المركز الإعلامي | الأخبار | استئصال شلل الأطفال: المندوبون يجددون التزامهم بتكثيف الجهود في الدورة التاسعة والستين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط

استئصال شلل الأطفال: المندوبون يجددون التزامهم بتكثيف الجهود في الدورة التاسعة والستين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط

أرسل إلى صديق طباعة PDF

Dr Hamid Jafari

الثلاثاء 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 - استعرض أعضاء اللجنة الإقليمية الفرعية المعنية باستئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته في إقليم شرق المتوسط التقدم المحرز مؤخرًا خلال الدورة التاسعة والستين للّجنة الإقليمية. وكان هذا هو الاجتماع السادس للجنة الفرعيةمنذ أن تشكلت خلال الدورة السابعة والستين للّجنة الإقليمية .

وأكدت الدول الأعضاء والشركاء مُجدَدًا خلال الاجتماع على التزامهم بتحرير الأجيال الحالية والمقبلة من الأطفال من شلل الأطفال، ودعوا إلى بذل جهود متواصلة للقضاء نهائيًا على شلل الأطفال، بما في ذلك جيوب فيروس شلل الأطفال البري التي لا تزال موجودة في أفغانستان وباكستان.

ونفذ ممثلو شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والمديرين الإقليميين من مَكتَبَيّ منظمة الأمم المتحدة للطفولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا تدخلات لدعم العمل المستمر للقضاء على شلل الأطفال في الإقليم. وشملت الدول الأعضاء المُمَثَلة بالحضور الشخصي أو الإلكتروني البحرين وجيبوتي ومصر وجمهورية إيران الإسلامية والعراق ولبنان وعُمان وباكستان وفلسطين وقطر والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن.

وقدَّم الدكتور حامد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال في الإقليم، آخر المستجدات للدول الأعضاء حول جهود وقف سراية كلٍ من فيروسات شلل الأطفال البرية والمتحورة في إقليم شرق المتوسط. ومنذ استئناف حملات التطعيم على مستوى البلد في أفغانستان الدورة الثامنة والستين للّجنة الإقليمية، نفَّذ الإقليم حملات للاستجابة للفاشية باستخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2 (nOPV2)، وأدت الجهود المتضافرة والمستمرة إلى إغلاق فاشية فيروس شلل الأطفال في السودان وحدَث شديد الخطورة في جمهورية إيران الإسلامية.

وأطلع الدكتور جعفري الدول الأعضاء على الوضع الوبائي في آخر بلدين في الإقليم، وهما أفغانستان وباكستان، يعانيان سراية فيروس شلل الأطفال البري. وعلى الرغم من زيادة حالات الإصابة في عام 2022، فقد أدت الجهود المتضافرة في باكستان إلى وجود سلالة فيروس واحدة فقط على قيد الحياة في جنوب خيبر باختونخوا. وتتمثل أهم أولويات باكستان الآن في وقف سراية شلل الأطفال المتوطن في جنوب خيبر باختونخوا، وإطلاق حملات الاجتثاث المكثفة في أية منطقة تكتشف فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1، ومنع سرايته في المناطق شديدة الخطورة.

خطواتٌ عظيمة

Afghani kid vaccinated against polioفي أفغانستان، أدت زيادة إمكانية الوصول إلى الأطفال إلى تغيير قواعد اللعبة. فأمام البرنامج الآن فرصة لتركيز الجهود على وقف السراية في الإقليم الشرقي ومنع امتداد الفيروس من خيبر باختونخوا في باكستان إلى جنوب شرق أفغانستان ومن الإقليم الشرقي إلى باكستان. وتتمثل محاور تركيز البرنامج الحالية في الوصول إلى الأطفال الذين فاتهم التطعيم، وتعزيز التنسيق عبر الحدود، وبناء الشراكات مع البرنامج الأساسي للتمنيع والمنظمات التي تقدم الخدمات الإنسانية.

