تراجع الحالات في ولاية الخرطوم عقب حملة تطعيم وتدخلات أخرى واسعة النطاق
14 تموز/ يوليو 2025، بورتسودان، السودان - تشهد حالات الإصابة بالكوليرا في ولاية الخرطوم تراجعًا في أعقاب حملة تطعيم استمرت 10 أيام وصلت إلى أكثر من 2.24 مليون شخص، محققة تغطية بلغت نسبتها 96% - في 12 بؤرة ساخنة في 5 مواقع مُعرَّضة للخطر. وإلى جانب تدابير الاستجابة مثل التدبير العلاجي للحالات والترصد والتواصل بشأن المخاطر وإشراك المجتمع المحلي والتحسينات في الحصول على خدمات المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة العامة، فقد أسهمت الحملة في استمرار انخفاض عدد الحالات الجديدة.
وقبل بدء الحملة، كانت ولاية الخرطوم تسجل ما يصل إلى 1,500 حالة جديدة في اليوم. وفي الأسابيع التي أعقبت الحملة، استمرت الحالات الجديدة في الانخفاض. ولم تُسجَّل سوى 10 إلى 11 حالة جديدة في اليوم بحلول 11 تموز/ يوليو 2025.
فاشية الكوليرا تغزو البلد
على الرغم من انخفاض أعداد الحالات في ولاية الخرطوم، فإن الفاشية انتشرت في جميع ولايات السودان الثماني عشرة باستثناء ولاية واحدة هي ولاية وسط دارفور. ويُعدُّ انتشارها في ولايات شمال وجنوب وغرب وشرق دارفور وولايات شمال وجنوب وغرب كردفان أمر مثير للقلق بشكل خاص نظرًا لمحدودية سُبُل الوصول، والأزمات الإنسانية والصحية المتفاقمة بالفعل في هذه الولايات.
وقال الدكتور شبل صحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان: «تنسق منظمة الصحة العالمية الاستجابة مع السلطات الصحية في السودان، وفِرَقنا متواجدة في الميدان لتقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات. ونرسل أيضًا الإمدادات الطبية الأساسية لعلاج الكوليرا وغيرها من الإمدادات إلى المناطق المتضررة. "ونحن نبحث جميع السُبُل الممكنة لنشر الإمدادات الطبية والدعم الفني في ولايتي دارفور وكردفان اللتين يصعب الوصول إليهما، بما في ذلك العمليات عبر الحدود من خلال تشاد وجنوب السودان".
وبحلول 11 يوليو 2025، أي بعد عام تقريبًا من بدء الموجة الحالية من فاشية الكوليرا في أواخر يوليو 2024، كان المرض قد أصاب 87,219 شخصًا وتسبب في وفاة 2,260 شخصًا، أي بمعدل إماتة للحالات بلغ 2.6%. وتتفاقم الفاشية بسبب النزوح، وعدم الحصول على المياه المأمونة وخدمات الإصحاح والنظافة العامة بسبب تعطل نُظُم الإمداد بالمياه، ومحدودية كميات الإمدادات الطبية اللازمة لمعالجة الحالات. وقد حدثت طفرتان في الحالات منذ عام 2025، الأولى في آذار/ مارس والثانية في أيار/ مايو، ويُرجح أن تكون مرتبطة بشن هجمات بطائرات بدون طيار على البنية الأساسية لشبكات الكهرباء والمياه، وهو ما أثَّرَ بشدة على إمكانية الحصول على المياه المأمونة والرعاية الصحية الكافية.
توسيع نطاق التغطية بالتطعيم الفموي ضد الكوليرا للحد من الفاشية
تواصل المنظمة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، دعم الحملات في الولايات المتضررة الأخرى، منها حملة تطعيم مدتها 10 أيام في ولاية شمال كردفان في حزيران/ يونيو، استفاد منها أكثر من 265,518 شخصًا، وحملة مستمرة في ولاية سنار استهدفت أكثر من 500,000 شخص. وقد وصلت 3 ملايين جرعة إضافية من اللقاحات إلى البلد لتغطية 3 محليات إضافية في الخرطوم، وهناك 500,000 جرعة في انتظار التصريح بنشرها في جنوب دارفور.
وفي ضوء تطور الوضع الوبائي وعودة ظهور الحالات في العديد من المناطق المتأثرة بالنزاع، وافقت أمانة فريق التنسيق الدولي المعني بتوفير اللقاحات على شحن 2.9 مليون جرعة إضافية من اللقاح الفموي المضاد للكوليرا للحملات التفاعلية في 11 محلية عالية الخطورة في 7 ولايات متأثرة هي الجزيرة وشرق دارفور وجنوب دارفور وشمال كردفان وغرب كردفان والنيل الأبيض وسنار.
ويضم فريق التنسيق الدولي أربع وكالات أعضاء هي: منظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمة أطباء بلا حدود.
وما كان لاستجابة منظمة الصحة العالمية لفاشية الكوليرا في السودان، بما في ذلك حملات التطعيم، أن تتحقق إلا من خلال الدعم المالي الذي يقدمه التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتمنيع (تحالف غافي)، وصندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية بفرنسا، والمديرية العامة للعمليات الأوروبية للحماية المدنية والمعونة الإنسانية، وصندوق منظمة الصحة العالمية الاحتياطي للطوارئ.