22 آب/ أغسطس 2023،عدن—أكملت منظمة الصحة العالمية سلسلة من المشاورات مع السلطات الصحية اليمنية بهدف وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية التعاون القطري لليمن للفترة ٢٠٢٤ – ٢٠٢٥م، تدل هذه الخطوة الهامة على التزام منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية بتوثيق التعاون القائم للنهوض بصحة الشعب اليمني ورفاهه.

وبما أن نجاح الاستراتيجية يتوقف على التعاون المستمر بين المنظمة والسلطات الصحية وأصحاب المصلحة المعنيين، فإن المنظمة تخطط أيضاً لإجراء مزيد من المشاورات في الأسابيع المقبلة مع الجهات المانحة والشركاء الصحيين لضمان تقديم الدعم اللازم لتعزيز ومواءمة أوجه التعاون للنهوض بالتغطية الصحية الشاملة والتنمية المستدامة في قطاع الصحة.

"مع انتقال التركيز في اليمن على العمل وفق منهج وصل العمل الإنساني والتنمية والسلام، ستكون استراتيجية التعاون القطري في اليمن بمثابة إطار استراتيجي لاستكمال الأولويات الصحية الوطنية وتوجيه عمل القطاع الصحي لتطبيق أهداف الصحة لمنظمة الصحة العالمية على المستوى القطري. إن عملية تطوير استراتيجية التعاون القطري لليمن تأتي من منطلق تشاركيّ ينطوي على مشاورات مكثفة مع أصحاب المصلحة الأساسيين على المستويين الوطني والمجتمعي، مما يضمن الشمولية والملكية في تطوير الاستراتيجية"، دكتور آرتورو بيسيغان، ممثل ورئيس بعثة منظمة الصحة العالمية لليمن.

تم تصميم استراتيجية التعاون القطري لتكون متسقة مع أهداف التنمية المستدامة ذات الأبعاد الصحية، بهدف ضمان الوصول العادل إلى الرعاية الصحية الجيدة للجميع. بالنسبة لليمن، يتضمن مشروع استراتيجية التعاون القطري أربع محاور استراتيجية مشتركة ومجالات تركيز مقابلة لتوجيه أجندة الصحة في اليمن على مدى العامين المقبلين:

توفير الرعاية الصحية اللازمة لتعزيز التغطية الصحية الشاملة

حماية السكان من خلال التأهب لحالات الطوارئ الصحية واكتشافها والاستجابة لها

تعزيز حياة أكثر صحة ورفاهية من خلال معالجة محددات الصحة وعوامل الخطر

تعزيز مخرجات السلام والصحة لدعم النظم الصحية القادرة على مواجهة العقبات، وتعزيز المشاركة المجتمعية، والتماسك والشراكة والتعاون المجتمعي

وأعربت السلطات الصحية الوطنية في اليمن عن تقديرها لعملية التشاور، واعتبرتها خطوة مهمة لتعزيز الجهود المشتركة لإنقاذ الأرواح من خلال الوقاية واكتشاف والاستجابة للطوارئ الصحية، وتعزيز صحة المجتمعات وبناء نظام صحي قادر على المجابهة.

عند تنفيذ هذه الرؤية، تسعى منظمة الصحة العالمية جاهدة لتقديم حلول مبتكرة قائمة على الأدلة العلمية التي من شأنها تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية الجيدة، مع التركيز على الرعاية الصحية الأولية، مما يؤدي إلى نتائج صحية أفضل لجميع اليمنيين. كما شدّدت السلطات الصحية الوطنية على الحاجة لاستعراض وتقييم الأنشطة الصحية المشتركة بانتظام وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وإيجاد حلول مستدامة لضمان الاكتفاء الذاتي لنظام الرعاية الصحية.

ملاحظة للمحررين

استراتيجية التعاون القطري ستمثّل الإطار الاستراتيجي الموجه لعمل منظمة الصحة العالمية مع الدول الأعضاء. تستجيب هذه الاستراتيجية لأجندة الصحة والتنمية الوطنية في البلدان، كما يضع عمل منظمة الصحة العالمية في اليمن في سياق إطار الأمم المتحدة للتعاون التنموي المستدام في اليمن ٢٠٢٢ – ٢٠٢٤م والميزانية البرامجية لمنظمة الصحة العالمية، ويحدد مجموعة من الأولويات المشتركة المتفق عليها للعمل مع منظمة الصحة العالمية، مع التركيز على المجالات التي يكون فيها للمنظمة دور المنسق والقيادة التشاركية في تدخلات الأمم المتحدة لتسريع تحقيق العوائد المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة لتعزيز الصحة العامة.

في اليمن، سبق وقد انتهت فترة استراتيجية التعاون القطري السابقة في عام ٢٠١٣م ولم يتم تحديثها بسبب النزاع الطويل والأزمة الإنسانية الناجمة عنه. في شهري نوفمبر وديسمبر للعام ٢٠١٩م، كانت قد بدأت المناقشات الأولية بين منظمة الصحة العالمية والسلطات اليمنية بهدف تحديث استراتيجية التعاون القطري لليمن، لكنها توقفت في أوائل عام ٢٠٢٠م بسبب جائحة كوفيد-١٩، وتوجيه الأولوية لتطوير وتنفيذ الخطة الوطنية اليمنية للتأهب والاستجابة لكوفيد-١٩.

وقد شرعت منظمة الصحة العالمية في عملية وضع هذه الاستراتيجية في يونيو ٢٠٢٣م، وهي تعتمد نهجاً لتسريع هذه العملية بهدف إطلاق هذه الاستراتيجية قبل حلول نهاية عام ٢٠٢٣م.