلول/ سبتمبر 2022، رشَّ 140 عاملًا صحيًّا أكثر من 300 45 منزل يقطنه أكثر من 234600 شخص.

تقول الدكتورة إيمان الشنقيطي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إن «داء الليشمانيات هو أحد أمراض المناطق المدارية المهملة التي تحظى بأولوية المنظمة. ونحن نبذل قصارى جهدنا لدعم الجهود الوطنية الرامية لمكافحة المرض وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030». وأضافت: «إننا بحاجة إلى توسيع نطاق جهودنا المشتركة مع الدول الأعضاء والجهات المانحة والشركاء التنفيذيين وخبراء الأمراض وجميع أصحاب المصلحة الآخرين لمواءمة استراتيجياتنا وخططنا الرامية إلى الوقاية من العدوى، والتخفيف من معاناة الأشخاص المصابين بداء الليشمانيات».

يقول سعيد أبو محمد، وهو من ريف حلب أيضًا، «على مدى السنوات الثلاث الماضية، أصيب ثلاثة من أفراد أسرتي بالمرض - أي بعبارة أخرى، أُصيبَ فرد واحد كل عام! وينطبق ذلك على معظم منازل القرية». وأردف: «لقد عانينا من هذا المرض حتى من قبل اندلاع الأزمة، ونحمد الله أن الجهود المتواصلة التي تبذلها الفرق الصحية المتنقلة تنعكس إيجابيًّا على الوضع العام في القرية».