المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2024 | إكتشاف تفشي الأمراض: كيف تعمل فرق الإستجابة السريعة في اليمن داخل المجتمعات المحلية لتعزيز الأمن الصحي

إكتشاف تفشي الأمراض: كيف تعمل فرق الإستجابة السريعة في اليمن داخل المجتمعات المحلية لتعزيز الأمن الصحي

طباعة PDF

فريق الإستجابة السريعة بمديرية الشيخ عثمان يجتمع لتحديد موقع منزل الحالات المُبلغ عنها بالكوليرا. إن جهودهم المُنسقة حاسمة في منع انتشار المرض.فريق الإستجابة السريعة بمديرية الشيخ عثمان يجتمع لتحديد موقع منزل الحالات المُبلغ عنها بالكوليرا. إن جهودهم المُنسقة حاسمة في منع انتشار المرض.

3 سبتمبر 2024، صنعاء - يتطلب عمل فرق الإستجابة السريعة توازناً دقيقاً بين العلم والإستراتيجية المُحكمة والتواصل البشري.

وتلعب هذه الفرق المتخصصة المكونة أخصائي الرعاية الصحية وموظفي الطوارئ دوراً حاسماً في إدارة حالات طوارئ الصحة العامة من خلال الكشف السريع عن تفشي الأمراض والسيطرة عليها.

بعد تلقي البلاغات عن حالات الإصابة بالأمراض المُعدية داخل المجتمعات، يتم نشر فرق الإستجابة السريعة لتتبع العدوى إلى مصدرها، حيث يُعد هذا التدخل المبكر أمراً بالغ الأهمية لتحديد الحالات الأولية وفهم إنتشار الأمراض مما يسمح بإتخاذ إجراءات سريعة لاحتوائها ومنع انتشارها.

فريق الإستجابة السريعة في طريقه إلى منزل تم الإبلاغ فيه عن حالة كوليرا مُشتبه بها.  تصوير: منظمة الصحة العالمية في اليمن/س. الإريانيفريق الإستجابة السريعة في طريقه إلى منزل تم الإبلاغ فيه عن حالة كوليرا مُشتبه بها. تصوير: منظمة الصحة العالمية في اليمن/س. الإرياني

إن البيئة الصحية الإنسانية في اليمن مليئة بالتحديات، فعوامل الخطر المختلفة تعني أن الإحتياجات الصحية تختلف عبر المحافظات، كما أن تفشي الأمراض التي يُمكن الوقاية منها باللقاحات، بالإضافة إلى انخفاض تغطية التمنيع والصراع المستمر وعدم الإستقرار الإقتصادي والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية يسبب ضغط كبير على البنية التحتية الصحية الهشة.

تم إنشاء فرق الإستجابة السريعة بدعم من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أثناء تفشي الكوليرا في العام 2017، وهي مجهزة بأجهزة لوحية لإرسال البيانات من التحقيقات الميدانية إلى النظام الإلكتروني المتكامل للإنذار المبكر للأمراض (eIDEWS) مما يضمن تغطية شاملة في جميع أنحاء البلاد. وتتوزع فرق الإستجابة السريعة على ثلاثة مستويات، المستوى المركزي ومستوى المحافظة ومستوى المديرية، لضمان التنسيق الفعال والإستجابة في الوقت المناسب حتى في المناطق البعيدة.

تتميز فرق الإستجابة السريعة بالقدرة على تحديد الأفراد المُعرضين للأمراض المُعدية وعزلهم بشكلً سريع وضمان جمع البيانات وتحليلها بدقة وإتخاذ تدابير إستباقية لمنع تفشي الأمراض، حيث يتضمن عملهم التعاون الوثيق مع السلطات الصحية والمشاركة المجتمعية لتسهيل تنفيذ التدخلات الصحية على مستوى الأسرة.

