20 يوليو 2022، عدن | صنعاء - البلهارسيات هو مرض طفيلي حاد ومزمن يسببه عدوى مثقوبة الدم (الديدان المثقوبة) ؛ يصيب هذا المرض المجتمعات المعرضة لمياه موبوءة ، مما يعرض حياة العديد من الأشخاص للخطر ، وخاصة الأطفال الصغار.

من خلال مشروع الصحة والتغذية الطارئ واستمراره ومشروع رأس المال البشري الطارئ في اليمن، تعمل مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية على اكتشاف وتشخيص وعلاج ورعاية المرضى المصابين بداء البلهارسيات في جميع أنحاء اليمن.

أهمية معالجة هذا المرض أمر بالغ الأهمية وغالبًا ما يتم التغاضي عنه. يحدث انتقال داء البلهارسيات عندما يلوث الأشخاص المصابون بالمرض مصادر المياه العذبة بإفرازاتهم التي تحتوي على بيض طفيلي ، ثم يفقس في الماء. يؤدي عدم كفاية المياه والصرف الصحي والنظافة ومكافحة القواقع إلى زيادة انتقال داء البلهارسيات. الأطفال معرضون بشكل خاص للعدوى ، لأن نقص المناعة وضعف التعلم بطرق الوقاية يعرضهم للمخاطر حيث تخترق حلزونات المياه العذبة جلد الأطفال عند ملامستها للمياه الملوثة.

يؤثر المرض بشدة على أداء الطفل في المدرسة ، وينتهي بنمو متوقف ، ويقلل من الإنتاجية ، ويؤثر على قدراتهم التعليمية ونموهم البدني والمعرفي. كما ينتشر فقر الدم المرتبط بالبلهارسيا ، مما يساهم في الإرهاق والضعف وتقليل التركيز. إذا تُركت البلهارسيا دون علاج فإن المرض غالبا ما يكون قاتلا او يؤدي إلى مضاعفات صحية منهكة وطويلة الأمد مثل الالتهابات المسالك البولية ، وتليف الكبد ، والفشل الكلوي ، وسرطان المثانة ، واعتلال الكلية ، ونزيف الجهاز الهضمي ، وانسداد الجهاز الهضمي ، وسوء التغذية ، والعقم ، وارتفاع ضغط الدم الرئوي وما إلى ذلك.

ولذلك فان المعالجة الجماعية للبلهارسيا تمنح الأطفال اليمنيين فرصة متكافئة في الحياة ، وفرصة متكافئة لحقهم في التعليم والعيش في الحياة التي يستحقونها دون مرض يعيقهم في حلقة مفرغة من الفقر.

حتى يومنا هذا ، يعد داء البلهارسيات أحد أبرز المشاكل الصحية في اليمن ، حيث يُقدر أن ستة ملايين شخص معرضون لخطر الإصابة وثلاثة ملايين مصاب. ولقد طغت جائحة وباء COVID-19 على الانتشار على المرضى باليمن رغم انه داء البلهارسيا من اكثر الامراض الصامتة فتكا باليوم ولا يحظى باهتمام كبير مثل الحالات الاخرى ، إلا أن انتشاره ومخاطره المحتملة عالية جدًا.

تحتل مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية موقع الصدارة في الاستجابة الصحية للقضاء على داء البلهارسيات. بعد سنوات من التقدم ، تم تنفيذ تدخلات علاجية موسعة لمكافحة المرض وتأثيره الاجتماعي والاقتصادي للمرض على المجتمعات اليمنية. وعلى الرغم من خطورة مرض البلهارسيا إلا أنها قابلة للعلاج بشكل كامل.

قدمت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي العلاج المنقذ للحياة في تسع محافظات وأربعين مديرية في اليمن. في مايو 2022 تم توزيع العلاجات المضادة لداء الديدان الطفيلية (ألبيندازول) وداء البلهارسيات (البرازيكوانتيل) على إجمالي 1,859,469 شخصًا فوق سن السادسة ، لتصل إلى ثمانين في المائة من السكان المستهدفين من قبل المنظمة والبرنامج الوطني للبلهارسيا في وزارة الصحة العامة والسكان.

تهدف حملة البلهارسيا المستمرة إلى القضاء على المرض من المجتمعات في اليمن من خلال تغيير سلوك المجتمع والتخفيف من معاناة الأطفال من الأمراض التي يمكن علاجها والوقاية منها. إن حماية الأطفال من داء البلهارسيات وحماية حقوقهم التعليمية ورفاههم الاجتماعي والاقتصادي تجلب الأمل إلى المجتمعات في اليمن.