‏وقال الدكتور يعقوب المزروع، بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، أنه على الرغم من أن إقليم شرق المتوسط هو الإقليم الأخير من أقاليم منظمة الصحة العالمية الذي يتوطن به فيروس شلل الأطفال ويواجه أزمات وتحديات إنسانية متكررة، إلا أنه قد حقق خطوات عظيمة نحو استئصال شلل الأطفال‎.

وفي معرض إشارته إلى أن 20 بلدًا من بُلدان الإقليم البالغ عددها 22 بلدًا قد حققت معايير البرنامج للإشهاد على استئصال شلل الأطفال، حثَّ الدكتور المزروع الدول الأعضاء على مواصلة تكثيف الترصُّد بسبب ازدياد خطر انتشار فيروس شلل الأطفال.

كما شرح الدكتور المزروع الابتكارات الحديثة في اللجنة الإقليمية للإشهاد، بما في ذلك النظام الإلكتروني الرائد للتبليغ عن الإشهاد سنويًا. وسيضم المستودع، الذي هو جزءٌ من تراث برنامج الاستئصال، تقارير الإشهاد ومعلومات عن تجارب البلدان في استئصال شلل الأطفال، مما يسمح بتحليل البيانات التفصيلية والسريعة وتوفير الوقت من خلال تسهيل تقديم استجابات أسرع.

وأوضحت معالي الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة بقطر والرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية لاستئصال شلل الأطفال والفاشيات، أن الوضع الوبائي في الإقليم قد تطور خلال الأشهر القليلة الماضية. وقد أدى انخفاض مستوى سراية فيروس شلل الأطفال البرّي الذي استمر في بعض الأماكن إلى ارتفاعات في حالات الإصابة، واستمرت متحورات فيروسات شلل الأطفال التي تنتشر عبر الحدود في بعض البلدان.

وفي ظل ما تواجهه عدة بلدان في الإقليم من حالات طوارئ مُعقَّدة ومتعددة المستويات - من كوارث طبيعية وصراعات إلى جانب الأزمات الصحية - فقدت أصبحت اللقاحات أكثر بُعدًا عن متناول العديد من الأطفال. وقد ألقى الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الضوء على الآثار المترتبة على ذلك بالنيابة عن معالي الدكتور عبد الرحمن محمد العويس، الرئيس المشارك للجنة الفرعية الإقليمية لاستئصال شلل الأطفال والفاشيات.

وأكَّد الدكتور كريس إلياس، رئيس مجلس مراقبة شلل الأطفال ورئيس التنمية العالمية في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، أن أحد الخيوط المشتركة بين فاشيات فيروس شلل الأطفال الجارية في الإقليم هو محدودية الوصول إلى جميع الأطفال. وشدد على أن البرنامج الوطني لمكافحة شلل الأطفال لم يتمكن من الوصول إلى جميع الأطفال بلقاح شلل الأطفال الفموي بسبب "مزيج مأساوي من انعدام الأمن والعنف وانعدام الإرادة السياسية ورفض المجتمع". وأكَّد مُجددًا أن برنامج مكافحة شلل الأطفال لا يواجه تحديًا تقنيًا، حيث إن لقاحات شلل الأطفال تحقق الغرض منها، ولكنه يتطلب القدرة على إيصال اللقاحات إلى جميع الأطفال بصورة عاجلة.

ونظرًا لزيادة حركة السكان وفيروسات شلل الأطفال عبر الحدود، أكد جميع الشركاء مُجددًا التزامهم بتكثيف الجهود الرامية إلى القضاء على شلل الأطفال في الإقليم. واتفقوا على توسيع نطاق الاستراتيجيات والتكتيكات، بما في ذلك ترصُّد شلل الأطفال والوصول إلى الأطفال، لضمان عدم إتاحة الفرصة لانتشار فيروسات شلل الأطفال.

وتحظى الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء للقضاء على انتشار شلل الأطفال بدعم ثابت من الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.