المركز الإعلامي | الأخبار | أداة جديدة وضعتها منظمة الصحة العالمية والشركاء الأكاديميون تدعم الاستخدام المنهجي للأدلة البحثية للدراسات النوعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة العامة والمبادئ التوجيهية

أداة جديدة وضعتها منظمة الصحة العالمية والشركاء الأكاديميون تدعم الاستخدام المنهجي للأدلة البحثية للدراسات النوعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة العامة والمبادئ التوجيهية

أرسل إلى صديق طباعة PDF

القاهرة، 25 كانون الثاني/يناير 2018 - نتيجة للعمل التعاوني بين منظمة الصحة العالمية والعديد من المؤسسات الأكاديمية، أُعِدَّت أداة هامة لتبسيط استخدام الأدلة البحثية النوعية في اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة العامة. وتقدِّم سلسلة من الدراسات الأكاديمية المنشورة في مجلة «العلم التطبيقي» هذا الأسبوع أداة علمية لتقييم مدي الثقة في النتائج المستمدَّة من توليفة الأدلة النوعية. وقد صُممت الأداة المعروفة باسم سيركال CERQual (الثقة في الأدلة المستمدة من استعراضات البحوث النوعية) لمساعدة صنّاع القرار في الاستفادة من الأدلة النوعية في القرارات والسياسات المتعلقة بالرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي. سيركال هو إضافة جديدة إلى آلية غريد GRADE (آلية تحديد مستوى تقييم التوصيات وتطويرها وتقييمها)، وهي آلية منهجية واضحة لإصدار الأحكام حول جودة الأدلة البحثية وتقييم قوة توصياتها.

لماذا تُعدُّ هذه الأداة البحثية النوعية الجديدة (غريد-سيركال) مهمة؟

إن التوصيات والقرارات التي يتخذها الخبراء، والتي تضع المبادئ التوجيهية للصحة العامة تستند إلى النتائج الكمية واسعة النطاق الصادرة عن المراجعات المنهجية للدراسات التجريبية المعشاة ذات الشواهد. وهذه النتائج تقدِّم، على سبيل المثال، دليلاً على المزايا والمساوئ من استخدام نوع واحد من الدواء مقارنة بنوع آخر في معالجة أحد الأمراض. ومع ذلك، فإن اتخاذ القرارات في مجال الرعاية الصحية يتطلب أيضًا الانتباه إلى الجوانب الأخرى لتقديم الخدمات وسياق الرعاية، والتي من الأفضل استيعابها في الدراسات البحثية النوعية.

ويواجه صانعو القرار وأعضاء فريق إعداد المبادئ التوجيهية قضايا مختلفة عندما يريدون دعم توصية محتملة أو رفضها. مثل الاستفسارات حول: "ما مدى إمكانية تنفيذ التوصية ميدانيًا؟ هل سيكون هذا مقبولاً من الأطباء والممرضين وغيرهم من المهنيين الصحيين؟ كيف سيؤثر ذلك على تصور المرضى والمنتفعين من الرعاية؟ هل سيكون ذلك مقبولاً من الناحية الثقافية؟ " وتقدِّم الدراسات النوعية الفردية التي أجريت جيدًا بعض الإجابات على هذه الأسئلة، ولكنها غالبًا ما ترتبط بمواقع محدودة (مثل تصورات الأمهات والقابلات في مستشفى واحد عن نموذج جديد للرعاية). ومن القيود الأخرى أن هذه الاستفسارات كثيرًا ما تطرح طرحًا غير منهجي وغير شفاف.

ويتطلب الفهم الأعمق لهذه المخاوف إجراء استعراضات منهجية للدراسات النوعية، والمعروفة أيضاً باسم "توليفة الأدلة النوعية". ويمكن أن تساعد النتائج المستمدة من هذه التوليفات في تقديم أدلة حول آراء الناس بشأن قضايا الصحة والرعاية الاجتماعية، وما إذا كانت التدخلات مقبولة من جانب المتأثرين بها، ومدى ملائمة هذه التدخلات، ومجموعة من العوامل الأخرى التي من المرجح أن تؤثر على التنفيذ.

