ترصد الإنفلونزا هو جمع المعلومات عن نشاط الإنفلونزا في فئة سكانية محددة وتصنيفها وتحليلها. وقد تكون هذه الفئة السكانية بلدًا من البُلدان أو مجموعات سكانية محددة أو إقليمًا من الأقاليم. وتُجمَع البيانات على مدى فترة زمنية مُحدَّدة ويُبلَّغ عنها لأغراض رصد نشاط الإنفلونزا لتيسير اتخاذ إجراءات مبكرة لوقف انتقالها أو تقليله إلى أدنى حد. ويتمثل الغرض من الترصد المنهجي لنشاط الإنفلونزا فيما يلي:

• تحسين فهم متى وأين يحدث نشاط الإنفلونزا؛
• تحديد فيروسات الإنفلونزا المنتشرة؛
• اكتشاف التغيرات (الطفرات) في فيروس الإنفلونزا؛
• قياس الأثر الذي تحدثه الإنفلونزا من ناحية درجة الاعتلال، وحالات الإدخال إلى المستشفى، والوفيات.

طرائق تَرَصُّد الإنفلونزا

يُجرى ترصد الإنفلونزا من خلال طرائق الترصد السلبي، والإيجابي، والإنذاري. والترصُّد السلبي هو جمع البيانات بشكل روتيني من المواقع الثابتة، مثل أجنحة العيادات الخارجية والمستشفيات. والترصد النشط هو جمع بيانات الحالات المُبلغ عنها التي تُبلَغ السلطات الصحية عنها. ويمكن أن تأتي هذه التقارير من المستشفيات والمجتمع المحلي. أما الترصد الإنذاري فهو شبكة من مواقع الإبلاغ المصممة لهذا الغرض حيث تُجمع فيها معلومات أكثر تفصيلًا وعيّنات من أشخاص تنطبق عليهم معايير الترصد. ويمكن للترصُّد الإنذاري أن يُكمِّل النُظُم السلبية القائمة بمعلومات أكثر تفصيلًا، من دون زيادة العبء على النُظُم الوطنية القائمة لترصُّد الأمراض.

تعاريف حالات الإنفلونزا

لأغراض ترصد الإنفلونزا على الصعيد العالمي، تستخدم منظمة الصحة العالمية تعاريف الحالات التالية للوضعين اللذان يُشكلان تعريف حالة الإنفلونزا: الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا، والعدوى التنفسية الحادة الوخيمة.

تعريف حالة الاعتلال الشبيه بالإنفلونزا

عدوى تنفسية حادة مصحوبة بالأعراض التالية:

حُمَّى مُقاسَة بدرجة حرارة 38 درجة مئوية أو أكثر

وسعال

وتكون تلك الأعراض قد بدأت خلال الأيام العشرة الماضية.

تعريف حالة العدوى التنفسية الحادة الوخيمة

عدوى تنفسية حادة مصحوبة بالأعراض التالية:

• إصابة سابقة بالحمى أو حُمَّى مُقاسَة بدرجة حرارة 38 درجة مئوية أو أكثر
• وسعال
• وتكون تلك الأعراض قد بدأت خلال الأيام العشرة الماضية.
• تتطلب الإدخال إلى المستشفى
• استخدام بيانات تَرَصُّد الإنفلونزا

السبب وراء أهمية ترصد الإنفلونزا 

• تتغير فيروسات الإنفلونزا باستمرار، ولذلك يلزم جمع البيانات وتحديد خصائص الفيروسات باستمرار.
• ويمكن أن تمر فيروسات الإنفلونزا بتغيُّر كبير ومفاجئ ينتج عنه فيروس مختلف جدًا عن الفيروسات المنتشرة في الوقت الحالي. وسيكتشف ترصُّد الفيروسات هذه التغيُّرات، كما أنه سيُثري استجابة الصحة العامة، مثل تطوير لقاحات خاصة بكل فيروس.
• وينبغي إعطاء اللقاحات سنويًا، وتحديثها بانتظام استنادًا إلى نتائج الترصد.
• ويسترشِد علاج عدوى الإنفلونزا بالترصد المختبري لمقاومة مضادات الفيروسات.
• ويُستخدم ترصد الإنفلونزا والدراسات البحثية محددة الأهداف لرصد تأثير الإنفلونزا على مختلف الفئات السكانية (مثل فئات عمرية معينة، أو أشخاص يعانون من حالات صحية كامنة، إلخ).
• وتساعد بيانات ترصد الإنفلونزا على تقدير دراسة عبء مرض الإنفلونزا (الأمراض الوخيمة، والاحتجاز بالمستشفى، والوفيات)، مما يسهم بدوره في دراسات فعالية اللقاحات وتطوير لقاحات جديدة.

دعم منظمة الصحة العالمية للبلدان لترصُّد الإنفلونزا

يُقدّم البرنامج العالمي لمكافحة الإنفلونزا التابع لمنظمة الصحة العالمية معايير عالمية لترصد الإنفلونزا. وبالإضافة إلى ذلك، يتولى البرنامج جمع بيانات الترصد الفيروسي والوبائي للإنفلونزا من جميع أنحاء العالم وتحليلها. ويتيح التبادل المنتظم للبيانات عالية الجودة لترصد الإنفلونزا ورصدها حسب البلدان للمنظمة ما يلي:

• تزويد البلدان والمناطق والأقاليم بمعلومات عن سراية الإنفلونزا بما يتيح لراسمي السياسات الوطنية الاستعداد بشكل أفضل للمواسم القادمة؛
• وصف السمات المهمة للخصائص الوبائية للإنفلونزا، بما في ذلك الفئات المعرضة للخطر، وخصائص سراية المرض، وتأثيره؛
• رصد الاتجاهات العالمية في سراية الإنفلونزا؛
• دعم اختيار سلالات الإنفلونزا لإنتاج اللقاحات.

ونظرًا للطبيعة المتغيرة باستمرار لفيروسات الإنفلونزا، فإن الشبكة العالمية لترصد الإنفلونزا والتصدي لها - وهي منظومة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تضم مراكز وطنية معنية بالإنفلونزا ومراكز متعاونة مع منظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء العالم - ترصد باستمرار فيروسات الإنفلونزا المنتشرة بين البشر وتُحدِّث مكونات لقاحات الإنفلونزا مرتين في السنة. وتعمل الشبكة منذ عام 1952 على تعزيز الثقة والاطمئنان على الصعيد العالمي من خلال التعاون الفعّال وتبادل الفيروسات والبيانات والفوائد استنادًا إلى التزام الدول الأعضاء بنموذج عالمي للصحة العامة. وتتمثل مهمة الشبكة في حماية الناس من خطر الإنفلونزا من خلال الاستمرار في العمل على النحو التالي:

• العمل كآلية عالمية للترصُّد والتأهُّب والاستجابة للإنفلونزا الموسمية والجائحة والإنفلونزا الحيوانية المنشأ؛
• العمل كمنصة عالمية لرصد الخصائص الوبائية للإنفلونزا والمرض؛
• العمل كجرس إنذار عالمي بفيروسات الإنفلونزا الجديدة ومسببات الأمراض التنفسية الأخرى.