المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2023 | أزمة الصحة النفسية في اليمن

أزمة الصحة النفسية في اليمن

طباعة PDF

11 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - في اليمن، البلد الذي مزقته الحرب، غالباً ما يتم إهمال الصحة النفسية. كما أنه بسبب محدودية الخدمات المتوفرة، لا يصل للمساعدة سوى 120,000 شخص من حوالي ٧ ملايين آخرين بحاجة لها.

قصة عائشة:

أزمة الصحة النفسية في اليمنواجهت عائشة محمد، البالغة من العمر ٣٨ عاماً، تحديات طول حياتها في التحدث والسمع. أدت هذه التحديات إلى دخولها في اكتئاب، وجعلها تعزل نفسها عن المجتمع. عبرت أزهار، شقيقة عائشة والتي تشارك قصتها، كيف كانت تتوق لرؤية شقيقتها تبتسم وتشارك الحديث مع الآخرين بسهولة.

تقول أزهار إن المعاناة النفسية لأختها عائشة بدأت منذ طفولتها لكنها ساءت بمرور الوقت. وعلى الرغم من جهود عائلتها لتوفير حياة طبيعية لها، إلا أن حادثة حصلت لها في المدرسة تسببت في دخولها في اكتئاب حاد وانعزال تام عن المجتمع، حيث أهانتها إحدى المعلمات وأساءت معاملتها. كانت لهذه الحادثة تأثير عميق ودائم على صحة عائشة الجسدية والنفسية.

في البداية، ظنت عائلة عائشة بأن المشاكل التي تعاني منها بدنية فقط، فذهبوا للحصول على المساعدة الطبية. لكن الأطباء أكدوا أن مشاكل السمع لديها غير قابلة للعلاج. استطاعوا توفير سماعات طبية، لكن عائشة قامت بكسرها أثناء إحدى نوبات الاكتئاب، ولم تستطع الأسرة تحمل تكاليف توفير أي بديل.

كانت تربط عائشة بوالدتها علاقة لا يمكن الاستغناء عنها حيث كانت مصدر راحتها، لكن وفاتها أدت إلى تعميق حالة الاكتئاب التي تواجهها.

وعلى الرغم من قلق أزهار على شقيقتها، إلا أنها ترددت في طلب المساعدة النفسية لأختها بسبب وصمة العار المجتمعية. ومع ذلك، بعد استشارة الطبيب، قررت إحضار عائشة إلى مركز خدمات الصحة النفسية المدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية.

بعد إحضار عائشة إلى المركز، تم تشخيص حالتها بالاكتئاب، وأجرت جلسات دعم نفسي، تلاها إلتحاقها في دورات لغة الإشارة في جمعية الصم والبكم. هنا، وجدت عائشة نساء يواجهن تحديات مماثلة، وأدركت أنها ليست الوحيدة التي تمر بهذه المعاناة.

هذه التغييرات في محيطها، وبعد شهرين من تلقي العلاج، تغيّرت عائشة تماماً. بدأت في تكوين صداقات، وحضور الفصول الدراسية بسعادة، وتحسنت مهاراتها في التواصل مع الآخرين بشكل ملحوظ.

أوضحت أزهار مدى سعادتها بمشاهدة تحول أختها عائشة من الانعزال التام ورفض التواصل مع أي أحد، إلى الإيجابية، النشاط، الطموح، وجلب روح جديدة إلى المنزل.