17 أيلول/سبتمبر 2023، بغداد، العراق - اجتاح داء الليشمانيات الجلدي، والمعروف محليًا باسم "دُملة بغداد"، أجزاء كثيرة من العراق لعقود من الزمن مما يشكل تهديدًا مستمرًا لسكانه. ويترك هذا المرض الذي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل ندوبًا دائمةً على أجساد المصابين به مدى الحياة تُذكِّرهم بشكلٍ واضحٍ بمعاناتهم مدى الحياة.
وبحلول عام 2022، كان هناك 8000 شخص في العراق، معظمهم من المناطق الريفية النائية، قد أصيبوا بهذا المرض. وفي عام 2023، وفي تحوّل غير متوقع للأحداث ظهرت الحالة الأولى في محافظة دهوك التي تخلو في العادة من ذبابة الرمل في إقليم كردستان شمال العراق. وقد يكون هذا التطور المفاجئ مرتبطًا بآثار تغير المناخ والتصحر، كما أنه يُسلِّط الضوء على إمكانية توسع انتشار هذا المرض.
وقد أدت عوامل كثيرة، منها عدم كفاية فرص الحصول على العلاج الطبي في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها، إلى تفاقم انتشار داء الليشمانيات الجلدي في العراق. غير أن الجهود التعاونية التي بذلتها وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية في العراق كانت متميزة في الحد من العدوى. وقد نُظِّمت حملات رش موسمية في المناطق الموبوءة بالمرض وقُدِّم الدعم لعلاج المرضى في الوقت المناسب.
عباس، البالغ من العمر 5 سنوات، فتى مُفعَم بالحيوية من محافظة الديوانية الجنوبية، الواقعة على بُعد 130 كم جنوب بغداد. وقد أصيب عباس بداء الليشمانيات الجلدي الذي ترك ندبة ظاهرة على وجهه الصغير. وكان والده، الذي كان في حاجة ماسة إلى العلاج لابنه، يقود سيارته مسافة تزيد عن 40 كيلومترًا للوصول إلى أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية. لكن هذه الرحلة كانت تستحق العناء لشفاء الجرح الذي في وجه عباس والذي استغرق علاجه 4 أشهر طويلة ومؤلمة تاركًا وراءه علامة دائمة.
في هذه الأثناء أصيبت أفين، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عامًا من محافظة السليمانية في إقليم كردستان، بالصدمة عندما وجدت آفة صغيرة يبلغ حجمها حوالي 1.5 سم في قدمها – وهي علامة واضحة على الإصابة بدملة بغداد. وبما أنها كانت حاملًا في ذلك الوقت، فقد اعتقدت أنها لن تكون قادرة على تناول أي دواء. ولم يمضِ شهر على الولادة حتى زارت أفين مستشفى المدينة لطلب المساعدة أخيرًا. ومع ذلك، لم تكن العلاجات الموصوفة متاحة دائمًا، واضطرت أفين في بعض الأحيان إلى الاعتماد على الرعاية الذاتية حتى تُشفى آفتها.
وأكَّد الدكتور وائل حتاحت، ممثل منظمة الصحة العالمية بالإنابة في العراق، أن: "داء الليشمانيات في العراق يتطلب اهتمامًا كبيرًا، وثمة حاجة إلى تعاون دولي وثيق لمكافحة أمراض المناطق المدارية المُهمَلة وضمان الحصول على خدمات طبية عالية الجودة في البلدان الموبوءة في إقليم شرق المتوسط. وبتضافر جهودنا، نستطيع أن نُحدِث فرقًا، وأن نضمن تقديم العلاج والدعم للمحتاجين في الوقت المناسب".
إن قصتي عباس وأفين ليستا سوى قصتين فقط من روايات كثيرة عن هذا المرض. وقد سلطت هاتان القصتان الضوء على الحاجة الماسة إلى معالجة هذا الوباء الصامت وتلبية احتياجات جميع أولئك الذين يعانون من الندوب التي خلَّفتها دُملة بغداد. وتُمثّل قصصهم دعوة إلى الرعاية والتعاون والعمل الجماعي من أجل مستقبل أوفرَ صحة للعراق وشعبه على النحو الذي تجسد في التعاون الإيجابي بين وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية. ويعمل الطرفان معًا دون كلل لمكافحة داء الليشمانيات الجلدي، فيولَد بذلك الأمل ويتحقق الشفاء للمصابين بذلك الداء.
لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:
أجيال سلطاني
مسؤولة إعلامية
المكتب القُطْري للمنظمة في العراق
هاتف: 9647740892878 +
البريد الإلكتروني: هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.