المركز الإعلامي | الأخبار | الحفاظ على الصحة خلال موسم العواصف: التأهُّب والاستجابة للطوارئ في خليج عدن

الحفاظ على الصحة خلال موسم العواصف: التأهُّب والاستجابة للطوارئ في خليج عدن

أرسل إلى صديق طباعة PDF

5 حزيران/يونيو 2018 - في غضون أسبوع، ضرب الإعصاران المداريان، اللذان تكونا في خليج عدن، اليابسة مسجلين أرقاماً قياسية في شدتهما، مما تسبَّب في حدوث دمار واسع النطاق في الصومال وعُمان واليمن. وتدعم منظمة الصحة العالمية جهود الاستجابة المباشرة في الصومال واليمن، في حين تعتمد عُمان على استعدادها الذي يجري تطويره بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية.

وفي 19 أيار/مايو، ضرب إعصار ساغار الأراضي الواقعة شمال غرب أرض الصومال وصاحب ذلك هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح عاتية ووقوع فيضانات مفاجئه. وتسببت الفيضانات التي تلت الإعصار في نزوح ما يقرب من 230 ألف شخص، وأسفرت عن مقتل 34 شخصًا على الأقل، وتدمير الأراضي الزراعية والبنية الأساسية، وقتل الماشية. وقد تضرر إجمالاً من الإعصار أكثر من 750 ألف شخص.

وبعد أسبوع، ضرب إعصار ميكونو عُمان بعد أن دمر جزيرة سقطرى اليمنية، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في الجزيرة. وضرب إعصار ميكونو اليابسة كأقوى إعصار تشهده عُمان على الإطلاق، حيث كانت قوته من الفئة 3، وبلغت سرعة الرياح فيه 200 كيلومتر في الساعة. وقد أدى الإعصار إلى هطول أمطار على مدينة صلالة في يوم واحد تساوي تقريباً كم الأمطار التي تهطل عليها طوال 3 سنوات، ومدينة صلالة تحتل المرتبة الثالثة من حيث السكان في عُمان، وأسفر ذلك عن مقتل 6 أشخاص آخرين مما يجعل إجمالي حصيلة القتلى لكلتا العاصفتين تصل إلى 50 شخصاً.

وفي اليمن والصومال، ألقت الأعاصير مزيداً من الضغوط والأعباء على حالات الطوارئ المعقدة الموجودة هناك، مما دفع بتوجيه استجابة إضافية طارئة من منظمه الصحة العالمية وغيرها من الوكالات الدولية.

الصومال: تصاعد الضغوط علي النظام الصحي الهش هناك

مع تزايد الضغوط الناتجة عن إعصار ساغار على النظام الصحي الهش بالفعل في الصومال، ازدادت الحاجة إلى الاستجابة الصحية الإنسانية بدرجة أكبر هناك. والأكثر خطورة، أن في العديد من مناطق الفيضانات في الصومال انقطعت سبل الوصول إلى المرافق والمراكز الصحية، بل تعرضت تلك المرافق نفسها في بعض الأحيان للتدمير التام. وأصبح، في المجمل، الوصول إلى 19 مرفقاً صحياً متعذراً ولحق الدمار بمركزين صحيين.

وقال الدكتور غلام بوبال، ممثل منظمة الصحة العالمية في الصومال، "إن القدرات في الصومال تعاني من ضغوط شديدة، لكننا نقدم ما بوسعنا تقديمه بحسب ما هو متاح من المساعدة والموارد، بينما نطالب بدعم إضافي من المانحين. ويعمل موظفونا على مدار الساعة للتأكد من أن الصوماليين المتضررين لديهم أفضل إمكانية للوصول إلى الرعاية الصحية، وأنه يجري التعامل بسرعة مع فاشيات الأمراض وغيرها من التهديدات الصحية المستجدة".

ولتحقيق ذلك، تقوم منظمة الصحة العالمية في الصومال بزيادة الترصد والمراقبة، وتدريب عاملين صحيين إضافيين، وتنفيذ التدخلات الصحية المباشرة. وعلى سبيل المثال، ومن أجل تتبع الفاشيات المحتملة، قامت منظمة الصحة العالمية بتفعيل 578 مرفقاً صحياً كانوا مدرجين في شبكة الإنذار والاستجابة المبكرة في الصومال. وترصد المرافق الصحية وتتبادل البيانات بشأن 14 نوعاً مختلفاً من الأمراض التي تنقلها المياه والنواقل، وتشمل الكوليرا والحصبة والملاريا. وبالإضافة إلى ذلك، يتولى موظفو منظمة الصحة العالمية ما يتعلق بالتنسيق وإدارة الحالات وتزويد الكلور بالمياه وشحن المياه النظيفة بالإضافة إلى تعزيز النظافة الصحية السليمة. وأخيراً، يتصدى موظفو منظمة الصحة العالمية لسوء التغذية الحاد الوخيم، ونقلوا 44.1 طناً من الإمدادات الطبية الأساسية، وهم يراقبون الاحتياجات الصحية عن كثب أثناء تطورها.

