8 نيسان/ أبريل 2025
أصحابَ المعالي والسعادة،
السيد الدكتور سلطان بن يَعرُب بن قحطان البوسعيدي، المستشار بالمكتب الخاص،
معالي الدكتور هلال بن علي السبتي، وزير الصحة،
السيدات والسادة،
يسعدني اليوم أن أشارككم هذا الحدث التاريخي، إذ نحتفل معًا بميلاد السياسة الصحية الوطنية لسلطنة عُمان للأعوام 2025-2035.
وتحت مظلة العمل لجَعْل شعار «الصحة للجميع» واقعًا ملموسًا، ولترجمة رؤية عُمان 2040، تأتي هذه السياسة الصحية الوطنية لتكون المنارة الاستراتيجية التي تهدي مسار التنمية الصحية في السلطنة خلال العَقد القادم.
وتسعى هذه السياسة إلى بناء نظام صحي متكامل يجمع بين الإنصاف والاستدامة المالية والمرونة التنظيمية، معزَّزًا بأحدث التطورات التكنولوجية والموارد البشرية الوطنية المُؤهلة، القادرة على توفير رعاية صحية وقائية وسريرية شاملة ومتميزة لكل أبناء و بنات سلطنة عُمان الحبيبة.
وهذه السياسة الصحية الوطنية في عُمان هي حجر الأساس في الارتقاء بالحصائل الصحية، وتوزيع الموارد، وتحقيق الإنصاف في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية في مختلف مناطق السلطنة.
وتنسجم هذه الاستراتيجية انسجامًا تامًّا مع روح برنامج العمل العام الرابع عشر لمنظمة الصحة العالمية، متماشيةً مع الخطة التنفيذية الاستراتيجية لإقليم شرق المتوسط للأعوام 2025-2028، حاملةً معها راية المبادرات الإقليمية الرئيسية الثلاث التي تهدف إلى توسيع آفاق إتاحة الأدوية، وصناعة منظومة متكاملة للقوى العاملة الصحية، ومواجهة تحديات تعاطي مواد الإدمان بكل حزم وعزيمة.
وتكمن أهمية هذه السياسة الصحية الوطنية في جوهرها الإنساني العميق، إذ تُرسِّخ حقيقة سامية، ألا وهي أن الصحة والعافية ليستا امتيازًا يجود به بعضنا، بل هما أمانة مشتركة يحملها الجميع على عاتقهم ليتمتع بها الجميع.
ويجب أن يكون تحقيق الإنصاف في الحصول على الرعاية الصحية جهدًا جماعيًّا يشارك في نسج خيوطه كل فردٍ في المجتمع.
وقد تتشابك محددات الصحة مع العوامل الاجتماعية، إذ يؤثر واقع حياتنا -من مكان إقامتنا وطبيعة عملنا، إلى مستوى تعليمنا ومصادر دخلنا- تأثيرًا مباشرًا وعميقًا في صحتنا ومستوى معيشتنا.
لذلك، يجبُ على مختلف قطاعات المجتمع أن تدرك مسؤوليتها العميقة، وأن تعي أن كل قرار تتخذه يمكن أن يترك أثرًا على صحة الأفراد، فتعمل بتناغم وتكامل لبناء منظومة صحية تحقق حصائل إيجابية، وتسعى جاهدة لمنع أي ممارسات قد تهدد صحة الفرد والمجتمع.
وتستند السياسة الصحية الوطنية على دعائم استراتيجية متينة، متمثلة في تفعيل الدور الإعلامي الصحي، وتطوير المهارات القيادية في القطاع الصحي، وتحسين الأطر التنظيمية بما يضمن فعالية وكفاءة النظام الصحي. وسيكون هذا الأمر حاسمًا في نجاح هذه السياسة.
وقد خَطَت سلطنة عُمان خطوات نوعية مذهلة في مجال الصحة العامة، منذ تأسيس المكتب القُطري لمنظمة الصحة العالمية في مسقط عام 1971، إذ رسمت مسارًا متميزًا في الارتقاء بالنظام الصحي.
وعلى الرغم من التحديات المستمرة التي تواجهكم، فإن مسيرتكم الصحية تشهد نجاحًا باهرًا تجلَّى في حدوث تحسُّن جوهري للحصائل الصحية والنهوض بالبنية التحتية، وهو ما يعدُّ ترجمة حقيقية لالتزام حكومتكم الراسخ بمبدأ «الصحة للجميع وبالجميع».
شكرًا لكم.