المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2023 | الآلاف معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا مع تصاعد وتيرة العنف في ولاية الجزيرة بالسودان

الآلاف معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا مع تصاعد وتيرة العنف في ولاية الجزيرة بالسودان

طباعة PDF

الآلاف معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا مع تصاعد وتيرة العنف في ولاية الجزيرة بالسودان

بورتسودان، 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023 - انقطعت سبل الحصول على الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية منذ انتشار العنف إلى ولاية الجزيرة في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2023، وأصبح الوضع يبعث على القلق، ولا سيما في مدينة ود مدني عاصمة الولاية. وتعاني المستشفيات القليلة التي ما تزال تعمل نقصًا حادًا في العاملين، بسبب اضطرار معظم العاملين الصحيين إلى الفرار من المدينة، مع عدد يفوق طاقاتها من المرضى.

وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، كانت الجزيرة، التي تُعد سلة الغذاء في السودان، ملاذًا آمنًا لنصف مليون إنسان نزح معظمهم من الخرطوم التماسًا للأمان بعد اندلاع النزاع في 15 نيسان/أبريل 2023 في الخرطوم ثم امتداده إلى ولايات دارفور وكردفان مسببًا كارثة إنسانية في البلاد.

ويوجد للمنظمة مركز عمليات ومستودع في ود مدني، كان يخدم الجزيرة والخرطوم والمناطق المحيطة بهما منذ بداية النزاع في نيسان/أبريل 2023، ولكن العمل بذلك المركز عُلق منذ 15 كانون الأول/ ديسمبر، وينسق موظفو المنظمة مع الشركاء لإنشاء آليات بديلة لمواصلة الاستجابة للطوارئ الصحية. ويعرض تعطّل الخدمات الصحية حياة المرضى للخطر، ومنهم المئات من مرضى الكوليرا في مراكز علاج الكوليرا التي ستنفد الإمدادات الطبية منها قريبًا.

وكانت ولاية الجزيرة قد سجلت أكثر من 1800 حالة إصابة بالكوليرا و26 حالة وفاة. وقد تحققت بعض الإنجازات في احتواء فاشية الكوليرا في الولاية، ولكنها قد تذهب سدى بسبب توقف أعمال مكافحة المرض وترصده إلى جانب حركة السكان بأعداد كبيرة التي تهدد بانتشار الكوليرا أكثر. وكانت هناك حملة مخطط لها للتطعيم الفموي ضد الكوليرا في الخرطوم، ولكن كان لا بد من تعليقها حاليًا.

وبسبب تصاعد النزاع في الجزيرة، اُضطر ما لا يقل عن 300 ألف من النازحين داخليًا إلى النزوح مرة أخرى، ولا يدري معظمهم أين يذهب للاحتماء من النزاع. وقد وجد هؤلاء النازحون أنفسهم من جديد بدون فرص للحصول على المياه المأمونة والغذاء والرعاية الصحية في وقت تنتشر فيه أمراض معرضة للتحول إلى فاشيات. ولا تقتصر التهديدات الصحية على ذلك، بل هناك أخطار وشيكة أخرى مثل الإصابات والرضوح والعنف القائم على نوع الجنس في ظل النزوح الواسع النطاق، خاصة وأن عدد النازحين السودانيين تجاوز الآن 7 ملايين نازح، منهم 5.5 ملايين نازح داخل السودان، ومليون ونصف نازح آخرين في البلدان المجاورة.

وقد تعرضت عدة مرافق للرعاية الصحية في ود مدني لهجمات، وتعمل المنظمة على التحقق من الأخبار الواردة عن مقتل اثنين من العاملين الصحيين في مستشفى رفاعة.

إن تعمد استهداف الرعاية الصحية، ويدخل فيه استهداف المرضى والمهنيين الصحيين والمرافق الصحية، عمل مستنكر ويجب أن يتوقف فورًا. فليس من المقبول أن يموت المرضى في المكان نفسه الذي يلجئون إليه لحماية حياتهم وعافيتهم، ولا أن يموت العاملون الصحيون وهم يجودون بوقتهم وجهدهم لإنقاذ حياة الآخرين.

وتعكف المنظمة على رصد التطورات في ولاية الجزيرة بدقة لبدء تنفيذ خطتنا للاستجابة للطوارئ، وترصد أيضًا الوضع في ولايات سنار والقضارف والنيل الأبيض والنيل الأزرق، فضلًا عن منطقة دارفور.

إننا ندعو شركاءنا والمجتمع العالمي إلى تجديد العزم والوقوف إلى جانبنا لاستعادة الصحة والأمل لشعب السودان، وندعو أطراف الصراع إلى أن يضعوا شعب السودان أولًا وقبل كل شيء، فالسودان بحاجة إلى السلام.