اليمن: الدعوة إلى زيادة الدعم الدولي

وقد ضربت الأمطار الغزيرة والفيضانات جزيرة سقطرى والسواحل الجنوبية في اليمن ابتداء من 19 أيار/مايو. وشردت العاصفة أكثر من 1000 أسره هناك، ودمرت أجزاء كبيرة من المخزونات الغذائية، وزادت من صعوبة الحصول علي مياه الشرب النظيفة، وألحقت اضرارًا بالمرافق الصحية، بالإضافة إلى قتل 10 أشخاص في البحر وفي حوادث المرور. ويواجه المجتمع المحلي في الجزيرة أيضًا خطرًا متزايدًا من الأمراض المنقولة بالماء.

ونشرت اليمن بسرعة اثنين من المنسقين الميدانيين، بالإضافة إلى المنسق الذي كان موجوداً بالفعل في الجزيرة. وبالإضافة إلى ذلك ، وصل حوالي 30 طناً مترياً من الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية إلى مطار سقطرى في 31 أيار/مايو، والتي اشتملت على مجموعات علاج الرضوض، وضمادات علاج الحروق، وأنواع مختلفة من المضادات الحيوية والسوائل الوريدية، ومجموعات علاج الملاريا، وإمدادات المستلزمات الجراحية. بالإضافة إلى ذلك، تتلقى أفرقة الطوارئ المتنقلة للشركاء المحليين دعماً من منظمة الصحة العالمية. وفي 29 أيار/مايو، انضم منسق مجموعة الصحة الوطنية الفرعية إلى بعثة الأمم المتحدة في سقطرى، لتقييم الأضرار والاحتياجات والاستجابة الجارية.

وقال الدكتور نيفيو زاجاريا، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "بالإضافة إلى الأضرار والخسائر الكبيرة في الأرواح في سقطرى، تضرر أيضاً البر الرئيسي لليمن. وفي كلا الموقعين نستجيب بأفضل ما لدينا من قدرات. غير أن اليمن يحتاج إلى مزيد من الدعم من الجهات المانحة لمواجهه حالات الطوارئ التي تقع واحدة تلو الأخرى، وكلها تزيد من الضغوط المفروضة بالفعل علي النظام الصحي".

عُمان: التأهب يؤتي ثماره

عندما ظهرت تقارير الأرصاد الجوية بشأن إعصار ميكونو الذي بدًا أولاً في عُمان، فعّلت وزارة الصحة على الفور تدابير الطوارئ كجزء من الخطة الوطنية الشاملة للتأهب لمواجهة الكوارث والاستجابة لها. وأُخليت المستشفى في محافظة ظفار، وهي المدينة الأشد تضرراً، كما عززت المستشفيات الأخرى استعدادها وتأهبها تحسباً لاستقبال مرضى جدد. وزيدت كل من السعة الاستيعابية للأسرّة وتخزين الأدوية والمعدات الطبية والموظفين المدربين.

وبسبب استعداد عُمان، استطاع نظامها الصحي استيعاب صدمة الإعصار، وكان قادراً على مواجهة الضرر الذي لحق بالبنية الأساسية وحدوث 6 وفيات. ووفقا لآخر التقارير فقد أُنقِذَ 190 شخصاً في منطقة ظفار وحدها (90 من العمانيين و100 من المقيمين)، وتلقى أول المستجيبين 233 استدعاء للإنقاذ، وأجلوا المرضي من المناطق الجبلية إلى المستشفى.

قيّم وزير الصحة الضرر الذي لحق بالمؤسسات الصحية في محافظة ظفار، وأعمال الترميم الجارية - وكذلك التخلص من النفايات لمنع وقوع فاشيات مرضية. وتمكن عدد من المرضى الذين تم إجلاؤهم من صلالة من عودتهم إلى المستشفى.

Preparedness_for_cyclone

وعلقت الدكتورة أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في عُمان، قائلةً: "إن التعاون التقني طويل الأمد لمنظمة الصحة العالمية والتزام عُمان الراسخ بصحة ورفاهية شعبها نتج عنه نظام صحي قادر على الاستجابة للكوارث وقوي بما فيه الكفاية للتصدي لحالات الطوارئ الصحية. ونحن سعداء أن نرى كل هذا العمل الشاق يؤتي ثماره. علاوة على ذلك، يمكننا أن نتعلم من تجربة سلطنة عُمان بشأن التأهب والاستجابة للكوارث من خلال القطاعات المتعددة".

التأهب والاستجابة والتعافي

وبرغم انتهاء أسوأ موجات هذين الإعصارين، إلا أن الأضرار طويلة الأمد ستؤثر على جميع الأنظمة والهياكل لهذه البلدان الثلاثة، وبخاصة في الصومال واليمن الأكثر ضعفاً. وستستغرق عملية التعافي التام من صدمة الأعاصير وقتاً طويلاً، وقد طلبت منظمه الصحة، من أجل تعزيز مساعي هذا التعافي، دعماً إضافياً من الجهات المانحة. وبالإضافة إلى ذلك، يتواصل العمل طويل الأمد في بناء القدرات والتأهب للبلدان من أجل دعم استعداد النظم الصحية القُطرية في مجابهة الأحداث المستقبلية – مثل العواصف والأعاصير وأي حادثة أخرى.

لمزيد من المعلومات، يرجى التوا صُل مع:

إيناس حمام
المسؤولة الإعلامية
المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
+ 20 100 015 7385