المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2022 | أبطال ناكرون لذاتهم يخوضون معارك حالات الطوارئ الصحية في كارثة الفيضان

أبطال ناكرون لذاتهم يخوضون معارك حالات الطوارئ الصحية في كارثة الفيضان

طباعة PDF

في مواجهة الطوارئ الفيضانية المدمرة في باكستان، يحاول القائمون على التطعيم في الخطوط الأمامية بشجاعة الوصول إلى المجتمعات المحلية بالخدمات الصحية المنقذة للحياة.

men-in-flooded-street

إسلام آباد، 26 أيلول/سبتمبر 2022 - لا يزال تطعيم الأطفال ضد الأمراض التي تهدد الحياة بالخطر وسط أزمة فيضانات مدمرة أمرًا صعبًا. وقد تكبَّد القائمون على التطعيم في إقليم السند مشقة رحلاتٍ صعبةٍ، حيث يُبحرون في القرى التي غمرتها مياه الفيضان ويعبرون الجسور المكسورة للوصول إلى الأطفال الذين تعرضوا لسلسلة من الفاشيات الصحية منذ فيضان آب/أغسطس. وقد واجهت جهودُهم تحدياتٍ بسبب الظروف الصعبة، حيث لا تزال المناطق التي تعرضت للفيضان مغمورةً بالمياه في مشهد يشبه البحر.

وتعقدت أعمال القائمين على التطعيم بسبب ركود مياه الفيضان. وأدَّت صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية العمومية التي تضررت إلى تعطُّل خدمات التمنيع الروتيني، وفقد المواليد فرصة الحصول على اللقاحات الأساسية الأولى - ومن المرجح أن يحدث ذلك لمزيد من المواليد في الأسابيع المقبلة.

وضمت الاستجابة للفيضانات بقيادة منظمة الصحة العالمية في مقاطعة السند حملات تطعيم طارئة ومخيمات صحية طارئة متنقلة في مستوطنات السكان النازحين داخليًا وفي المناطق المجاورة المتضررة من الفيضانات.

ويُكلف أكثر من 2500 من القائمين على التطعيم بتقديم خدمات التمنيع الروتيني في 23 مقاطعة من المقاطعات المتضررة من الفيضانات في إقليم السند.

نظامُ الدين هو أحد القائمين على التطعيم الملتزمين بتقديم الرعاية الطبية في الخطوط الأمامية للخدمات الإنسانية.

وفي كل يوم، ينضمُ نظامُ الدين إلى مساعد فريق أو يشرع في العمل معه للوصول إلى الأطفال غير المطعمين في قرى غامبات، بمقاطعة خيربور، الواقعة على بُعد حوالي 70 كيلومترًا من المدينة الرئيسية. إلا أن الوصول إلى القرية النائية المغمورة بمياه الفيضانات مهمة صعبة.

إذ يجب على نظام وزملائه أن يجدوا طريقًا مناسبًا للوصول إلى الأطفال وأسرهم الذين إما انتقلوا أو وجدوا مأوى في مخيمات الإغاثة.

children-in-floods

وبالإضافة إلى الوصول إلى النازحين داخليًا، فإن نظام جزءٌ من فريق الخدمات الصحية المتنقلة الذي يقدم الخدمات الصحية الأساسية والتمنيع الروتيني للسكان النازحين. وقد تسبب تضرر البنى التحتية الصحية بفعل الفيضان في إعاقة تقديم الخدمات المنقذة للحياة.

يقول نظام: "عندما انطلقنا في الصباح للوصول إلى الأطفال غير المطعمين، نجد عددًا كبيرًا من الأسر في طريقها للتحرك وآووا إلى مخيمات النازحين داخليًا. ونحن غير متأكدين مما إذا كانت وسائل النقل التي نستخدمها ستكون كافية للوصول بنا إلى الوجهة المقصودة أم لا لأن معظم الطرق إما متضررة أو مغمورة بالمياه. ونحن نستعد ونجتاز الطريق بصعوبة للوصول إلى الأسر المستهدفة. وعند الوصول إلى القرى، نتحقق من صحة المعلومات الموجودة لدينا، ونُحدّث استمارات البيانات لدينا إذا لزم الأمر. وعادةً ما نتمكن من تطعيم 20 طفلًا كل يوم. ويتلقى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر لقاح الحصبة والحصبة الألمانية إلى جانب التقييم الغذائي".

ويخبرُ نظام الآباء والأمهات الذين يأتون إلى المعسكر الصحي المتنقل قائلًا: "هذا اللقاح سيقي أطفالك من حالات العدوى والفيروسات"، "فإذا أصيب طفلك بفيروس وأصبح مريضًا، فإن الأسرة بأكملها ستعاني لأنه يجب عليكم رعاية الطفل بدلًا من استعادة منزلكم المغمور بالمياه أو استئناف سُبُل العيش".

vaccinating-infant-in-flood

وتدعم منظمة الصحة العالمية إدماج خدمات التمنيع الروتيني المتنقلة في خدمات الرعاية الصحية الأخرى، بما في ذلك التغذية والإمدادات الطبية. وفي إقليم السند، تدعم منظمة الصحة العالمية القائمين على التطعيم التابعين للحكومة لتطعيم أطفال السكان النازحين داخليًا بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية، واللقاحات الفموية لفيروس شلل الأطفال، والتمنيع الروتيني المُكمّل.

وخلال الزيارة إلى مخيم النازحين داخليًا، شدّد الدكتور باليتا ماهيبالا، ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان، على الحاجة إلى خدمات صحية متكاملة مع التمنيع الروتيني. وأضاف الدكتور باليتا قائلًا: "الأطفال معرضون للخطر في مخيمات النازحين داخليًا وأكثر عُرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وقد غمرت مياه الفيضانات المراكز الصحية، وتضررت مستلزمات تلك المراكز، وانتقل الناس بعيدًا عن منازلهم، مما يجعل من الصعب عليهم الحصول على خدماتهم الصحية العادية".

كما أوضح الدكتور باليتا قائلًا: "تُعد المخيمات الصحية مهمة للغاية عندما يكون هناك ملايين الأشخاص، وخاصةً الأطفال، معرضين بشدة لخطر الفاشيات". ومع وجود أطفال في السند على شفا الإصابة بأمراض متعددة وسوء تغذية واسع النطاق، فإنهم يواجهون خطرًا كبيرًا للغاية للإصابة بالمرض. وعلاوة على ذلك، تعرضت أكثر من 10 في المائة من المرافق الصحية في 15 مقاطعة في السند للضرر بصورة كاملة أو جزئية، وأصبح النظام الصحي على وشك الانهيار.

ومع بقاء النظام الصحي على ما هو عليه من وضع غير مستقر، فإن هذه الحملات تساعد على تقديم الإغاثة الأولية، لكنها ليست مستدامة. ولا يمكن لهذه التدخلات وحدها أن تلبي الاحتياجات الطبية لجميع السكان بمجرد تراجع مياه الفيضانات. ويلزم اتباع نهج أفضل ومنظم لإعادة البناء وذلك لاستعادة النظم الصحية لضمان كَون النظام العام المُعاد بناؤه أقوى وأكثر أمانًا وأسرع استجابةً وأكثر مرونةً في مواجهة الكوارث.