2 يناير 2025 عدن، اليمن - كان التعامل الآمن مع النفايات الطبية يشكل تحدياً بالغ الأهمية في ظل الصراع الدائر في اليمن. ومع ذلك، فإن الاستثمارات المُبتكرة والتعزيز المُستمر للممارسات الجيدة من قبل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والسلطات الصحية المحلية تعمل على تطوير هذه العملية الأساسية والمهمة وحماية المجتمعات والبيئة.
وكانت المرافق الصحية في اليمن قبل ثمان سنوات غارقة في النفايات الطبية الغير مُعالجة، وكانت أنظمة التخلص منها معطلة مما يهدد الصحة العامة والسلامة. واستجابةً لذلك، شرعت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي في شراكة تحويلية لإصلاح أنظمة إدارة النفايات في جميع أنحاء البلاد.
ومن أجل مواجهة هذه المشكلة، قامت منظمة الصحة العالمية، وبالتشاور مع البنك الدولي، بتصميم نموذجاً محدود التكلفة لوحدة معالجة النفايات، بما في ذلك آلة تقطيع البلاستيك وحفر المدافن تحت الوحدات للرماد والنفايات الحادة وغير الحادة. بعد ذلك، قامت منظمة الصحة العالمية بقيادة مشاورات مجتمعية وقامت بتطوير خطط الإدارة البيئية والمجتمعية لكل مرفق من المرافق التي سيتم تركيب وحدة معالجة النفايات فيها. وبعد موافقة البنك الدولي على الخطط، قامت منظمة الصحة العالمية بتنفيذ عملية التعاقد والتركيب والتدريب لضمان الاستخدام الصحيح والصيانة للوحدات.
وبحلول العام 2024، قامت منظمة الصحة العالمية بتركيب 60 وحدة لمعالجة النفايات في اليمن، مما أحدث ثورة في إدارة النفايات في 139 من أصل 170 منشأة صحية ضمن مشروع رأس المال البشري الطارئ. وبالمقارنة مع 20% فقط من المرافق التي كانت لديها وحدات مُفعلة قبل ثماني سنوات، فإن أكثر من 81% منها اليوم مجهزة لإدارة النفايات بشكلً أمن.
وقد أدى الترصد المُنتظم في إطار مشروع رأس المال البشري الطارئ إلى تحقيق تحسن ملحوظ. وبحلول عام 2024، ارتفعت نسبة الإمتثال لأفضل الممارسات إلى 91%، وذلك بفضل التدابير الإستباقية التي اتخذتها منظمة الصحة العالمية مثل الزيارات الميدانية، والتواصل المباشر مع مدراء المرافق، والتعاون مع السلطات المحلية.
ولتعزيز عملية الإمتثال الكامل، تتخذ منظمة الصحة العالمية إجراءات استباقية مستمر، حيث شملت هذه الإجراءات التخاطب مع السلطات للسعي إلى تنفيذ ممارسات إدارة النفايات الجيدة في أربع مناسبات خلال العام 2024 وعقد اجتماعات مع السلطات المركزية والمحلية بشكلً سنوي على أقل تقدير من أجل تحديث ومراجعة المعايير البيئية والإجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تتواصل منظمة الصحة العالمية مع 10 إلى 25 مدير مرفق صحي كل ثلاثة أشهر عند حدوث أي إشكالية. وكلما سمج الوضع الأمني بذلك، يقوم موظفو منظمة الصحة العالمية من القطاعات المختلفة بزيارة المرافق لمتابعة تنفيذ المشروع ومتابعة الأنشطة.
وتقدم منظمة الصحة العالمية وبشكلً منتظم الإمدادات الأساسية للوقاية من العدوى، بما في ذلك معدات الوقاية الشخصية وصناديق الأمان وصناديق القمامة المنفصلة. وتضمن هذه التدابير أن يتمكن العاملون الصحيون من تنفيذ بروتوكولات إدارة النفايات بشكلً فعال وحماية المرضى والموظفين.
ومنذ العام 2022، قامت منظمة الصحة العالمية بتدريب أكثر من 8000 عامل صحي على دمج المعايير البيئية والإجتماعية ضمن الروتين اليومي، حيث علق أحد المتدربين قائلاً: "لقد مكننا هذا التدريب من حماية بيئتنا مع تحسين رعاية المرضى".
وقد تم دمج المعايير البيئية والإجتماعية في البرامج الفنية لمنظمة الصحة العالمية في اليمن بشأن جودة الرعاية ومرونة المستشفيات. وتضم فرق الجودة التي تم إنشاؤها في مستشفيات مشروع رأس المال البشري الطارئ نقطة اتصال خاصة بإدارة النفايات والتي تقوم بمتابعة الوضع بانتظام. وتماشياً مع مؤشر سلامة المستشفيات لمنظمة الصحة العالمية، تقوم لجان إدارة الكوارث في عدد متزايد من المرافق بتقييم الوضع والسعي إلى معالجة أي إشكاليات تتعلق بإدارة النفايات باستخدام كيزانية المستشفيات. ويشمل هذا، على سبيل المثال، ضمان توفر صناديق السلامة للمواد الحادة في جميع الأقسام.
وكخطوات قادمة، ستعمل منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع البنك الدولي، على تكثيف دعمها للمرافق الصحية وضمان الإمتثال لبروتوكولات إدارة النفايات ونظام إدارة النفايات الصلبة، حيث يشمل ذلك توسيع نطاق تغطية المتابعة وتعزيز القدرات المحلية وتعزيز الشراكات لتحقيق التخلص الآمن من النفايات على مستوى القطاع الصحي في اليمن.