عارف عبدالله يتوقف للتحدث مع المواطنين مؤكداً أن المعلومات الصحية الصحيحة تُنقذ الأرواح.  تصوير: منظمة الصحة العالمية في اليمن/س. الإريانيعارف عبدالله يتوقف للتحدث مع المواطنين مؤكداً أن المعلومات الصحية الصحيحة تُنقذ الأرواح. تصوير: منظمة الصحة العالمية في اليمن/س. الإرياني

إن القدرة على العمل بشكلً مباشر مع المجتمعات المحلية لرفع مستوى الوعي حول الوقاية من الأمراض وأعراضها والعلاج المنزلي تشكل عنصراً أساسياً في نجاح فرق الإستجابة السريعة، كما هو الحال مع تعزيز ممارسات النظافة للحد من خطر العدوى، حيث وهم يُدركون أن السيطرة الفعالة على الأمراض لا تقتصر على التدخل الطبي فحسب، بل تتضمن بناء الثقة والتعاون. ومن خلال عملية التثقيف للمجتمعات وضمان فهم الجميع لأهمية التدابير التي يتم تنفيذها، تعمل فرق الإستجابة السريعة على تحويل المجتمعات إلى مشاركين نشطين في مكافحة الأمراض.

يقول عارف عبد الله، أحد أعضاء فريق الإستجابة السريعة في مديرية الشيخ عثمان "أعمل على نشر معلومات صحية دقيقة وتعزيز التغيير السلوكي، وعندما اُدرك أن جهودي قد نجحت في حماية المجتمعات التي ينتشر فيها البعوض الحامل لحمى الضنك أو عندما أشجع الآباء على تطعيم أطفالهم، أشعر براحة هائلة".

"إن التأثير إيجابي في المقام الأول، وخاصة في المناطق الريفية النائية، ولكن مهمتنا تصبح أكثر صعوبة عندما يستمع الناس إلى أولئك الذين ينشرون المعلومات المُضللة، حيث يتعين علينا أن نعمل بشكلً كبير لتصحيح ذلك".

إن تأثير فرق الإستجابة السريعة يتجاوز المجتمعات المحلية، فهي تلعب دوراً محورياً في مكافحة الأمراض العابرة للحدود.

تُعد اليمن طريق عبور للعديد من الأشخاص المسافرين إلى دولً أخرى مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، وتعد الفحوصات المكثفة التي تجريها فرق الإستجابة السريعة وتتبع المُخالطين أثناء تفشي الأمراض أمراً بالغ الأهمية لمنع إنتشار الأمراض إلى البلدان المجاورة وحماية الأمن الصحي الإقليمي.

وقد أدى نقص التمويل إلى خفض عدد أعضاء فريق الإستجابة السريعة من 5 إلى 4 أعضاء لكل فريق، مما أدى إلى نقص في أعضاء التثقيف الصحي وتعديل الزيارات الميدانية على أساس تقييمات المخاطر المصنفة مسبقاً، مما أدى إلى انخفاض وتيرة الرصد والتدخل في بعض المناطق، وهذا يؤدي إلى ارتفاع حالات المرض والوفاة بين المجتمعات ويعرض نظام ترصد الأمراض للخطر، مما يجعل من الصعب رصد التهديدات الصحية وإكتشافها والإستجابة لها بشكلً فعال.

المُلصقات التي تم توزيعها في الأحياء السكنية توفر معلومات صحية أساسية للحد من إنتشار الكوليرا. تصوير: منظمة الصحة العالمية في اليمن/س. الإريانيالمُلصقات التي تم توزيعها في الأحياء السكنية توفر معلومات صحية أساسية للحد من إنتشار الكوليرا. تصوير: منظمة الصحة العالمية في اليمن/س. الإرياني

ومُنذ العام 2017، تدعم منظمة الصحة العالمية، وعبر دعم من البنك الدولي، فرق الإستجابة السريعة في اليمن من خلال توفير الموارد الأساسية والتدريب والنفقات التشغيلية، حيث يُمكّن هذا الدعم هذه الفرق من التحقق من تفشي الأمراض المُعدية مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والدفتيريا والإستجابة لها وإدارتها، مما يساعد في منع إنتشارها وإنقاذ الأرواح.

وفي الوقت الحالي، يتم دعم فرق الإستجابة السريعة من خلال منهجيه تكاملية للتمويل الذي يوفره مشروع رأس المال البشري الطارئ ومشروع التأهب والإستجابة للجوائح التابع لصندوق الوقاية من الجوائح.