المركز الإعلامي | الأخبار | تعزيز استخبارات الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط

تعزيز استخبارات الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط

أرسل إلى صديق طباعة PDF

15 تشرين الأول/أكتوبر 2023، القاهرة، مصر - قطع إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خطواتٍ كبيرة في تعزيز قدرات استخبارات الصحة العامة في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها المنظمة وبُلدان الإقليم وأراضيه.

وتشدد المنظمة على أهمية الرصد المستمر والكشف السريع عن الإشارات. ومن ثمَّ، يعمل فريق مُخصَّص من الخبراء في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بلا كلل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لجمع استخبارات الصحة العامة من المصادر الرسمية وغير الرسمية. وتشمل هذه المصادر المواقع الإلكترونية لوزارات الصحة، ومراكز الاتصال الوطنية المعنية باللوائح الصحية الدولية، ومنصات التحرّي عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ويهدف هذا النهج الشامل إلى ضمان عدم إغفال أي حدث محتمل من أحداث الصحة العامة.

حلقة عمل عن الترصُّد تديرها منظمة الصحة العالمية في العراق. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

حلقة عمل عن الترصُّد تديرها منظمة الصحة العالمية في العراق. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

وقد كانت نتائج هذه الجهود كبيرة. وفي الفترة بين عامي 2018 و2022، اكتُشف ما مجموعه 166 فاشية جديدة، منها جائحة كوفيد-19، ونُظِّمَت الاستجابة لها في الإقليم. كما كُشِف عن حوالي 000 30 إشارة، مع ما يقرب من 700 إشارة تحتاج إلى مزيد من التحقق. ومن بين هذه الإشارات، صُنِّف 234 منها على أنها أحداث صحية عامة وسُجِّلت في نظام المنظمة لإدارة الأحداث، مع إجراء 77 تقييمًا لمخاطر الصحة العامة فيما يتعلق بهذه الأحداث.

ومن خلال تضافر الجهود، يجري تنفيذ مبادرة رصد المعلومات الوبائية المفتوحة المصدر في 12 بلدًا وأرضًا في الإقليم. وتهدف هذه المبادرة التي تقودها منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز معلومات الصحة العامة من خلال إيجاد نهج موحد شامل لجميع الأخطار، وهو نهج الصحة الواحدة للكشف المبكر عن تهديدات الصحة العامة والتحقق منها وتقييمها والإبلاغ عنها. وأنشأت سبعة بلدان أخرى، بدعمٍ من المنظمة، نُظُمَها للترصُّد القائم على الأحداث، وعزَّزت تلك النُظُم. ويسمح هذا النظام بالكشف عن أحداث الصحة العامة أو الأمراض أو الوفيات غير العادية التي قد تشير إلى ظهور فاشية في أقرب وقت ممكن.

وقال الدكتور توماس موليه، مدير المجال البرنامجي بوحدة معلومات الطوارئ الصحية وتقييم المخاطر بالمكتب الإقليمي: "تؤكد هذه النتائج على أهمية مواصلة المنظمة لبناء القدرات واعتماد أدوات وتكنولوجيات متطورة. ومن خلال الدورات التدريبية على الترصد القائم على الأحداث والمساعدة التقنية للتوسع في مبادرة رصد المعلومات الوبائية المفتوحة المصدر، فقد تسنّى تمكين المهنيين الصحيين للكشف عن التهديدات الصحية المستجدة والاستجابة لها بكفاءة".

الابتكار والاستثمار

تبنى المكتب الإقليمي أيضًا، بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين، أدوات مبتكرة، مثل أداة EPITWEETR وأداة Citibeats، وهو ما يحقق الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية من أجل الترصُّد الآني القائم على الأحداث. ويُمكِّن هذا النهج الاستباقي من سرعة تحديد أحداث الصحة العامة المحتملة، مما يسمح بوضع استراتيجيات الاستجابة الفعالة في الوقت المناسب.

ومن الأمور البالغة الأهمية أن المنظمة قد استثمرت أيضًا بكثافة في بناء قدرات المختبرات الإقليمية، لا سيّما خلال جائحة كوفيد-19. ويجب أن يكون الإنذار المبكر مصحوبًا بتشخيص مختبري موثوق من أجل الوصول إلى استقصاء واستجابة يتسمان بالفعالية. وقد أدى هذا الاستثمار إلى توسيع قدرات الاختبار لتشمل مجموعة أوسع من مسببات الأمراض، وضمان التشخيص المختبري الموثوق لأمراض مثل حمى الضنك وحمى القرم-الكونغو النزفية والكوليرا وجدري القردة. وبدعمٍ من المنظمة، اجتاز المختبر المرجعي في كل بلدٍ وأرضٍ في الإقليم، بالإضافة إلى أكثر من 300 مختبر آخر، مراجعات خارجية بشأن مراقبة الجودة بحلول عام 2022.

ويجري تنفيذ استراتيجية إقليمية للترصُّد المتكامل للأمراض من أجل تحسين ترصُّد الأمراض السارية على الصعيدين القُطري والإقليمي. وتُيسِّر هذه الاستراتيجية، التي اعتُمدت خلال الدورة الثامنة والستين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، جمع البيانات المتعلقة بالأمراض وتحليلها وتبادلها في الوقت المناسب عبر برامج الطوارئ والأمراض. ومن خلال دمج المعلومات من مصادر متعددة، تتيح الاستراتيجية تحديد الأنماط، والكشف عن الفاشيات، والاستجابة السريعة للحد من انتشار المرض.

ومن خلال الاستفادة من هذه الموارد، يمكن لبلدان الإقليم وأراضيه تحديد أحداث الصحة العامة المحتملة على الفور واتخاذ تدابير استباقية لمنع تصعيدها.

وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ: "إن التفاني الذي لا يتزعزع لتعزيز استخبارات الصحة العامة في إقليم شرق المتوسط قد أسفر عن نتائج ملموسة". "ومن الجهود التي تُبذل على مدار الساعة للكشف عن الإشارات إلى الاستثمارات الكبيرة في القدرات المختبرية، عززت هذه المبادرات التي تدعمها المنظمة قدرة الإقليم على الكشف الفوري عن أحداث الصحة العامة المحتملة والاستجابة لها تعزيزًا كبيرًا. واستنادًا إلى هذا التقدم، تبني بلدان الإقليم وأراضيه قدرات أقوى لحماية صحة سكانها وعافيتهم في مواجهة التحديات الصحية المستجدة."