المركز الإعلامي | الأخبار | تفاقم الأثر الصحي مع وجود أكثر من 000 780 لاجئ سوري في لبنان

تفاقم الأثر الصحي مع وجود أكثر من 000 780 لاجئ سوري في لبنان

أرسل إلى صديق طباعة PDF

الدكتور بالادلي، منسق منظمة الصحة العالمية الإقليمي لحالات الطوارئ ، مع مرح، وهي لاجئة سورية، في مستوطنة للاجئين في طرابلس، لبنانالدكتور بالادلي، منسق منظمة الصحة العالمية الإقليمي لحالات الطوارئ ، مع مرح، وهي لاجئة سورية، في مستوطنة للاجئين في طرابلس، لبنان

14 تشرين الأول/أكتوبر 2013، منذ اندلاع الأزمة السورية، شهد لبنان ارتفاعا سكانياً بنسبة الثلث تقريبا. ولأكثر من عامين حاول جيران سوريا التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين الذي طال أمده. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين (UNHCR) فإن أكثر من 780000 لاجئ، 76 ٪ منهم من النساء والأطفال، قد فروا من سوريا إلى لبنان.

ومع تزايد أعداد اللاجئين، يجري استنزاف الموارد المحلية والحكومية بمستويات لم يسبق لها مثيل، لاسيما في القطاع الصحي. وفي لبنان، كما هو الحال في جميع البلدان المضيفة الأخرى في أنحاء الإقليم، فإن اللاجئين السوريين في حاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، ويعاني كلا من اللاجئين والمعرضين للخطر من السكان المحليين من صعوبة الحصول على الخدمات الصحية الجيدة. وهذا يشكل مصدر قلق كبير لمنظمة الصحة العالمية والشركاء في القطاع الصحي.

"ونحن نؤمن أنه ينبغي تأمين الحصول على الرعاية الصحية الجيدة للجميع. وعلينا التأكد من أن شبكة الرعاية الصحية الأولية ليست فقط قادرة على التعامل مع أولئك الذين يستطيعون الدفع، بل أيضاً مع الفئات اللبنانية المحتاجة واللاجئين السوريين، والذين يشكلون حاليا ثلث مجمل سكان لبنان. وإن تعزيز الأسلوب العادل في تقديم الخدمات الصحية الأساسية يعد أمراً بالغ الأهمية للتقليل من الأعمال العدائية بين الطوائف المختلفة"، هكذا قال الدكتور بيير باولو بالادلي، منسق الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، والذي كان في لبنان لتقييم الوضع الإنساني هناك.

" نحن نؤمن بأن الحصول على الرعاية الصحية الجيدة ينبغي تأمينه للجميع. وعلينا التأكد من أن شبكة الرعاية الصحية الأولية قادرة على التعامل مع الجميع وليس مع القادرين على الدفع فقط، وبخاصة مع وجود مجتمعات لبنانية في حاجة للخدمات بجانب اللاجئين السوريين، الذين يشكلون حاليا ثلث إجمالي سكان لبنان، ولهذا فإن تعزيز نهج عادل لتوفير الخدمات الصحية الأساسية يعد أمراً بالغ الأهمية للتقليل من الأعمال العدائية بين الطوائف." هكذا قال الدكتور بيير باولو بالادلي، منسق الطوارئ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الذي كان في لبنان لتقييم الوضع الإنساني هناك.

وفي محاولة لتخفيف بعض العبء على النظام الصحي في لبنان، شرع عدد من وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية سواء الدولية أو الوطنية في برامج وتدخلات تدعم مباشرة وزارة الصحة العامة. وقامت كل من الهيئة الطبية الدولية، وأطباء بلا حدود، ومنظمة إنقاذ الطفولة بإدارة عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء البلاد، للحد من عبء الموارد المالية والبشرية. وبالمثل، قامت منظمات، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومفوضية شؤون اللاجئين، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم التقني والمالي لمراكز الرعاية الصحية الأولية، والخدمات الصحية النفسية، وخدمات الإعاقة، ونظم الإنذار المبكر، ورعاية الأم والطفل، والأدوية واللقاحات.

إن التطعيمات هي الوسيلة الأساسية للحفاظ على صحة اللاجئين السوريين في لبنان. ولكن معدلات التمنيع الحالية بين الأطفال أقل من عمر 3 سنوات منخفضة للغاية. وتشمل التحديات الصحية الأخرى ذات الأولوية ارتفاع معدل انتشار الأمراض السارية وغير السارية، والحمل غير المرغوب فيه، والإجهاض، والعمليات القيصرية بين اللاجئات.

إن الوضع بالنسبة للاجئين السوريين في لبنان يتفاقم على نحو متزايد. تقول حليمة وهي أم سورية من اللاجئات وهي تتحدث عن ابنتها مرح البالغة 10 أعوام: "لقد تم تطعيم طفلتي، ولكن كان علينا أن ندفع ثمن ذلك". إني أريد أفضل شيء لطفلتي. وذكرت حليمة أن ابنتها كانت تذهب إلى المدرسة، ولكن هذا العام قيل لهم إن العدد مكتمل، لذلك سيكون من المستحيل أن تتلقى مرح أي نوع من التعليم. حليمة ومرح تعيشان في مستوطنة للاجئين خارج طرابلس. ويصف موظفو الصحة الميدانيين المحليين المكان الذي تعيش فيه حليمة ومرح بأنه "جيد جدا"، وهذا فقط للمقارنة بمستوطنات اللاجئين الأخرى. مع أنهما تعيشان في خيمة صغيرة، بجانب مجمع لتفريغ القمامة.

وعلى الرغم من الجهد المستمر الذي تبذله بلا هوادة وزارة الصحة العامة وغيرها من شركاء القطاع الصحي، لا تزال هناك ثغرات وأوجه نقص كثيرة. وقد وفرت حكومة لبنان مؤخرا التطعيم المجاني ضد الحصبة وشلل الأطفال. وبالمثل، اجتمع العاملون في مجال الرعاية الصحية معا بغية التخطيط الاستراتيجي للقيام بمزيد من التدخلات، وتبادل المعلومات الحيوية، والتصدي لأوجه النقص والثغرات التي لا تزال قائمة. ومع قرب حلول فصل الشتاء، سيتفاقم احتمال تعرض اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم للأمراض نظرا لظروفهم المعيشية، وسيتعرضون لمخاطر التهابات الجهاز التنفسي وسوء التغذية.