World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

الجمهورية العربية السورية : الاهتمام بمخاطر شلل الأطفال قبل الاعتبارات الأخرى

طباعة

طبيبة تقوم بتلقيح طفل ضد شلل الأطفال6 ديسمبر/كانون الأول 2013 - لقد أعيق تحصين جميع الأطفال ضد شلل الأطفال جراء الأزمة الجارية في الجمهورية العربية السورية. وقد ناشدت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف جميع الأطراف بالتعاون، من خلال الوقف المؤقت للقتال، والسماح بإجراء حملات التطعيم لجميع الأطفال ومراعاة حمايتهم.

عندما سمع الدكتور صلاح هيثمي سالم، وهو المنسق الطبي في منظمة الصحة العالمية، أن شلل الأطفال قد عاد إلى الظهور في الجمهورية العربية السورية، كان أول ما تبادر إلى ذهنه هو: هل يمكنني الذهاب إلى هناك للمساعدة ؟ لقد عمل لأكثر من عشرة سنوات في استئصال شلل الأطفال في السودان، وبعد أيام فقط أرسل إلى دمشق. 

أما ثاني شيء تبادر إلى ذهن هيثمي فهو الأطفال في اليمن، وطنه الأم. " إن شلل الأطفال لا يملك جواز سفر – فبإمكانه أن يصيب أي طفل في أي مكان في العالم"، هكذا قال هيثمي. " إن الدافع لدي هو الرغبة في المساعدة في وقف تفشي مرض شلل الأطفال في سوريا، و بذلك نمنع أيضاً إصابة الأطفال خارج سوريا بالشلل مدى الحياة. " 

ومنذ وصوله إلى دمشق في تشرين الأول/أكتوبر، ركز هيثمي ليلاً ونهاراً على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال. ويقول موضحا "إني أساعد في جلب طلبات اللقاحات وغيرها من اللوازم. وشاركت بخبرتي التي اكتسبتها في السودان وغيرها من البلدان وحصلت على اتفاق لتطبيق تكتيكات جديدة مثل الزيارات من منزل إلى منزل ووضع علامات على الأصابع، حتى يمكن حقاً الوصول بالتلقيح إلى كل طفل. والتقيت بالناس في جميع قطاعات المجتمع السوري محاولاً كسب التأييد الحاسم للحملات ".

لقد أُعلن عن أول حالة شلل أطفال مشتبه فيها في سوريا في 17 تشرين الأول/أكتوبر. وفي 29 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت الحكومة السورية أن فيروس شلل الأطفال البري قد تم عزله من 10 أطفال مشلولين في دير الزور، وهي واحدة من أكثر المناطق التي تدور فيها نزاعات شرسة في البلاد. وحتى قبل هذا التأكيد المختبري، كانت السلطات الصحية في جميع أنحاء المنطقة قد بدأت في التخطيط وتنفيذ استجابة شاملة لمقتضيات الفاشية. واعتبارا من أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أصيب 17 طفلا بالشلل في 3 محافظات منفصلة في الجمهورية العربية السورية، والتي لم يسبق تسجيل شلل الأطفال فيها لأكثر من عقد من الزمان.

وقد أعيق تحصين جميع الأطفال ضد شلل الأطفال بسبب النزاع الداخلي الدائر في الجمهورية العربية السورية. " نحن نطلب" من جميع الأطراف التعاون بالوقف المؤقت للقتال على مدى الـ 6 أشهر المقبلة للسماح بإجراء حملات التطعيم لجميع الأطفال والوصول إليهم"، هكذا قال الدكتور علاء العلوان، المدير الإقليمي، بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. ويضيف " إن لجميع الأطفال الحق في الحماية من الفيروس المسبب للمرض الشلل، ويجب أن يظل توفير الرعاية الصحية أمراً محايداً، بغض النظر عن السياق الموجود فيه."

واعترافاّ بالمخاطر العالية من انتشار المرض إلى بلدان الإقليم وخارجه، أجرت سبعة بلدان ومناطق في أكتوبر/ نوفمبر حملات للتطعيم ضد شلل الأطفال استهدفت 22 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وفي قرار مشترك في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت جميع بلدان إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية عن الوضع المتصاعد لشلل الأطفال واعتبار الأمر حالة طارئة للإقليم بأسره، ودعت إلى دعم التفاوض وتأسيس الوصول إلى الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم ضد شلل الأطفال، في كل من الشرق الأوسط وباكستان، حيث نشأت فاشية الفيروس.

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع اليونيسيف ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، والهلال الأحمر العربي السوري والمتطوعين المحليين والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية، والمجموعات المحلية والدولية الأخرى على تقديم المساعدة الإنسانية إلى السوريين المتضررين من النزاع لضمان تمتع جميع الأطفال بالتطعيم، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه. ومن المتوقع أن تتواصل أنشطة الاستجابة للفاشية من ستة إلى ثمانية أشهر، اعتمادا على المنطقة، واستنادا إلى الوبائيات الناشئة.

"هذه الفاشية تؤكد على أهمية إنهاء شلل الأطفال في كل مكان، ولا سيما في البلدان الموبوءة الثلاثة المتبقية: نيجيريا وباكستان وأفغانستان "، هكذا قال الدكتور العلوان مضيفاً "طالما استمر وجود شلل الأطفال في الأماكن الخازنة، فإن العالم سيكون دائما عرضة لخطر تفشي المرض. ويجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للوصول إلى جميع الأطفال في تلك المناطق ".