المركز الإعلامي | الأخبار | شراكة المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية من أجل تجمعات حاشدة آمنة في رحلة الحج الإيمانية

شراكة المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية من أجل تجمعات حاشدة آمنة في رحلة الحج الإيمانية

أرسل إلى صديق طباعة PDF

شراكة المملكة العربية السعودية ومنظمة الصحة العالمية من أجل تجمعات حاشدة آمنة في رحلة الحج الإيمانية

لا ريب أن مشهد الحج في مكة، بالمملكة العربية السعودية، أمر مبهر يُلقِي بعظيم الأثر في نفوس كل من الحجيج أنفسهم، وأولئك الذين يتابعون الحدث العظيم عن بُعد، عبر شاشات التلفزيون. وبداية القول أنه ثمة أهمية روحية لهذا الحدث، ولكن ما يسترعي الانتباه بشدة أيضًا هي تلك الجهود المميزة التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية، لضمان سلامة وعافية ملايين الحجاج الذين يفدون من شتى أنحاء العالم.

ينطوي هذا الحدث الضخم على تحديات شديدة؛ فالبنية التحتية والإقامة والتكنولوجيا وإدارة الحشود كلها عوامل يمكن أن تساعد في نجاح موسم الحج، إذا ما دُرست وبُحثت جيدًا كما ينبغي. ومن المهم أيضًا إدارة التهديدات على غرار فاشيات الأمراض والمخاطر الصحية عَبْر الحدود.

وفي ضوء ما سبق، دأب المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، على العمل الدؤوب لضمان توفُّر جميع القدرات اللازمة لموسم الحج كل عام. ‏والمركز العالمي لطب الحشود في المملكة العربية السعودية، وهو أحد المراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، مركز متخصص في الإعداد للتجمعات الحاشدة وإدارتها، ومنها مثلًا الحج والعمرة‎.

ومن الممكن أن تثقل التجمعات الحاشدة كاهل الموارد المحلية، وأن تشكل مخاطر صحية، حتى وإن جرى التخطيط لها. ويتطلب التحضير لهذه الأحداث إجراء تقييمات مخاطر مسندة بالبيِّنات، وإشراك المجتمعات المحلية، وبناء القدرات المحلية.

جهود من وراء الكواليس لتقديم خدمات استثنائية

يُجرِي المركز العالمي لطب الحشود في المملكة العربية السعودية تقييمًا متعمقًا لنظام الإنذار الصحي المبكر في المملكة العربية السعودية، في معرض الاستعداد لكل موسم حج. والهدف المنشود هو تقييم مدى استعداد المركز لاكتشاف المخاطر الصحية المحتملة والاستجابة لها. ويلي موسمَ الحج استعراضٌ لاحق للإجراءات المتّخذة. ويحدد المركز العالمي، بالتعاون مع المكتب الإقليمي، مجالات التحسين ويعرض الممارسات الناجحة للأخذ بها في التخطيط مستقبلًا.

ويسلط الاستعراضُ اللاحق للإجراءات المتخذة لعام 2023 الضوءَ على الخدمات الاستثنائية التي قُدمت للحجاج، ومنها شبكة تضم 354 مرفقًا صحيًّا يعمل بها أكثر من 36000 مهني صحي و7600 متطوع. وعلاوة على ذلك نُفذت حملات تثقيفية واسعة الانتشار بشأن تدابير الصحة والسلامة. ودُعمت هذه الإجراءات بترصد صحي يقظ من أجل رصد جميع التهديدات الصحية المحتملة واكتشافها، بالإضافة إلى خدمات إسعافية متوفرة على مدار الساعة.

واضطلع مركز عمليات طوارئ الصحة العامة البالغ التطور بدورٍ محوري في تنسيق وإدارة المجموعة المتنوعة من الخدمات والأنشطة الصحية في أثناء موسم الحج. ويستطيع المركز، الذي يؤدي دور مجمع مركزي للمعلومات وبيانات الترصد، أن يضمن الاستجابة في الوقت المناسب لجميع التهديدات الصحية المحتملة.

ويأتي نجاح كل موسم حج انعكاسًا لسنوات من الخبرة في الاستعداد للتجمعات الحاشدة وإدارتها، والاسترشاد في ذلك كله بالسياسات والخطط المسندة بالبيِّنات. وتسهم الدروس المستخلصة والرؤى المستفادة من كل موسم في التحسين المستمر، وهو ما يجعل الخدمات أكثر شمولًا، ويتيح مستوى أفضل من التأهب لمواجهة التحديات المستقبلية. ‏ويظل الالتزام بسلامة الحجاج قائمًا على مدار العام، الأمر الذي يضمَن الحفاظ على هذه الرحلة الروحية العظيمة آمنةً ومُثريةً لجميع الحجاج‎.