دعاء شهاب، المسؤولة الفنية بمنظمة الصحة العالمية، تقوم بزيارة ميدانية إلى مستشفى الجمهورية في عدن مصدر الصورة: منظمة الصحة العالمية في اليمن/ أ.عبد القوي21 آب 2024، عدن وصنعاء، اليمن—تناصر منظمة الصحة العالمية الحق في الحصول على خدمات صحية جيدة للجميع، في كل مكان. وفي اليمن، وعلى الرغم من الجهود الهائلة التي بذلها جميع الشركاء، فإن هذا الحق لم يتم إعماله بعد.
لقد عانى الناس في اليمن عقداً من الصراع. وعلى الرغم من بعض الخطوات نحو السلام، فإن السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تزال محفوفة بالمخاطر. ويقف البنك الدولي إلى جانب منظمة الصحة العالمية في سعيها إلى تعزيز الخدمات الصحية لتحقيق رفاهية أفضل للسكان. وقد قدمت منظمة الصحة العالمية الدعم المالي والتعاون الفني لضمان بقاء العمود الفقري للنظام الصحي في اليمن على حاله.
بدأت الشراكة بين منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي في اليمن في عام 2017، من خلال المشروع الطارئ للصحة والتغذية. وفي عام 2021، تم استبدال مشروع الصحة والتغذية الطارئ بمشروع رأس المال البشري الطارئ (EHCP)، والذي لا يزال مستمرًا. بالإضافة إلى ذلك، قدم مشروع الاستجابة لفيروس كورونا في اليمن (2020 – 2022) الدعم المنقذ للحياة خلال حالة الطوارئ الناجمة عن فيروس كورونا. كما أدى إلى تحسينات دائمة في النظام الصحي في اليمن.
كمشروع لاحق، يواصل مشروع رأس المال البشري الطارئ التدخلات الأساسية التي بدأت في إطار المشروع الطارئ للصحة والتغذية، بما في ذلك توفير الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى الأكسجين والأدوية والإمدادات الأخرى لنحو 100 مستشفى في جميع أنحاء اليمن. ويطمح مشروع رأس المال البشري الطارئ أيضًا إلى تحويل الجهود نحو إطار العلاقة بين الدعم الإنساني والتنموي والسلام لبناء القدرات المؤسسية والفردية المستدامة التي تعزز النظام الصحي ورأس المال البشري في اليمن.
يقدم مشروع رأس المال البشري الطارئ خدماته في ثلاث مجالات رئيسية: الصحة، التغذية، والمياه والصرف الصحي والنظافة العامة. وتنفذ منظمة الصحة العالمية المشروع مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، بالتعاون مع السلطات في اليمن.
وأوضح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح: "إن مشروع رأس المال البشري الطارئ هو في الحقيقة شريان حياة لقطاع الصحة، والذي يستفيد منه ملايين اليمنيين. ولتحقيق أقصى استفادة من هذا المشروع، فإننا نركز بشكل متزايد على تحسين جودة الرعاية وبناء القدرات المحلية حتى نتمكن من الحفاظ على المكاسب التي حققناها على المدى البعيد".
ومن خلال هذا المشروع، تمكنت منظمة الصحة العالمية واليونيسف دعم تقديم الخدمات في أكثر من 2,400 مرفق صحي. وقد عملت الوكالات مع أكثر من 12,000 من المهنيين الصحيين لتعزيز مهاراتهم من خلال أنشطة بناء القدرات.
ووصف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور أرتورو بيسيغان، تأثير المشروع قائلاً: "في إطار مشروع رأس المال البشري الطارئ حتى الآن، حصل حوالي 13 مليون شخص على خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي الأساسية، بما في ذلك 7 ملايين امرأة، 4 ملايين طفل، و620,000 امرأة حامل".
وفي منظمة الصحة العالمية، يتم تنفيذ التدخلات لمشروع رأس المال البشري الطارئ ضمن الإطار الأوسع لاستراتيجية التعاون القطري بين اليمن ومنظمة الصحة العالمية 2024 – 2025. ويتماشى ذلك مع إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة في اليمن 2022 – 2024.
لا تزال آفاق التمويل لليمن غير مؤكدة، حيث يعطي المانحون الأولوية للأزمات في أنحاء أخرى من العالم. سيكون ضخ موارد إضافية أمرًا بالغ الأهمية لاستمرار أنشطة مشروع رأس المال البشري الطارئ. وفي الوقت نفسه، تعمل منظمة الصحة العالمية واليونيسف ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع مع السلطات اليمنية لتحديد سبل زيادة كفاءة المشاريع وتعزيز الآثار المستدامة للأنشطة.