وفي ضوء الحاجة المتزايدة إلى هذه التوليفات من أجل استنباط القرارات المتعلقة بالسياسات الصحية والاجتماعية، من المهم وضع مفاهيم وأدوات منهجية لتوجيه مستوى الثقة في نتائج التوليفات النوعية. ومن ثَمَّ، فإن نهج غريد-سيركال يُعَدّ تطورًا هامًا. فهو يساعد صانعي القرار على الاعتماد على التوليفات النوعية من خلال بيان مدى الثقة التي يجب أن يضعوها في كل نتيجة. ومن المأمول فيه، مع اتباع نهج سيركال، زيادة التشجيع على الاستفادة من الأدلة النوعية بدرجة أكبر في عمليات صنع القرارات الصحية على الصعيدين الوطني والعالمي.

وقالت سوزان ل. نوريس، أمينة لجنة استعراض المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية، بمناسبة نشر سلسلة من البحوث الأكاديمية حول الأداة "إن الاعتراف يتزايد بأهمية البيانات النوعية عند إصدار التوصيات في مجال الصحة العامة، لأنها يجب أن تبرز أن هذه التوصيات تفوق بكثير التوازن بين المنافع والأضرار الناجمة عن أحد التدخلات إذا ما قيست كميًا. فالبيانات المتعلقة بالمقبولية والجدوى، على سبيل المثال، لا تقدَّر بثمن عند صياغة التوصيات، وعند تكييفها مع السياق المحلي، وقد كان نهج سيركال مهمًا في مساعدتنا على استخدام الأدلة النوعية استخدامًا مناسبًا".

وقد بدأ تطوير هذا النهج في عام 2010، استجابة لحاجة المنظمة إلى تحسين نوعية مبادئها التوجيهية والاستفادة منها. ويُستخدم نهج غريد-سيركال بالفعل في المبادئ التوجيهية التي نشرتها منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني للتميز الصحي والرعاية في المملكة المتحدة والمجلس السويدي لتقييم التكنولوجيا الصحية ومبادرة المفوضية الأوروبية بشأن سرطان الثدي. ويقوم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بتعزيز الاستفادة من هذه الأدوات وتيسيرها حرصًا على اتخاذ قرارات مستنيرة في ميدان الصحة العامة.

وأوضح الدكتور آرش رشيديان، الباحث المشارك في الدراسات ومدير المعلومات والأدلة والبحوث في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، قائلًا: "هذا جزء مثير من العمل. فنهج سيركال يطرح للحوار الآراء والمخاوف الهامة في وضع السياسات وتنفيذها، ولكن كثيرًا ما يجري تجاهله عند تقديم التوصيات. والأهم من ذلك، أنه يقدِّم نهجًا منتظمًا وشفافًا للنظر في الأدلة النوعية. وخلال الدورة الرابعة والستين للّجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي عُقدت في إسلام آباد، باكستان، في تشرين الأول/أكتوبر 2017، قرَّر وزراء الصحة في الإقليم ومنظمة الصحة العالمية تعزيز جهودهم الرامية إلى إضفاء الطابع المؤسسي على استخدام الأدلة البحثية في صنع السياسات الصحية . ومن ثَمَّ، فإن هذا أيضًا يُعدُّ تطورًا في وقت مناسب في هذا الاتجاه".

‏ملاحظة إلى المحررين‎:

سلسلة من سبع أوراق أكاديمية عن أداة غريد-سيركال، نُشِرت في مجلة العلم التطبيقي

تقدِّم هذه السلسلة إرشادات مُفصّلة حول كيفية تطبيق نهج غريد-سيركال. وتقدِّم الورقة 1 لمحة عامة عن الأساس المنطقي والأساس المفاهيمي لنهج سيركال، وكيفية تطوير النهج وأهدافه ومكوناته الرئيسية. وتناقش الأوراق البحثية 3 و4 و5 و6 و7 كل عنصر من مكونات نهج سيركال، وهذا يشمل كيفية تصور العنصر وكيفية تقييمه. وتناقش الورقة 2 كيفية إجراء تقييم شامل للثقة في نتائج المراجعة وكيفية إنشاء ملخص لجدول النتائج النوعية.

وتستهدف هذه السلسلة في المقام الأول أولئك الذين يعدّون التوليفات النوعية أو يستفيدون من النتائج التي توصلوا إليها في عمليات صنع القرار، وتتعلق أيضًا بالوكالات التي تُعِد المبادئ التوجيهية والباحثين النوعيين الأساسيين وعلماء التنفيذ والممارسين.

ويلقى تطوير الأداة تمويلًا من التحالف من أجل بحوث السياسات والنُظُم الصحية، وكوكرين، ونوراد، ومجلس البحوث في النرويج، ومنظمة الصحة العالمية.

بحوث غريد-سيركال متاحة مجاناً على موقع "العلم التطبيقي"