World Health Organization
منظمة الصحة العالمية
Organisation mondiale de la Santé

كل قطرة ماء مُهمة: كيف تُعيد المياه النظيفة الأمل إلى المستشفيات في اليمن

طباعة

عمال يملأون خزان مياه على السطح من شاحنة تحمل لافتات مساعدات منظمة الصحة العالمية والمملكة العربية السعودية، كجزء من مبادرة إمدادات المياه في اليمن

25 يونيو 2025، عدن، اليمن – قبل أن تبدأ شاحنات المياه في الوصول، كان عدم اليقين يُخيم على المستشفيات كل صباح.

تقول أمل، ممرضة في مستشفى خليفة في اليمن: "كنا نتحقق من خزانات المياه قبل أن نقوم بتفقد المرضى. إذا لم يكن هناك ماء، كان علينا إعادة التفكير في كل شيء، من التعقيم إلى العناية بالجروح، وحتى غسل اليدين."

وأصبحت المياه، وهي مورد بسيط وأساسي، نادرة بشكل متزايد في المرافق الصحية المثقلة بالأعباء في اليمن. وبدونها، كان على العاملون الصحيون، مثل أمل، اتخاذ قرارات صعبة كل يوم.

تقول أمل: "لا يمكنك تنظيف غرفة العمليات أو إجراء ولادة آمنة بدون ماء. لكن في كثير من الأحيان، كانت قلة المياه واقعًا يوميًا."

بدأت الأمور تتغير عندما دشنت منظمة الصحة العالمية مشروع "تحسين خدمات المياه والإصحاح البيئي في المستشفيات مع توفير مياه مستدامة" المدعوم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) لخدمة الفئات الأكثر ضعفًا في اليمن. مع هذه المبادرة، تتلقى 60 منشأة صحية الآن شاحنات منتظمة من المياه النظيفة، مما يسمح لها بخدمة عدد 580,000 ألف شخص بشكًل أفضل، معظمهم من النازحين أو الذين يعيشون في مناطق عالية الخطورة.

مسألة بقاء

كل قطرة لها قيمتها: كيف تعيد المياه النظيفة الأمل إلى مستشفيات اليمنقبل التدخل، أدى النقص الحاد في المياه إلى تأجيل الإجراءات الحرجة وإغلاق غرف الولادة وعدم الالتزام الكامل بالمعايير الصحية والبروتوكولات الأساسية للوقاية من العدوى.

يقول الدكتور محمد، رئيس قسم التمريض في مستشفى الأمراض النفسية في محافظة تعز: "في بعض الأحيان، كان علينا إرسال المرضى إلى أماكن أخرى، ليس لأننا نفتقر إلى الأطباء، ولكن لأنه لم تكن لدينا مياه. كان ذلك مؤلمًا للجميع."

ولكن اليوم ومع توفير المياه بشكًل منتظم وتوفر نظام مراقبة جودة المياه، يمُكن للمستشفيات المستفيدة أن تعمل بشكل أكثر موثوقية، حيث يُمكنها الأن إتباع إجراءات التعقيم وتشغيل أقسام الجراحة ولم يعد الحفاظ على النظافة الأساسية صراعًا يوميًا.

كل قطرة لها قيمتها: كيف تعيد المياه النظيفة الأمل إلى مستشفيات اليمنيقول الدكتور محمد: "لقد استعدنا الاستقرار والموظفون أقل توترًا والمرضى أكثر أمانًا."

توفير أكثر من مجرد مياه

يوجد خلف الكواليس أشخاص مثل حسين، مشرف نقل المياه، حيث يشرف على توزيع المياه لأكثر من 50 مستشفى في 5 محافظات.

ويشرح حسين قائلاً: "كل خزان نقوم بتوفيره يتم فحصة ومعالجته قبل الاستخدام، وعندما يُبلغنا المستشفى بأنه قد استلم الشحنة، نعلم أننا ساعدنا شخصًا في الحصول على الرعاية التي يمكنهم الوثوق بها."

لقد كانت هناك العديد من التحديات على طول الطريق، مثل الطرق الوعرة والتلوث والضغوط لتلبية الاحتياجات المتزايدة، لكن الأثر يجعل الأمر يستحق ذلك.

"المياه النظيفة لا تقوم بتحسين الخدمات فقط، بل تحمي الأرواح."

معايير جديدة للرعاية

تشعر أمل بالتغيير في كل زاوية من زوايا مستشفى خليفة.

"الآن يمكننا التركيز على رعاية المرضى، وليس فقط التكيُف، حيث أصبحنا قادرون على الالتزام بخطوات النظافة المناسبة والإستجابة بسرعة في حالات الطوارئ. هذا يحدث فرقًا حقيقيًا، خاصة في حالات الولادة والجراحة."

انخفضت حالات العدوى وارتفعت معنويات الموظفين، ولأول مرة منذ سنوات، يعبر المرضى وأقاربهم عن رضاهم عن نظافة وسلامة المرافق.

وتقول أمل: "حتى الزوار لاحظوا الفرق، لم يعد الناس يخافون من المجيء هنا للحصول على الخدمة."

ممتنون لكل قطرة مياه

عند سؤالهما عما سيقولانه لأولئك الذين جعلوا هذا الدعم ممكنًا، أجابت أمل ومحمد قائلا: "شكرًا لرؤيتكم لهذا الاحتياج والإستجابة قبل أن تسوء الأمور".

وأضاف محمد قائلاً:" لم يكن الأمر متعلقًا بالبنية التحتية فقط، بل كان يتعلق بإعادة الكرامة والثقة في الرعاية الصحية في اليمن."

وبتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief)، تم توفير المياه الآمنة إلى الأماكن التي كان يتلاشى فيها الأمل، وعادت معها قدرة العاملون الصحيون على القيام بما تم تدريبهم عليه، إنقاذ الأرواح بأمان وكرامة.