المركز الإعلامي | الأخبار | كلمة الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في مائدة مستديرة بشأن تثقيف العاملين الصحيين وتدريبهم في مجال مقاومة مضادات الميكروبات المنامة، البحرين

كلمة الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في مائدة مستديرة بشأن تثقيف العاملين الصحيين وتدريبهم في مجال مقاومة مضادات الميكروبات المنامة، البحرين

أرسل إلى صديق طباعة PDF

5 آب/ أغسطس 2025

أصحاب المعالي والسعادة، الزملاء الأعزاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إنه لمن دواعي سروري أن أنضم إليكم اليوم في هذه المائدة المستديرة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وتثقيف القوى العاملة الصحية، التي تنعقد في توقيت بالغ الأهمية.

وأتقدم بجزيل الشكر إلى الدكتور سعد آل فهيد، رئيس جامعة الخليج العربي، على حسن تنظيم هذا اللقاء العلمي، وأعرب عن عميق امتناني للدكتورة جميلة السلمان، رئيسة المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات، لقيادتها الملهمة.

ولا تزال مقاومة مضادات الميكروبات من أبرز التحديات الصحية المصيرية التي نواجهها في عصرنا. ففي عام 2021 وحده، أودت هذه المقاومة بحياة أكثر من ستة وتسعين ألف شخص في إقليم شرق المتوسط، وكان ثلثهم تقريبًا من الأطفال دون سن الخامسة.

ولا تزال نظم الترصد تعاني من نقص واضح في شتى أنحاء إقليمنا، فيما يشهد الإشراف على التشخيص قصورًا ملحوظًا. كما أن الحصول المنصف على المضادات الحيوية الجيدة أمر غير مضمون، حيث تعترضه سلاسل الإمداد المتعثرة، وتزيد من تعقيده ممارسات البيع العشوائي دون وصفات طبية، مما يفضي إلى الاستخدام غير الملائم لهذه الأدوية الحيوية.

ومع ذلك، فإن بشائر التقدم تلوح في الأفق. فهناك اعتراف متنام بأهمية الوقاية من العدوى ومكافحتها، والتطعيم، وبرامج المياه والإصحاح والنظافة الشخصية، بوصفها أدوات جوهريةً في الوقاية من مقاومة مضادات الميكروبات. وقد وضعت معظم الدول الأعضاء تقريبًا خطط عمل وطنية، وهو ما يبرهن على وجود إرادة سياسية راسخة.

وتسعى بلدان الإقليم إلى إدماج تصنيف منظمة الصحة العالمية للمضادات الحيوية وفقًا لفئات الإتاحة والمراقبة والاحتياط في قوائمها الدوائية الأساسية، كما يشهد التنسيق في إطار نهج "الصحة الواحدة" تطورًا مطردًا.

غير أن إنجاح هذه المساعي يتطلب قوىً عاملةً صحيةً مؤهلةً وممكنةً ومدعومةً بالكامل. لذلك فإن التثقيف والتدريب يشكلان خط المواجهة الأول في هذه الجهود.

ويتعين على المهنيين الصحيين في المستقبل - سواءً أكانوا يصفون الأدوية أم لا - أن يلموا بالأسس العلمية للأدوية المضادة للميكروبات، وأساليب الوقاية من العدوى، وفنون التواصل مع المجتمعات المحلية، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لمضادات الميكروبات.

وقد أعدت المنظمة مجموعةً متكاملةً من الأدوات لمساندة الدول الأعضاء، تشمل إطارًا للكفاءات المطلوبة، وتوجيهات بشأن المناهج الدراسية، وأدوات تقييم للمؤسسات الطبية. ويجب الآن توظيف هذه الأدوات لمراجعة وتحسين البرامج التعليمية بطريقة منهجية ومنظمة.

وتضطلع المراكز المتعاونة مع المنظمة بدور محوري في هذه المساعي، ولا سيما تلك الموجودة في جامعة الخليج العربي وجامعة البحرين. فهي بمثابة مراكز للمعارف ومحركات لبناء القدرات الوطنية وتفعيلها على أرض الواقع.

إن التزامكم الراسخ بالاستثمار في القوى العاملة الصحية وتعزيز آليات الإشراف له أهمية بالغة. وتقف المنظمة على أهبة الاستعداد لدعمكم من خلال مبادرتنا الإقليمية الرئيسية بشأن الاستثمار في قوىً عاملة صحية قادرة على الصمود في وجه التحديات وخدمة الجميع في المستقبل.

كما يتضمن الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 وتعهدات جدة ولايةً قويةً وطموحةً. ويجري حاليًا إعداد مسودة خطة عمل عالمية جديدة. وإنني على يقين من مساهمتكم الفاعلة والاستباقية في هذه العملية، بما في ذلك خلال المشاورة الإقليمية المرتقبة للدول الأعضاء بشأن مسودة خطة العمل العالمية، المزمع عقدها في شهر أيلول/ سبتمبر.

إن مقاومة مضادات الميكروبات ليست مجرد تحد ميكروبي محدود، وإنما هي مسألة تتعلق بالنظم، وتستوجب التعامل معها بروح الفريق الواحد.