المركز الإعلامي | الأخبار | بناء عالمٍ قادرٍ على الصمود معًا: هيئة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بالتأهب للجوائح

بناء عالمٍ قادرٍ على الصمود معًا: هيئة التفاوض الحكومية الدولية المعنية بالتأهب للجوائح

أرسل إلى صديق طباعة PDF

10 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - في كانون الأول/ ديسمبر 2021، اتخذت جمعية الصحة العالمية خطوة مهمة بإنشاء هيئة تفاوض حكومية دولية كُلِّفت بصياغة مشروع اتفاق أو اتفاقية أو وثيقة دولية أخرى والتفاوض بشأنها بموجب دستور منظمة الصحة العالمية. ويهدف هذا المسعى التاريخي إلى تعزيز الجهود العالمية للوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وترتكز مهمة هيئة التفاوض بشكل راسخ على مبادئ الشمول والشفافية والكفاءة وقيادة الدول الأعضاء وتوافق الآراء. 

ويمثل هذا المسعى التاريخي التزامًا موحدًا من جانب الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بالتعاون على نطاق عالمي. وقد أظهرت التجارب الماضية التي شهدها العالم أن مواجهة التحديات، مثل جائحة كوفيد-19، تستلزم تعاونًا دوليًا، وتجاوُز الانعزالية والقومية. والحقيقة الواضحة هي أنه لن ينعم أحدٌ بالأمان ما لم ينعم به الجميع. وإذ استوعبت الدول الأعضاء البالغ عددها 194 دولة هذه الحقيقة، فقد عقدت العزم على العمل معًا من أجل إعداد وثيقة دولية جديدة بشأن التأهب للجوائح والاستجابة لها. 

ويدل هذا الالتزام على مَعْلَم بالغ الأهمية في رفع مستوى التأهب للجوائح إلى أعلى مستوى سياسي. وينطوي الاتفاق المتوخى، الذي يستند إلى دستور المنظمة، على إمكانية تعزيز الوثائق الدولية الصحية القائمة، ولا سيّما اللوائح الصحية الدولية. وسيكون بمثابة أساس متين نبني عليه جهودنا الجماعية للاستجابة للجوائح، ونحسّنها. 

ويتمثل أحد الجوانب الرئيسية لهذا الجهد في تعزيز نهج يشمل الحكومة بأسرها والمجتمع بأسره. وينطوي ذلك على تعزيز قدرات البلدان والأقاليم والعالم ككل وقدرتها على الصمود من أجل مكافحة الجوائح في المستقبل بفعالية. وقد ينطوي تحقيق ذلك على تعاون دولي كبير، بما في ذلك تحسين نظم الإنذار، وآليات تبادل البيانات، والجهود البحثية، وإنتاج موارد الصحة العامة الطبية الحيوية مثل اللقاحات ووسائل التشخيص ومعدات الحماية الشخصية، وتوزيعها. 

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للاتفاق الجديد أن يعترف بنهج الصحة الواحدة، مع الاعتراف بالترابط بين صحة الإنسان والحيوان والكوكب. وتحقيقًا لهذه الرؤية، ستقدم المنظمة الدعم إلى الدول الأعضاء في جهودها الجماعية وستيسر المشاركة النشطة للأطراف المعنية، ومنها المجتمع المدني والقطاع الخاص. 

ومع تقدم هيئة التفاوض الحكومية الدولية في مهمتها، يجب أن يدرك العالم أن التأهب للجوائح يتطلب قيادة عالمية ونظامًا صحيًا ملائمًا للألفية الحالية. ولتحويل هذا الالتزام إلى حقيقة واقعة، يجب أن نسترشد بمبادئ التضامن والإنصاف والشفافية والشمول والإنصاف. 

اتفاق التأهب للجوائح: بدايته وتطوره

يُعد اتفاق التأهب للجوائح جهدًا دوليًا كبيرًا بدأ استجابةً لجائحة كوفيد-19. ويهدف هذا الاتفاق إلى تعزيز التأهب للجوائح والاستجابة لها على الصعيد العالمي. وفيما يلي نقاط أساسية تتعلق بنشأته وتطوره. 

