المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2022 | المرأة اليمنية في مقدمة الاستجابة لفيروس كوفيد -19

المرأة اليمنية في مقدمة الاستجابة لفيروس كوفيد -19

طباعة PDF

man-receives-vaccination-yemen والاقتصاد والسياسة، مما يعني معاناة المجتمعات والأجيال القادمة. ولهذا فأن تحقيق مستوى أساسي من مشاركة النساء في مواجهة كوفيد -19 كان مؤشرًا رئيسيًا في تصميم مشروع الاستجابة لفيروس كوفيد-19 في اليمن الذي تنفذه منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي.

يوضح الدكتور أدهم رشاد إسماعيل عبد المنعم، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "تضمن إطار نتائج مشروع الاستجابة لفيروس كوفيد -19 في اليمن هدفًا بأن تشكل النساء واحدًا من كل ثلاثة مُلقّحين ومع ذلك، بعد عام واحد، شكلت النساء أكثر من نصف القوى العاملة في مجال التحصين ضد فيروس كوفيد-19 ".

ولقد ساهمت العديد من عوامل النجاح الرئيسية في تجاوز هذا الهدف بشكل كبير ومنها الشراكة بين البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية بشأن مشروع استجابة كوفيد-19 في اليمن اعتبارًا من أبريل 2020 فصاعدًا، بناءً على أسس مشروع الصحة والتغذية الطارئ منذ عام 2017، حيث كان منظور الاستجابة للنوع الاجتماعي جزءًا أساسيا من نهج إدارة المشروع.

تم تضمين المشاورات الهادفة مع العاملات الصحيات وأفراد المجتمع، والتي تم إجراؤها بشكل روتيني وتحديث بياناتها كل ستة أشهر وجلسات التوعية حول النوع الاجتماعي، بناء على مشروع الصحة والتغذية الطارئ، مما ساعد في توعية الأطراف المعنية وبناء القبول في بداية المشروع من اجل ضرورة خدمات تراعي النوع الاجتماعي لتلبية احتياجات المرأة اليمنية والمجتمع الأوسع بشكل أفضل.

ساهمت مبادرات المناصرة مع السلطات الصحية في تصميم المشروع وتطوير الخطة التشغيلية للمشروع على لفت الانتباه إلى أهمية زيادة مشاركة النساء في القوى العاملة الصحية وشمل ذلك نموذجًا يراعي النوع الاجتماعي. وبهذه الطريقة نفذ المشروع بنجاح منهج بأشراك المسؤولين في المراكز العليا للحد من التمييز بين الجنسين وبناء قوة عاملة أقوى.

استمرت مبادرات المناصرة طوال فترة تنفيذ المشروع إلى جانب استمرار المشاركة والتشاور مع العاملات الصحيات والمستفيدات وجلسات التوعية لجميع العاملين الصحيين حول الضمانات البيئية والاجتماعية. كما قدم فريق مشروع الاستجابة كوفيد-19 طلبات دورية للبيانات المصنفة حسب الجنس عن كل من العاملين بالتحصين والمستفيدين وتوظيفها بما يخدم المشروع. وبهذا قامت منظمة الصحة العالمية بمراقبة تواجد العاملات الصحيات بالتحصين عن كثب بما يتماشى مع إطار نتائج مشروع الاستجابة كوفيد-19 بالإضافة إلى الإرادة الحقيقية منذ بداية المشروع لتوظيف المزيد من العاملات الصحيات بالتحصين من أجل ضمان تحقيق الهدف.

كان من المأمول أن يؤدي وجود المزيد من العاملات الصحيات إلى مستويات أعلى من التحصين بين النساء الا أن البيانات تشير حتى الآن إلى أنه من بين كل ثلاثة رجال حصلت امرأة واحدة فقط على لقاح كوفيد -19. مع ملاحظة أنه في حين أن توظيف العاملات بالتحصين يقع ضمن نطاق القطاع الصحي، فإن ضمان الطلب على اللقاح يتطلب اتخاذ إجراءات من جانب المجتمع بأسره. حيث تشمل العوامل الإضافية أن السفر الى الخارج ربما كان الدافع الرئيسي للتحصين، وحيث أن معظم المسافرين خارج اليمن هم من الرجال ووجود قيود على سفر النساء بمفردهن وكون الرجال هم من يتخذ القرار بشأن حصول النساء على الرعاية الصحية مما قد يسبب محدودية وصولهن الى مواقع التحصين.

