الصفحة الرئيسية


مقال مصور

طباعة PDF
تدمرت حياة ملايين الأسر في أرجاء إقليم شرق المتوسط من جراء الصراع والعنف. وتعرض آلاف الأشخاص إلى القتل أو الإصابة. وأُجبر ملايين الأشخاص على هجر منازلهم. وتعاني النظم الصحية كي تستمر في العمل، في الوقت الذي تواجه فيه الكثير من أوجه القصور، حيث تعاني المستشفيات من نقص العمالة، ونقص الموارد، ويتحمل العاملون الصحيون الكثير فوق طاقتهم.
لا تزال الصراعات المتفاقمة وضخامة الاحتياجات الإنسانية في إقليم شرق المتوسط تُعرِّض العاملين في مجال الرعاية الصحية، والمرضى، والمرافق الصحية لمخاطر جسيمة. أما العاملون في مجال الرعاية الصحية فمنهم من قُتِل ومنهم من اختُطِف ومنهم من اعتُدي عليه. وتعرضت المرافق الصحية للضرر أو التدمير. وفي بعض الحالات، يتم الاستيلاء على بعض المرافق الصحية لأغراض غير طبية. وتُسرِق سيارات الإسعاف وتُنهب محتوياتها وتتعرض لإطلاق النيران عليها وتُمنع من العبور عند نقاط التفتيش‎.
من المخاطر التي تتهدد العاملين الصحيين والمرضى والمرافق الصحية أيضاً تعمُّدُ منع وصول الأدوية والعلاج إلى السكان المحاصَرين، وتعمُّدُ قطع إمدادات المياه والكهرياء، الأمر الذي يحدُّ من قُدرة المرافق الصحية على العمل‎.
تُعتبر سوريا الآن أخطر مكان في العالم على أرواح العاملين. ومنذ أن اندلع الصراع بها، تعرض أكثر من 700 عامل صحي للقتل، وتعرضت أكثر من 300 منشأة صحية للهجوم عليها. كما أصبحت أكثر من نصف المستشفيات العمومية ومراكز الرعاية الصحية الأولية في البلاد مغلقة، أو تعمل ببعض طاقتها.
في اليمن، قٌتل ثمانية متطوعين في جمعية الهلال الأحمر، واثنين من العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك منذ آذار/مارس 2015. كما تعرضت 100 منشأة طبية تقريبًا للهجوم، وأُغلقت حوالي 25% من المستشفيات أبوابها.
في الصومال حيث يفقد واحد من كل عشرة أطفال روحه قبل أن يتم عامه الأول وتفقد واحدة من كل اثنتي عشرة إمرأة حياتها لأسباب متعلقة بالحمل، لم تترك الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية والمنشآت الصحية خيارًا إلا أن يقوموا بتعليق الأنشطة الطبية، مما أثر سلبًا على تعطيل البرامج الصحية الحرجة وبرامج التغذية، وكذلك تعطيل وصول المستلزمات الطبية وأنشطة التوعية، مثل زيادة عدد العيادات المتنقلة وأنشطة التطعيم.
يوجد في أفغانستان أكبر عدد من المصابين فيما بين العاملين في مجال الأنشطة الإنسانية على مستوى العالم. ويوجد نقص حقيقي في العاملات في مجال الصحة اللآئي يقدمن الرعاية الطبية للنساء، ولا يزال أكثر من 30% من السكان في أفغانستان يفتقرون إلى الرعاية الصحية الأساسية أو يصعب حصولهم عليها، ويرجع ذلك في الغالب إلى البيئة غير الآمنة التي يعمل فيها العاملون الصحيون.
تعرقل الهجمات على العاملين في مجال الرعاية الصحية الجهود المبذولة لمكافحة فاشيات الأمراض السارية. ولقد تسببت الوقائع الأمنية المميتة المتكررة التي تتعرض لها فرق عمل مكافحة شلل الأطفال في باكستان في إلفاء أو تعطيل حملات التطعيم هناك. وفي عام 2015 وحده، أُلغيت خمس جولات للتطعيم بسبب التهديدات الأمنية الخطيرة، مخلفة وراءها ملايين من الأطفال في خطر. وحتى تاريخه، تعرض 32 عاملاً في مجال الرعاية الصحية من المشاركين في حملات مكافحة شلل الأطفال إلى القتل.
إن العنف تجاه العاملين في مجال الرعاية الصحية يعرض الجميع للخطر ويتسبب في إعراض السكان عن طلب الرعاية الصحية خوفًا من العواقب. وعندما يُستهدف العاملون الصحيون والمنشآت الصحية، يُحرم السكان المستضعفون في الأساس من الرعاية الطبية البسيطة التي كان بإمكانهم الحصول عليها. إن الحق في الصحة يعني ضرورة احترام المستشفيات، والعاملين الصحيين، والمرضى.
يُحظر حظرًا تامًا الهجوم على مقرات الرعاية الصحية، وسياراتها، والعاملين بها، والمرضى بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف. ومن الضروري توثيق ما يحدث حتى يتسنى تحديد أعمال العنف، ووضع آليات للحماية، وتكوين إرداة سياسية لتنفيذ تلك الآليات. وتعكُف منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها، على إنشاء نظام لجمع البيانات عن الاعتداءات التي تستهدف العاملين الصحيين والمرافق الصحية ووسائل المواصلات والمرضى في حالات الطوارئ المعقدة‎.

تدمرت حياة ملايين الأسر في أرجاء إقليم شرق المتوسط من جراء الصراع والعنف. وتعرض آلاف الأشخاص إلى القتل أو الإصابة. وأُجبر ملايين الأشخاص على هجر منازلهم. وتعاني النظم الصحية كي تستمر في العمل، في الوقت الذي تواجه فيه الكثير من أوجه القصور، حيث تعاني المستشفيات من نقص العمالة، ونقص الموارد، ويتحمل العاملون الصحيون الكثير فوق طاقتهم.


01/10 
start1 stop1 previous1 next1