العافية النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة، وتعرّف على أنها "حالة العافية التي يحقق فيها الفرد قدراته الذاتية، ويستطيع مواكبة ضغوط الحياة العادية، ويكون قادر على العمل الإيجابي والمثمر، ويمكنه الإسهام في مجتمعه". وتوفر العافية النفسية ركيزة للمشاعر والأفكار والانطباعات والمعارف وعلاقات التواصل والسلوكيات الإيجابية. ومن ثم، فالعافية النفسية ليست فقط مرغوبة في حد ذاتها، ولكنها تعد أيضاً مصدراً لجلب وحماية وتراكم رأس المال البشري والمادي والطبيعي والاجتماعي.
وتتحدد الصحة النفسية بتفاعل معقد ومتنوع لمحددات الصحة الحيوية والاجتماعية والسيكولوجية والهيكيلية، ينتج عنه مرونة أو قابلية لحدوث الاضطرابات والإعاقات. وتوفر الاستراتيجية الإقليمية بشأن الصحة النفسية التي تقر بأهمية العمل المنسّق بين القطاعات على تعزيز الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات النفسية نموذجاً للعمل بين مجموعة من القطاعات لتحقيق هذه الغاية.