كما أن وصول النساء إلى المعلومات اعتبارًا مهمًا ولذلك سعى مشروع الاستجابة كوفيد-19 في تعبئة المجتمعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون وتثقيف المتطوعين الصحيين المجتمعيين حول مواجهة التردد في تلقي اللقاحات. تُظهر البيانات المتعلقة بمدى وصول منشورات مواقع التواصل الاجتماعي والحملة التلفزيونية أن معظم المشاهدين من النساء.

meaningful-consultationsتستمر جهود مشروع الاستجابة كوفيد-19 في اليمن لزيادة اقبال النساء للقاحات حيث تُعد الخصوصية أمرًا بالغ الأهمية في أماكن الرعاية الصحية، ولذا فقد قام المشروع بطلب 1200 ستارة طبية لكل مراكز التحصين لتوفير مساحة خاصة للنساء لتلقي اللقاح. ستوفر هذه الستائر أيضًا الخصوصية للخدمات الأساسية الأخرى بعد انتهاء اللقاح.

تمكن المشروع من تمهيد الطريق لنهج جديد يوفر وظائف آمنة ولائقة وكريمة وبيئات عمل تعترف بعمل النساء وتكافئهن عن عملهن الشاق وكصانعات قرار على المستوى المحلي وايجاد مسارات جديدة نحو القيادة في القطاع الصحي. لقد أثبتت النساء قدرتهن على تحقيق الإنجازات وأنهن مقدمات خدمة موثوق بهن حتى خلال الأوقات الصعبة للغاية للوباء.

ساعد مشروع الاستجابة كوفيد-19 في اليمن بطريقة عملية من خلال تقديم الحوافز للعاملين بالتحصين على مواجهة اتساع فجوات الأجور والتوظيف في اليمن. "لقد وفر المشروع مجالا لسماع اهتماماتنا والاعتراف بقدراتنا وحقوقنا. لعب المشروع دورًا حيويًا في استعادة مكانتنا في النظام الصحي ويجب أن تستمر هذه الجهود بعد جائحة كوفيد-19"، كما تقول سجوى عكازة، عاملة الرعاية الصحية في كوفيد-19 من محافظة مأرب.

قبل طرح لقاحات كوفيد-19 في اليمن، تم تدريب جميع العاملين على التحصين وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للإجابة على أسئلة المرضى بكفاءة. بالنسبة للعائلات اليمنية، ولا سيما تلك القادمة من المناطق الريفية، عند سعيهم للحصول على معلومات دقيقة وجديرة بالثقة وواضحة، كانت العاملات الصحيات المرجع الأول لهم. قالت إحدى العاملات بالتحصين: "لقد سمح لنا التدريب على المشروع بتحسين مهاراتنا ومعرفتنا بالمجالات الرئيسية الضرورية لإدارة لقاحات كوفيد-19 والعمل بشكل مريح دون خوف من المرض نفسه".

يعد دمج النساء كعاملات في مجال الصحة والاهتمام باحتياجات المرأة في الخدمات الصحية من الخطوات الأولى الرئيسية في كسر الحواجز التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين في قطاع الصحة وبناء نظام أفضل في أعقاب كوفيد-19. واختتمت الدكتورة رفعت حسن، كبير أخصائي الصحة في البنك الدولي: “يسعدني أن أجد عاملات صحيات يمنيات يقدمن خدمات كوفيد-19، والتي تمكن المرأة على مستوى صنع القرار وهذا يعني أنه بغض النظر عن كل الصعوبات، لا تزال المرأة اليمنية قادرة على المساهمة في تحسين الصحة العامة في مجتمعاتها".