المركز الإعلامي | الأخبار | ملاحظات لوسائل الإعلام | 2021 | كلمة ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا بمناسبة يوم الصحة العالمي

كلمة ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا بمناسبة يوم الصحة العالمي

طباعة PDF

Dr Akjemal Magtymova7 أبريل/نيسان 2021 - لقد قوّضَتنا جائحة كوفيد-19 جميعاً. غير أن الأثر الأقسى كان على أولئك الذين يعانون بالفعل من عدم المساواة بسبب الفقر ونوع الجنس والعِرق والتعليم والمهنة ووضع المهاجرين والإعاقة والتمييز. ويتعرّض الناس في الجمهورية العربية السورية التي تضربها النزاعات للمرض بشكل كبير في سياق الأنظمة الصحية الهشة؛ إذ إنهم يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الخدمات الصحية وهم متأثرون بشدة بالعواقب الاقتصادية للجائحة. كما أن الحصول على لقاحات كوفيد-19 للحد من الانتقال المستمر للعدوى مهمة كبيرة أخرى بالنسبة للجمهورية العربية السورية.

وكوفيد-19 ليس هو القضية الصحية الوحيدة التي تؤثر بشكل خطير على الناس في الجمهورية العربية السورية، حيث يحتاج 12.4 مليون منهم إلى مساعدة صحية. إن الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية من خلال وجودها في البلاد تتركز بشكل خاص على حماية وتعزيز وتحسين الصحة لجميع الناس في الجمهورية العربية السورية من خلال معالجة أوجه التفاوت.

و الجمهورية العربية السورية جزء من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط التابعة لمنظمة الصحة العالمية، حيث تحدث معظم الأسباب العالمية لحالات الطوارئ الصحية.

وبالإضافة إلى الوفيات، لا يزال الصراع في الجمهورية العربية السورية يتسبب في ارتفاع معدلات الإعاقة والأمراض السارية وغير السارية واضطرابات الصحة العقلية. فالسلام شرط مسبق للصحة، وبغيابه تتفاقم الأوجه القائمة لعدم المساواة، مما يؤثر سلباً على جميع جوانب العوامل الاجتماعية المحددة للصحة، بما في ذلك حقوق الإنسان الأساسية، وتوافر الخدمات الصحية والتعليم والعمالة والدخل والحماية الاجتماعية والمأوى والمياه والمرافق الصحية. وعلاوة على ذلك، ترتبط أوجه عدم المساواة ارتباطاً وثيقاً بالهجرة وضعف نُظُم الإدارة.

وتستخدم منظمة الصحة العالمية نهج النُظُم الصحية لتقديم الخدمات الصحية. وتشمل اللبنات الأساسية للنظام الصحي الهياكل الأساسية الصحية، والقوى العاملة في مجال الصحة والأدوية واللوازم والمعلومات الصحية والتمويل الصحي والإدارة. وفي حين أن الإدارة والنُظُم والمؤسسات والمجتمع هي مفتاح الاعتماد على الذات والمرونة، فإن الصلة بين التنمية الإنسانية وبناء المؤسسات مشروطة بعمليات السلام و الحل السياسي.

ولإنقاذ الأرواح تحتاج الجمهورية العربية السورية إلى نظام صحي عملي والتركيز على أربعة مجالات ذات أولوية.

أولاً، إن القدرة على مراقبة الصحة العامة وترصّدها محدودة. ويتطلب ذلك تعزيز نُظُم المراقبة المتعلقة بالتهديدات الناشئة والمتجددة، فضلاً عن قدرات المختبرات على توفير الأدلة الوبائية بفعالية، والقيام بالتنبؤات وإدارة المخاطر، لا سيما في السياق الحالي.

ثانياً، تحتاج الجمهورية العربية السورية إلى مرافق صحية موضوعة في العمل حتى يتمكن الناس من الذهاب إليها للرعاية والعلاج. إن الدمار الذي لحق بالهياكل الأساسية الصحية على مدى عقد من الصراع هائل، فالمستشفيات تأثرث أكثر من غيرها حيثُ يعمل نصفها بشكل كامل. وتتأثر بعض المحافظات والسكان أكثر من غيرهم. على سبيل المثال، في شمال شرق الجمهورية العربية السورية، هنالك مستشفى واحد فقط يعمل بشكل كامل من بين 16 مستشفى عام وثلاثة تعمل بشكل جزئي. ومن التحديات الهائلة ضمان العدد الكافي من أسرّة المستشفيات في وحدات العناية المركزة في أعقاب الموجة الثالثة من كوفيد-19 في الجمهورية العربية السورية.

ثالثاً، يشكل العاملون الصحيون العمود الفقري للنظام الصحي. ومع بقاء نصف القوة العاملة في مجال الرعاية الصحية فقط في البلد، يكافح الموظفون الطبيون من أجل تلبية الاحتياجات الصحية الهائلة. نحن بحاجة إلى الاستثمار في القوى العاملة الصحية.

رابعاً، من المهم ضمان إمدادات كافية من الأدوية الأساسية لمدة 60 يوماً على الأقل كجزء من المخزون الوطني. وقد أدى التأثير الاقتصادي إلى ارتفاع تكلفة الأدوية المنتجة محلياً إلى الحد الذي جعل الناس غير قاردين على دفع ثمنها وغدت غير مربحة بالنسبة للمُنتجين، مما حدّ من إمكانية حصول ملايين الناس على الأدوية في الجمهورية العربية السورية في هذه الأوقات الحرجة.

وبغية إعادة بناء مستقبل أكثر عدلاً وصحة للشعب السوري، ينبغي لجهودنا الجماعية أن تعطي الأولوية للمحددات الاجتماعية للصحة والإنصاف في الصحة والحياة الكريمة. ويجب علينا أيضاً أن نسلط الضوء على الآثار السلبية للعقوبات على الصحة وأن نخففها. وينبغي أن نقلل من أوجه عدم المساواة الاجتماعية ونحمي حقوق الإنسان ونحسّن المساواة بين الجنسين ونبني مجتمعات مرنة.

وتتمثل رؤية منظمة الصحة العالمية في تحقيق الصحة للجميع. ونحن إذ نحتفل بيوم الصحة العالمي مع الشركاء، نسعى جاهدين لتهيئة الظروف التي تسمح للناس بتحقيق إمكاناتهم الصحية والتغلب على الحواجز التي تحول دون حصول النساء والرجال والأطفال على خدمات صحية جيدة. ويجب أن نكفل أن تكون تلك الخدمات متاحة في كل مكان ولجميع الناس. أولويتنا القصوى الآن هي ضمان الوصول العادل إلى لقاحات كوفيد-19 لحماية الصحة والعاملين في الخطوط الأمامية ومكافحة الوباء.