1.الوثائق الدولية: تؤدي الاتفاقات الدولية، مثل الاتفاقيات والاتفاقات الإطارية والمعاهدات، دورًا حاسمًا في التصدي للتحديات العالمية مثل الأزمات الصحية وتغير المناخ والتهديدات الأمنية.

2.اللوائح الصحية الدولية (2005): قد وُضعت هذه اللوائح، التي تنبثق من دستور المنظمة، للوقاية من انتشار الأمراض على الصعيد الدولي والحماية منه والاستجابة له، مع تقليل تعطل حركة المرور والتجارة الدولية إلى أدنى حد.

3.جائحة كوفيد-19 وأثرها: أكدت الآثار المدمرة لجائحة كوفيد-19 الحاجة إلى اتباع نهج دولي شامل للتأهب للجوائح والاستجابة لها. وقد دفعت الخسائر في الأرواح والاضطرابات المجتمعية وانتكاسات التنمية الحكومات إلى البحث عن حلول دائمة.

4.التركيز على الإنصاف: يتمحور الاتفاق المقترح حول الالتزام بضمان إتاحة أدوات الوقاية من الجوائح والرعاية الصحية والخبرة لجميع السكان بعدلٍ وإنصاف.

5.اتفاقات الدول الأعضاء في المنظمة: سبق للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية أن وضعت اتفاقات ملزمة قانونًا، منها دستور المنظمة، واتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، واللوائح الصحية الدولية لتعزيز الصحة والتعاون على الصعيد الدولي.

6.إنشاء أعمال هيئة التفاوض الحكومية الدولية: في كانون الأول/ ديسمبر 2021، قررت الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 194 دولة إنشاء هيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تضم ممثلين من جميع الأقاليم. ويتمثل الغرض من هذه الهيئة في صياغة وثيقة دولية جديدة بشأن التأهب للجوائح والاستجابة لها بموجب المادة 19 من دستور المنظمة، والتفاوض بشأن تلك الوثيقة.

7.مراحل عمل هيئة التفاوض: مرت هيئة التفاوض بمراحل متعددة من العمل، منها:

  • المرحلة الأولى من شباط/ فبراير إلى حزيران/ يونيو 2022 لوضع إجراءات عمل.
  • المرحلة الثانية من تموز/ يوليو 2022، وتشمل التركيز على العناصر المحتملة للاتفاق.
  • إعداد مسودة مفاهيمية أولية في كانون الأول/ ديسمبر 2022، لتكون بمثابة الجسر الذي يربط بين مسودة العمل والمسودة الأولية.
  • اتفاق الدول الأعضاء على أن المسودة الأولية تشكل أساسًا للمفاوضات، مع تقديم مقترحات نصية وتقارير مرحلية.

8. المشاركة والشمولية: تنطوي عملية هيئة التفاوض على إشراك الدول الأعضاء والأطراف المعنية إشراكًا نشِطًا من خلال المدخلات المكتوبة والشفوية، والمشاورات الإقليمية، والمناقشات المُركَّزة، وجلسات الاستماع العامة، والإحاطات الإعلامية المنتظمة.

9.الإطار الزمني لتقديم النتائج: تهدف هيئة التفاوض إلى تقديم نتائجها النهائية إلى جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعين في أيار/ مايو  2024.

10.  النهج التعاقبي: ركزت هيئة التفاوض على الإصدارات المتتالية من وثائق العمل، ومنها المسوّدة المفاهيمية الأولية والمسوّدة الأولية، مع إجراء مناقشات مستمرة لتحسين محتوى الاتفاق. 

ويمثّل اتفاق التأهب للجوائح، الذي يستند إلى الدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19، جهدًا دوليًا تقوده الدول الأعضاء في المنظمة لتعزيز الاستعداد والإنصاف على الصعيد العالمي في الاستجابة للجوائح. وتضطلع هيئة التفاوض بدورٍ محوري في صياغة هذا الاتفاق البالغ الأهمية والتفاوض بشأنه، بهدف اتباع نهج شامل وجامع إزاء التأهب للجوائح والاستجابة لها. 

مصادر ذات صلة

هيئة التفاوض الحكومية الدولية

https://inb.who.int/

أسئلة وأجوبة: اتفاق الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها

https://www.who.int/news-room/questions-and-answers/item/pandemic-prevention--preparedness-and-response-accord