المركز الإعلامي | الأخبار | كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تبنيان قدرات قادة الصحة العامة في أوقات عدم اليقين والأزمات

كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تبنيان قدرات قادة الصحة العامة في أوقات عدم اليقين والأزمات

أرسل إلى صديق طباعة PDF

Group-photo

9 كانون الأول/ ديسمبر 2021 - استضاف مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط وكلية موظفي منظومة الأمم المتحدة اليوم المحاضرة الأخيرة عن القيادة، في إطار برنامج القيادة المشترك بين المنظمة والكلية بشأن التأهب للأوبئة والجوائح ومواجهتها، في حضور الدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. ويسعى برنامج القيادة، الذي أُطلق في تموز/ يوليو من هذا العام، في نهاية المطاف إلى دعم ممثلي المنظمة في إقليم شرق المتوسط ونظرائهم الوطنيين في وزارات الصحة حتى يتمكنوا من القيادة والإدارة بفعالية في أوقات عدم اليقين والأزمات.

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس: "لقد أبرزت جائحة كوفيد-19 مواطن قوتنا ونقاط ضعفنا. وفي إقليم شرق المتوسط، كما في الأقاليم الأخرى، قلبت جائحة كوفيد-19 حياة الناس وسبل عيشهم رأسًا على عقب، واستغلت الثغرات في النظم الصحية، وفاقمت أوجه عدم الإنصاف. ومن الواضح أننا لن نتمكن من هزيمة الجائحة في عالمٍ منقسمٍ. فالتهديد الأكبر الذي نواجهه الآن ليس الفيروس نفسه، بل غياب التضامن والقيادة العالميين".

وقد دار حوار بين قيادات الصحة العامة والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية في ختام برنامج القيادة الذي استمر 6 أشهر، تناول العديدَ من عناصر التعلُّم والتدريب الفنية الأساسية التي تهدف إلى دعم ممثلي المنظمة وقيادات وزارات الصحة في عملهم اليومي.

وقال الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "مع دخول الجائحة عامها الثاني، أدركنا أن قادة الصحة العامة يحتاجون إلى الدعم كي يظلوا قادرين على الصمود، لأن الضغط والاهتمام الخارجيين يتطلبان وضع حلول شاملة ومستدامة لمعالجة آثار الجائحة، مع الاسترشاد بالرؤية الإقليمية "رؤية 2023: الصحة للجميع وبالجميع".

وصرَّح الدكتور عبد الناصر أبو بكر، مدير التأهب لأخطار العدوى ببرنامج المنظمة للطوارئ الصحية، في المكتب الإقليمي للمنظمة، قائلًا: "في حالات الطوارئ، يمكن في بعض الأحيان إغفال المهارات الشخصية المطلوبة. وتُعد القيادة القادرة على التكيف، وبناء الثقة، والتواصل الفعَّال، وكذلك القدرة على إقامة شراكات بين القطاعات، من العناصر الأساسية لتحديد الحلول القابلة للتطبيق التي تنظر في العواقب المحتملة غير المقصودة. ولهذا السبب عقدنا شراكة مع كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة لمساعدتنا على التصدِّي لهذه التحديات، وتوفير الحيز اللازم للتفكير في أوقات الطوارئ والأزمات".

ولفهم الاحتياجات التعليمية البالغة الأهمية لقادة الصحة العامة والاستمرار في تلبيتها، خضع المشاركون للتقييم، وراجعت منظمة الصحة العالمية وكلية موظفي منظومة الأمم المتحدة بعناية المكونات التدريبية لتكييف البرنامج على أفضل وجه في سياق عدم اليقين والأزمة، ونعني به هنا جائحة كوفيد-19.

وقالت الدكتورة سيمونا كوستانزو سو، مديرة ملف التعلُّم، التي ترأس البرنامج في كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة: "تتطلب تنمية القيادة في أوقات عدم اليقين اتباع نهوج غير خطية لحل المشكلات، تشمل التفكير المنظومي والاستجابات المتعددة القطاعات. وفي الواقع، أظهرت الجائحة أن المفاهيم والنُّهج الشاملة لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 لا تقل أهمية عن أي وقت مضى: فالحلول المستدامة في مجال الصحة تتطلب التركيز على الترابط بين الصحة والقطاعات الأخرى، لمعالجة الأسباب الجذرية، وزيادة أوجه التآزر عبر مجالات السياسات".

واختتم الدكتور جعفر جافان، مدير كلية موظفي منظومة الأمم المتحدة، الحوار بالإشادة بمنظمة الصحة العالمية لقدرتها على تنفيذ هذا البرنامج في الوقت المناسب. وأعرب عن استعداد الكلية لمواصلة تصميم فرص التعلُّم التي تساعد المنظمة والنظراء الحكوميين على وضع حلول ملموسة نحو نظم مستدامة للصحة والرفاه على الصعيد القُطري.

ويتألف البرنامج من 4 مكونات. ويشتمل على محاضرات شهرية عن القيادة يلقيها خبراء معروفون في مجال الصحة العامة تبادلوا الآراء بشأن الدروس المستفادة من الجائحة. وأُتيح للمشاركين المجال للمناقشة المفتوحة من أجل معالجة التحديات التي يواجهونها، وتلقِّي التعليقات والمشورة العملية بشأن الاستجابة للأزمات والتأهب لها. وتضمَّن البرنامج أيضًا فرصًا للتوجيه الفردي على يد ممثلين سابقين من ذوي الخبرة في منظمة الصحة العالمية، قدموا رؤى قيِّمة لممثلي المنظمة على الصعيد الوطني. كذلك أُتيحت للمشاركين فرصة للتدريب على يد خبراء من القطاع الخاص لدعم المهارات الشخصية، مثل القيادة الشاملة والقادرة على التكيُّف، والقيادة في أوقات الأزمات، والقدرة العاطفية على الصمود والتأقلم، والتعامل مع التوتر النفسي، والتحلي بعقلية للنمو قادرة على التكيف، والتواصل الاستراتيجي. وأخيرًا، استطاع المشاركون الوصول إلى موارد التعلُّم عبر الإنترنت، اشتملت على وحدات إلكترونية بشأن مواضيع متصلة يحدد المتدربون وتيرتها، يمكنهم مواصلة الرجوع إليها بعد انتهاء البرنامج.

وقد أعاد تنفيذ برنامج القيادة التأكيد على التزام منظمة الصحة العالمية بالتعلُّم، وعلى الرغم من انتهاء المرحلة الأولى الآن، فإن المنظمة وكلية موظفي منظومة الأمم المتحدة تتوقعان أن يتواصل تطوير البرنامج في عام 2022.