17 تشرين الأول/أكتوبر 2024
أصحاب المعالي والسعادة،
الدكتور صالح المري، مساعد وزير الصحة العامة في قطر،
الزملاء في وسائل الإعلام،
السيداتُ والسادة،
أود أن أرحب بكم في هذا المؤتمر الصحفي.
فقد اختتمنا للتو الدورة الحادية والسبعين للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، التي عقدت من 14 إلى 17 تشرين الأول/أكتوبر 2024، واستضافتها دولة قطر. وقبل أن أبدأ، أود أن أشكر قطر على كرم الضيافة وحسن التنظيم.
وأشكر كذلك أصحاب المعالي وزراء الصحة، ورؤساء الوفود والمندوبين على تفانيهم وحكمتهم ومعرفتهم. وقد استمتعنا بمناقشات ثرية ومثمرة بشكل استثنائي على مدى الأيام الأربعة الماضية.
وقد عقدت دورة اللجنة الإقليمية في ظل حالات الطوارئ التي تؤثر، للأسف، على نصف بلدان الإقليم. وندرك جميعًا إدراكًا تامًا أن هناك أرواحًا ثمينةً تزهق كل دقيقة.
فمن الحرب التي استمرت 12 شهرًا في قطاع غزة، إلى الصراعات في لبنان والسودان واليمن والأزمات الطويلة الأمد في أفغانستان والصومال وبلدان أخرى - يواجه إقليمنا مأساةً ومعاناةً غير مقبولة ولا يمكن تصورها.
وقد جاء موضوع هذه الدورة "صحة دون حدود" ليعكس الالتزام القوي من جميع دولنا الأعضاء بالعمل معًا، لضمان تمتع كل شخص في الإقليم بحقوق الإنسان الأساسية في الحياة والصحة - بغض النظر عن موقعه أو جنسيته أو انتمائه الاقتصادي أو الاجتماعي.
واللجنة الإقليمية هي الجهاز الرئاسي الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط. وتعد هذه الدورة السنوية فرصةً أساسيةً للقادة وراسمي السياسات من الدول الأعضاء للانضمام إلى المنظمات الشريكة وخبراء المنظمة للنظر في القضايا الرئيسية.
وبطبيعة الحال، فقد أمضينا معظم وقتنا في مناقشة حالات الطوارئ وغيرها من التحديات، ولكننا استطعنا أيضًا الاحتفال بالعديد من النجاحات التي تحققت في كل بلد وفي العديد من المجالات المختلفة للصحة العامة - بدءًا من النمو الهائل الذي حققه برنامجنا الإقليمي للمدن الصحية إلى بعض الإنجازات الهائلة في التصدي للأمراض السارية مثل التهاب الكبد C والجذام والملاريا.
ويمثل لقاؤنا من خلال هذه الدورات السنوية فرصةً عظيمةً لتبادل الخبرات والإلهام والأفكار وأفضل الممارسات.
وكانت هذه هي اللجنة الإقليمية الأولى لي منذ أن توليت منصب المدير الإقليمي في فبراير.
وكان من دواعي سروري أن تمكنت من عرض خطط المنظمة الاستراتيجية الرئيسية لعملنا في الإقليم، ومنها خطة تنفيذية استراتيجية إقليمية جديدة وثلاث مبادرات رئيسية.
وسوف يسترشد عملنا مع البلدان على مدار السنوات الأربع المقبلة بالخطة التنفيذية الاستراتيجية، في حين ستساعد المبادرات الرئيسية على تسريع وتيرة التقدم في ثلاثة مجالات بالغة الأهمية، ألا وهي: توسيع نطاق الحصول على الأدوية الأساسية واللقاحات والمنتجات الطبية؛ والاستثمار لتحسين إعداد القوى العاملة الصحية في الإقليم وتوظيفها واستبقائها؛ وتكثيف العمل في مجال الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.
ويسرني أن الدول الأعضاء أعربت عن دعمها القوي لهذه الخطط، وقدمت أيضًا الكثير من المشورة والتعليقات الحكيمة.
وناقشنا أيضًا الورقات التقنية التي تتناول أربع قضايا صحية كبرى، وهي:
إطار تنفيذي جديد لرعاية المصابين بالرضوح الجسدية في الأوضاع الإنسانية؛
خطة عمل إقليمية جديدة لتعزيز الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ؛
العمل على التصدي للتهديد الفتاك الذي تفرضه مقاومة مضادات الميكروبات في الإقليم؛
تسخير قوة التكنولوجيا الرقمية لتحسين نظم المعلومات الصحية والرعاية الصحية.
وكان لدينا برنامج حافل من المناقشات الأخرى، والإحاطات الإعلامية، والأحداث الجانبية والأحداث الخاصة.
وأشجعكم على الاطلاع على الوثائق الموجودة على الموقع الإلكتروني للجنة الإقليمية. فهي تحتوي على ثروة من المعلومات.
وقد اختتم اجتماعنا الكبير بنجاح، ولكن عملنا لا يزال في بدايته. وأتطلع إلى المضي قدمًا بشأن جدول الأعمال التقني الذي أقرته اللجنة.
إذًا نودع أصدقاءنا وزملاءنا وشركاءنا اليوم - لكننا سنتواصل معهم مرةً أخرى قريبًا، وسنعمل معًا عن كثب لتحقيق رؤيتنا المشتركة.
شكرًا جزيلًا.