داء المثقبيات الأفريقي البشري المعروف أيضًا باسم مرض النوم، متوطنٌ فقط في جنوب السودان داخل إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وتحدث بؤر المثقبية البروسية الغامبية في المنطقة الاستوائية، وهي حزام على الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا. وفي جنوب السودان، تُعد ولاية غرب الاستوائية أكثر الولايات تضررًا، تليها ولايتا وسط الاستوائية وشرق الاستوائية. ومن الناحية التاريخية، فقد أُبلِغَ من خلال تقارير سردية عن حالات المثقبية البروسية الروديسية في شرق الاستوائية (مقاطعة توريت) وجونقلي (مقاطعة أكوبو)، ولكن لا توجد أدلة حديثة على الإبلاغ عن حالات هناك.
ويتوطن هذا المرض في تسعة بلدان، هي تامبورا وإيزو ويامبيو وماريدي وموندري وجوبا وياي وكاجو كيجي وماغاوي. ويُقدَّر عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة داء المثقبيات الأفريقي البشري بحوالي 1.4 مليون شخص.
وقد حدثت أوبئة كبيرة من داء داء المثقبيات الأفريقي البشري بشكل دوري في جنوب السودان منذ أوائل القرن العشرين. وعندما تحدث الفاشيات، تقلل المكافحة الواسعة النطاق عدد الحالات، ولكن عند تقليص البرنامج يعاود المرضُ الظهورَ. وبعد أن سُجل آخر وباء في منتصف التسعينات من القرن الماضي، استأنف عدد من المنظمات غير الحكومية الدولية برامج المكافحة في عدة دول.
وفي عام 2001، بدأ استخدام الإيفلورنيثين كعلاج رئيسي لمرضى المرحلة الثانية من داء المثقبيات الأفريقي البشري بسبب خصائصه الأكثر أمانًا مقارنةً بالميلارسوبرول. غيرَ أن إعطاء دواء الإيفلورنيثين ينطوي على عبء عمل كبير للحقن الوريدي لأربعة مرات على مدى 14 يومًا. وفي عام 2010، استُعيض عن العلاج الأحادي بالإيفلورنيثين ببروتوكول علاج جديد يستند إلى مزيج من الإيفلورنيثين (مرتين في اليوم عن طريق الوريد على مدى 7 أيام) والنيفورتيموكس (ثلاث مرات في اليوم عن طريق الفم على مدى 10 أيام)، مما يقلل بشكل كبير من عبء العمل ويُقصّر فترة إدخال المرضى للمستشفى.
وفي نيسان/أبريل 2009، أُدرج الإيفلورنيثين بالاقتران مع النيفورتيموكس في قائمة الأدوية الأساسية الصادرة عن المنظمة لعلاج المرحلة الثانية من المثقبية البروسية الغامبية .
وأجرت المنظمة تدخلًا طارئًا لمدة ستة أشهر في عام 2004 في مقاطعتي تامبورا وإيزو بسبب غياب شركاء التنفيذ في المنطقة وضَعف قدرة مرافق الصحة العامة على تلبية الاحتياجات الناشئة.
وفي عام 2006، تولت منظمات غير حكومية دولية إدارة تسعة مراكز من أصل المراكز العشرة لعلاج داء المثقبيات الأفريقي البشري في جنوب السودان، وتولت وزارة الصحة إدارة مركز واحد. وفي عام 2010، كان هناك منظمتان غير حكوميتين دوليتين فقط تدعمان الأنشطة الخاصة بداء المثقبيات الأفريقي البشري في مستشفى لوي ومستشفى نيمولي؛ وكان هناك أربعة مستشفيات تديرها وزارة الصحة في جوبا ويامبيو وياي وتامبورا؛ وأوقفت أربعة مرافق صحية أنشطتها في سورس يوبو وإيزو وماريدي وكاجو كيجي.
وتقدم منظمة الصحة العالمية الدعم التقني لوزارة الصحة وشركاء التنفيذ، كما تُدرّب الموظفين المشاركين في مكافحة المرض، وتوفر الكواشف والأدوية المضادة للمثقبيات مجانًا لجميع مراكز علاج داء المثقبيات الأفريقي البشري بفضل الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع منتجي الأدوية مثل