المركز الإعلامي | الأخبار | الاستثمار في الترصد الجينومي: أولوية للإقليم

الاستثمار في الترصد الجينومي: أولوية للإقليم

أرسل إلى صديق طباعة PDF

genomic-sequencing-1

19 أيلول/سبتمبر 2022 - بدعم من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أصبح لدى 21 بلدًا في الإقليم الآن قدرة محلية على إجراء تسلسل الجينوم - وهي أداة بالغة الأهمية لفهم فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2) ومتغيرات الفيروس التي تثير القلق - وتطور مسببات الأمراض المستجدة الأخرى وانتشارها.

ومنذ ظهور جائحة كوفيد-19، يُقدِّم المكتب الإقليمي دعمًا مستمرًا إلى البلدان من خلال توفير آلات متقدمة للتسلسل الجينومي، وتدريب القوى العاملة الصحية في مجال المعلوماتية البيولوجية وعلم الجينوم، وتعزيز الموارد المالية، وضمان توافر الكواشف والإمدادات الأساسية الأخرى.

وقد آتت هذه الجهود ثمارها، حيث استطاع 11 بلدًا في الإقليم بناء قدراتها على إجراء الترصد الجينومي الروتيني من الصفر، استجابةً لآثار كوفيد-19 على الصحة العامة في جميع أنحاء الإقليم.

وحتى في البلدان التي لم يكن فيها التسلسل الجينومي متاحًا في بداية الوباء، قدَّم المكتب الإقليمي دعمًا لوجستيًا لشحن عينات للتسلسل في الخارج للمراكز المتعاونة مع المنظمة في الإقليم. وقد أتيح هذا الدعم الجوهري إلى 10 مختبرات في 9 بلدان.

وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير البرنامج الإقليمي للطوارئ بالمنظمة لإقليم شرق المتوسط: "أبلغ إقليمنا حتى الآن عن أكثر من 23 مليون حالة إصابة مؤكدة بمرض كوفيد-19 مع ما يقرب من 348 117 وفاة مرتبطة بالمرض. ولم تنته الجائحة بعد، ولا نزال نتلقى تقارير يومية عن حالات إصابة ووفيات» وأضاف: "بدون تعزيز الرصد وعلم الجينوم، لن نتمكن من تحديد الموجة المقبلة أو ظهور متغير جديد أو متابعة ذلك. ببساطة تامة، يتيح لنا التسلسل الجينومي الأفضل فهم الفيروس ومراقبته بصورة أفضل، واستهداف تدابير مكافحة الأمراض لدينا بدقة أكبر".

ما هي أهمية الترصُّد الجينومي؟

تتجاوز أهمية الرصد الجينومي - الذي أثبت أيضًا دوره الحيوي في التصدي لانتشار جُدري القرود - الكشف عن كوفيد-19، لأنه يُمكّن أيضًا من المتابعة المستمرة لمسببات الأمراض إلى جانب تحليل أوجه تشابهها واختلافها من الناحية الجينية. وهذا يساعد الباحثين وأخصائيي الأوبئة ومسؤولي الصحة العامة على رصد تطور عوامل الأمراض المعدية، والتنبيه بشأن انتشار مسببات الأمراض، ووضع تدابير مضادة مثل اللقاحات.

وأدى وصول كوفيد-19 إلى جميع أنحاء العالم وإلى الإقليم إلى زيادة وتيرة تعزيز الترصد الجينومي. وبناءً على ذلك، أصبح من الأولويات القصوى في جدول أعمال المنظمة للاستجابة أن تؤدي دورًا أساسيًا في الكشف عن تطور فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2) وطفرات هذا الفيروس وتنوعه الجينومي، وتحديده وفهمه.

