World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

توحيد الجهود للتصدي لتعاطي مواد الإدمان في إقليم شرق المتوسط

طباعة

Uniting to tackle substance use in the Eastern Mediterranean Region

17 حزيران/ يونيو 2025، القاهرة، مصر - في جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط، يتزايد تعاطي مواد الإدمان بين الفئات الضعيفة، ومنهم المهاجرون والنازحون. وتتفاقم هذه الأزمة، التي تستمر في صمت على خلفية الصراع والنزوح والتهميش والمصاعب الاقتصادية، بسبب فقدان شبكات الدعم الاجتماعي.

وفي عام 2022، كان 6.7% ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا في الإقليم قد تعاطوا المخدرات، وهي نسبة تتجاوز المتوسط العالمي. ويتأثر الشباب أكثر من غيرهم بتلك الظاهرة، إذ ذكر ما يقرب من 5% منهم أنهم تعاطوا الحشيش خلال العام الماضي. ومن أكثر ما يقلق بخصوص تلك المشكلة قلة عدد من يتلقون العلاج؛ فمن بين كل 13 مصابًا بالاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان، لا يتلقى العلاجَ إلا شخصٌ واحدٌ فقط.

ويسهم تعاطي مواد الإدمان في انتشار الأمراض المُعدِية مثل فيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد والسل، وأثره هائل على الصحة النفسية والسلامة المجتمعية والاقتصادات الوطنية. وفي بعض البلدان، وصل التأثير الاقتصادي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.

Uniting to tackle substance use in the Eastern Mediterranean Region

وإدراكًا لخطورة الوضع، عقَد التحالف الصحي الإقليمي، وهو تحالف يضم 18 وكالة من وكالات الأمم المتحدة بقيادة منظمة الصحة العالمية لتيسير المشاركة المتعددة الأطراف والجهود المشتركة لمعالجة الأولويات الصحية، في 1 حزيران/ يونيو 2025 اجتماعًا تقنيًّا إقليميًّا لتعزيز التنسيق وبحث التدخلات المشتركة ومواءمة الاستجابة لتعاطي مواد الإدمان مع التعقيدات الميدانية.

وانعقد الاجتماع برئاسة الدكتورة حنان حسن بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وحضره مديرون إقليميون ومسؤولون تقنيون من المنظمة الدولية للهجرة، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، والممثلون القُطريون للمنظمة، ومسؤولو التنسيق التقنيون من المكاتب القُطرية للمنظمة في جميع أنحاء الإقليم.

واستند الاجتماع إلى الزخم الذي أحدثته المبادرة الإقليمية الرئيسية لتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان التي أُطلِقت في عام 2024 وأقرتها الدول الأعضاء. وتشجع المبادرة على اتباع نهج يستند إلى الصحة العامة ويقوم على 3 ركائز، هي:

● ‏تعزيز الصحة والوقاية

التصدي للوصم وتهيئة بيئات تحد من احتمالات الوقوع في تعاطي المخدرات.

● التدخلات بشأن النُّظم الصحية

إدماج علاج تعاطي مواد الإدمان في التغطية الصحية الشاملة.

● إصلاح السياسات والتنظيم

دعم البلدان لاعتماد استجابات مُسنَدة بالبيِّنات تُركِّز على الصحة.

دعم البلدان لاعتماد استجابات مُسنَدة بالبيِّنات تُركِّز على الصحة.

Uniting to tackle substance use in the Eastern Mediterranean Regionوقالت الدكتورة حنان: "إن تعاطي مواد الإدمان مشكلة لا يمكن لقطاع بمفرده أو وكالة بمفردها التغلب عليها. وهنا يأتي دور التحالف الصحي الإقليمي في تحقيق تحوُّل كبير، وذلك عن طريق مواءمة الاستراتيجيات وتنسيق الدعم التقني وتعظيم أثر جهودنا الجماعية".

Uniting to tackle substance use in the Eastern Mediterranean Region

وخلال الاجتماع، لفتت أسمرة الأشقر، نائبة المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الانتباه إلى الواقع الصادم الذي يواجهه المهاجرون، قائلةً:

"غالبًا ما يتعرض المهاجرون في مسارات الهجرة غير النظامية إلى مصاعب بدنية ونفسية شديدة خلال الرحلة. وفي مثل تلك الظروف، قد يُجبِر المهرِّبون المهاجرين على تعاطي مواد الإدمان أو يشجعونهم على ذلك لتحمُّل السفر أوقاتًا طويلة في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية".

إن العمل التعاوني أصبحت أهميته الآن حاسمة أكثر من أي وقت مضى، للتصدي للتحديات الميدانية وتكييف عدد صغير من التدخلات ذات الأثر الكبير، المستندة إلى البيِّنات العالمية، مع الظروف المحلية.

ومن جانبها، قالت السيدة كريستينا ألبرتين، الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "فيما يتعلق بالمخدرات، فإن الإقليم يواجه حالةً تزداد تنوعًا وتحديًا. وبطبيعة الحال، فإننا ننظر إلى المخدرات من منظور صحي، وهو منظور غالبًا ما يتعرض للإهمال، ولكن علينا أيضا ألَّا نُغفِل ما يحدث من حيث الإنتاج والاتجار، وعلينا أن نضاعف جهودنا في مختلف أنحاء الإقليم".

Uniting to tackle substance use in the Eastern Mediterranean Region

وفي وقت يعاني فيه الإقليم تقلُّصَ الموارد وتنامي الاحتياجات، فإن التعاون لم يعد اختياريًّا، بل أصبح أساسيًّا.

ولم يكن اجتماع حزيران/ يونيو مجرد حوار تقني، بل كان بيانًا جماعيًّا لتكرار الإعراب عن التزامنا بضمان أن تحظى مشكلة تعاطي مواد الإدمان بالاهتمام الذي تتطلبه على نحو عاجل، وضمان عدم تخلُّف أحد عن الركب.