المركز الإعلامي | الأخبار | تنشيط نُظُم الرصد والتقييم في الأوضاع الإنسانية الهشّة: قصة نجاح مشروع المنظمة لرصد الاستجابة

تنشيط نُظُم الرصد والتقييم في الأوضاع الإنسانية الهشّة: قصة نجاح مشروع المنظمة لرصد الاستجابة

أرسل إلى صديق طباعة PDF

حلقة عمل استعراضية للمرحلة الأولى من المشروع لتحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة، أيلول/ سبتمبر 2023. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحيةحلقة عمل استعراضية للمرحلة الأولى من المشروع لتحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة، أيلول/ سبتمبر 2023. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

15 تشرين الأول/أكتوبر 2023، القاهرة، مصر - في المشهد المعقد للأوضاع الهشة والمتضررة من النزاعات والمُعرَّضة للخطر، يؤدي الرصد والتقييم دورًا حاسمًا في ضمان كفاءة الاستجابة وفعاليتها وفي تحسين الحصائل الصحية.

بَيد أن جمع البيانات في هذه البيئات يطرح بعض التحديات الفريدة. وتشمل هذه التحديات ما يلي، على سبيل المثال لا الحصر:

كما أن محدودية الوصول إلى المناطق المتضررة بالنزاعات بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة يمكن أن تجعل الوصول إلى السكان المتضررين وجمع بيانات دقيقة أمرًا صعبًا.

ويؤدي النزوح والتنقل وتحرّك الناس بشكل متكرر داخل الحدود وعَبرها إلى صعوبة تتبع وجمع البيانات عن الفئات السكانية المُعرضة للمخاطر والأشد تأثرًا بها بمرور الوقت.

ويمكن أن تعوق محدودية البنية التحتية والموارد، بما في ذلك الاتصال الثابت بالإنترنت وتوفر الكهرباء والنقل، جمع البيانات وتخزينها ونقلها في الوقت المناسب وبكفاءة.

ويمكن أن يؤدي تفتت جهود جمع البيانات إلى عدم اتساق منهجيات جمع البيانات ومؤشراتها، مما يجعل من الصعب مقارنة البيانات وتحليلها في نطاق جهود الاستجابة والبلدان/الأراضي، وقد يعوق جودة البيانات بوجهٍ عام.

ولمواجهة هذه التحديات وتحسين رصد العمل الصحي الإنساني في إقليم شرق المتوسط، تكاتفت المنظمة وجامعة جونز هوبكنز وشرعتا في مشروع تعاوني. وكان الهدف الرئيسي من ذلك هو وضع إطار إقليمي لرصد الاستجابة، لقياس فعالية الاستجابة الإنسانية المستمرة على الصعيدين القُطري والإقليمي.

ورَكَّزَ مشروع رصد الاستجابة على توحيد المؤشرات، وهو نَهج يُركز على النتائج ويُشجّع على التحوّل من التركيز الضيق على المدخلات والنواتج إلى تقييم أوسع نطاقًا لكفاءة وفعالية وتوقيت التدخلات واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات. ويهدف هذا النهج إلى تعزيز استخدام البيانات من أجل عمليات مستنيرة، وتخطيط وتصحيح المسار.

المشروع التجريبي يحقق نجاحًا في بناء القدرات

نجح تجريب المشروع، الذي تكشَّف خلال مرحلة البدء ومرحلة التنفيذ، في 4 من بلدان الإقليم وأراضيه، وهي: الأرض الفلسطينية المحتلة، والصومال، وسوريا، واليمن. وأُحرِزَ تقدم كبير خلال المرحلتين في بناء قدرات رصد الاستجابة في المواقع التجريبية، مما مكّن المنظمة من تتبع فعالية العمل الصحي الإنساني على نحوٍ أفضل - وتحديد المجالات التي تتطلب مزيدًا من الاهتمام والتحسين.

وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ: «لقد أحرز المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تقدمًا جيدًا في مبادرة رصد الاستجابة خلال مرحلتها التجريبية». «وباستخدام هذا الإطار، يمكن للمنظمة أن ترصُّد على نحو أفضل فعالية استجابتها في الأوضاع الإنسانية، ومن ذلك تتبُّع التقدُّم المحرز في المقاييس الرئيسية بمرور الوقت، ومقارنة التقدُّم المحرز بالمعايير والغايات الدولية. ويتمثل هدفنا في اعتماد هذا النهج إطارًا تنظيميًا لرصد فعالية العمل الصحي الإنساني."

حلقة عمل إقليمية حول تحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة، عَمان، الأردن، كانون الأول/ديسمبر 2021. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

حلقة عمل إقليمية حول تحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة، عَمان، الأردن، كانون الأول/ديسمبر 2021. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

حلقة عمل إقليمية حول تحسين القدرة على الرصد في الأوضاع الإنسانية الهشة، عَمان، الأردن، كانون الأول/ديسمبر 2021. مصدر الصورة: برنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية

كشف تقييم للجدوى أُجري في إطار هذا المشروع عن وجود تباينات في القدرة على جمع البيانات عن الإطار والإبلاغ عنها داخل البلدان والأراضي وفيما بينها على حدٍ سواء. ففي اليمن، على سبيل المثال، تبيّنَ أن 44% فقط من المؤشرات يمكن استخدامها في جنوب اليمن، في حين أن 28% فقط من المؤشرات يمكن جمعها والإبلاغ عنها في شمال البلاد. وقد أبرَزَ ذلك الحاجة إلى مزيد من الاستثمار والجهود لتأهيل البيئات الهشة والمتضررة من النزاعات والمُعرَّضة للخطر. ومن المقرر تنفيذ هذا العمل في المرحلة التالية من المشروع، إلى جانب إمكانية توسيع نطاقه ليشمل البيئات الأخرى الهشة والمتضررة من النزاعات والمُعرَّضة للخطر في الإقليم وخارجه، بما في ذلك جنوب السودان وأوكرانيا.

واستكمالًا لرصد الاستجابة على المستوى القُطري، فقد نفذت المنظمة أيضًا نظام رصد توافر الموارد الصحية (HeRAMS) في 6 من بلدان الإقليم وأراضيه. وتسمح هذه الأداة بجمع وتحليل بيانات عن أداء المرافق الصحية لوظائفها، وقدراتها، وموظفيها. ويُعدُّ نظام رصد توافر الموارد الصحية مصدرًا قيّمًا للبيانات لأكثر من 60% من المؤشرات التي يتطلبها إطار رصد الاستجابة تأتي من نظام رصد توافر الموارد الصحية. ويزداد يومًا بعد يوم استخدام البيانات المُجمَّعة من خلال ذلك النظام لتحديد الثغرات التي تشوب إتاحة الخدمات ولاستهداف الأولويات التشغيلية.

ويُظهر نجاح هذه المبادرة التعاونية بين المنظمة وجامعة جونز هوبكنز الإمكانات والحاجة إلى تعزيز القدرة على رصد الاستجابة في الأوضاع الإنسانية والبيئات الهشة والمتضررة من النزاعات والمعرضة للخطر. وقد وُضعت خطط للاستدامة والتوسع، وتُبذَل الجهود للحفاظ على المكاسب التي تحققت في المواقع التجريبية، وتوسيع نطاق المبادرة لتشمل جميع البيئات الهشة والمتضررة من النزاعات والمعرضة للخطر داخل إقليم شرق المتوسط، وكذلك سائر أقاليم المنظمة.