ممرضة في عمان تقيس ضغط دم لأحد المرضى مع أن معدلات الأمراض غير السارية آخذة في الزيادة في عمان، إلا أن التقدم الذي أحرزته عمان في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية يعطيها خبرة واسعة في تعزيز الصحة والوقاية من المرض. كما يوجد في عمان تعاون راسخ ومعتاد عليه بين القطاعات في مجال الصحة. وفي كلمتها الافتتاحية التي ألقتها في المؤتمر الدولي حول النظرة المستقبلية للصحة في عمان لعام 2050: جودة الرعاية، وضمان استمرار التمتع بالصحة، والذي عقد مؤخراً في مدينة مسقط في عمان، وصفت الدكتور مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، هذه الميزة القيمة في توقي الأمراض غير السارية، نظراً لأن أسبابها الجذرية تمتد لما هو أبعد من دور القطاع الصحي وحده.
وعالمياً يواصل عبء الأمراض غير السارية في الازدياد، ولاسيما في إقليم شرق المتوسط حيث ارتفعت معدلات المراضة والوفيات على نحو حاد خلال السنوات القليلة الماضية. وقد أولى الدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط، اهتمامه بتوقي ومكافحة هذه الأمراض ووضعها على قمة جدول أعماله، وهي من ضمن خمس أولويات محددة للإقليم.
كما أوليي الاهتمام بأولوية الأمراض غير السارية على الصعيد العالمي، وتمثل ذلك في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول توقي ومكافحة الأمراض غير السارية والذي عقد في أيلول/سبتمبر 2011، واعتماد الإعلان السياسي للأمم المتحدة من قبل قادة العالم.
إن التزام حكومة عمان بتوقي ومعالجة الأمراض غير السارية وتحسين الرعاية الصحية واضح في رؤيتها الصحية لعام 2050. إن جعل النظم الصحية "مواتية للغرض منها" يعد مهمة بالغة الإلحاح من بين التحديات العديدة أمام الصحة في القرن الحادي والعشرين. إن نجاح عمان في هذا المجال وفي محاولتها للتصدي للأسباب الجذرية للأمراض غير السارية لا يقتصر على تقديم نموذج عملي يحتذى به لسائر الإقليم، بل إنه أيضاً مصدر للإلهام والحماس.
وصلات للمواقع ذات الصلة