منظمة الصحة العالمية تكشف عن الاستراتيجية العالمية للترصد الجينومي (2022-2032)

في مارس 2022 أصدرت المنظمة إطارًا عالميًا توحيديًا مدته 10 سنوات لتعزيز الترصد الجينومي القُطري والإقليمي والعالمي وهذا الإطار لا يخص مسببًا مُحددًا من مسببات الأمراض أو تهديدًا بمرض من الأمراض. وتهدف تلك الاستراتيجية إلى ربط الرصد القوي لمسببات الأمراض وإدراجه في نُظُم الترصد الأوسع نطاقًا، والكشف عن فرص تعزيز القدرات والنُظُم وإقامتها، وجمع الشركاء والأطراف المعنية معًا للعمل على وضع رؤية مشتركة. وتتضمن الاستراتيجية 5 أهداف جوهرية ستدعم تحقيق الهدف العام.

بلدان الإقليم: القيادة بالقدوة الحسنة

بعد الزيادة الكبيرة في القدرات التشخيصية الجزيئية لفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2) في البلد، والتي تُمكِّن من إجراء ما يصل إلى 000 250 اختبار في اليوم، أقر المركز الوطني للإنفلونزا بوزارة الصحة في المغرب في وقت مبكر بأن الحاجة إلى إجراء تسلسل لهذا الفيروس آخذة في الازدياد أيضًا. ولمعالجة ذلك، أنشأ المغرب اتحادًا وطنيًا يضم أربعة مختبرات - مختبران عامان ومختبران خاصان - لتغطية مختلف المناطق الجغرافية في البلد.

وفي عُمان، يعمل مختبر الصحة العامة المركزي التابع لوزارة الصحة كمختبر مرجعي إقليمي لمنظمة الصحة العالمية لكوفيد-19. وقد تعاون المختبر مع شركاء أكاديميين محليين ووطنيين لتعزيز قدرات القوى العاملة، وزيادة التغطية الوطنية للترصد الجينومي، ووضع خوارزميات لاختيار الحالات بغرض متابعة التسلسل الجيني للفيروس، حتى يتسنى فهم الاتجاهات الفيروسية المرتبطة بمختلف المجموعات السكانية الفرعية، مثل المسافرين والمرضى المصابين بأمراض خطيرة والحالات من مختلف المناطق الجغرافية فهمًا جيدًا.

وفي المملكة العربية السعودية، بُذلت جهود هائلة لتوسيع نطاق الترصد الجينومي بحيث يمكن فهم ديناميات الفيروسات في جميع المناطق الجغرافية في البلد والنظر في الأنماط بين الحالات الشديدة والحالات المتعلقة بالسفر وحالات ما بعد التطعيم وحالات عودة العدوى.

والسودان هو البلد الوحيد المتبقي في الإقليم الذي لا يزال يتلقى الدعم من مختبرات الإحالة الإقليمية والدولية الأخرى. وسوف تواصِل منظمة الصحة العالمية تعزيز القُدُرات الإقليمية والوطنية في مجال متابعة التسلسل الجيني للفيروس من خلال تقديم الدعم التقني إلى بلدان الإقليم، وكذلك الدعوة إلى استدامة هذه القُدُرات على الأمدين القصير والمتوسط.

وقال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، مدير برنامج التأهب لأخطار العدوى، وبرنامج الطوارئ الصحية الإقليمية التابع لمنظمة الصحة العالمية: "لقد استثمرنا جميعًا في التسلسل الجينومي الوطني، وإنه لأمر رائع أن نصل إلى هذه المرحلة الرئيسية." "وسنتمكن من خلال هذه الأداة الحيوية من صياغة فهم أوضح واستخلاص استنتاجات دقيقة حول مكان انتشار الفيروس وكيفية تطوره. ولذلك، فإننا نحث البلدان على الاستفادة من هذا الإنجاز بمواصلة خدمات الفحص ومتابعة التسلسل الجيني للفيروس".

الروابط ذات الصلة

الاستراتيجية العالمية للترصد الجينومي لمسببات الأمراض التي قد تتحول إلى جوائح أو أوبئة 2022-2032

إقليم شرق المتوسط ينظر في التسلسل الجينومي ومستقبله في إطار الترصُّد المتكامل للفيروسات التنفسية